وزير خارجية إيران: نتطلع لاستئناف العلاقات مع السعودية ومصر

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يصافح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في بغداد. 22 فبراير 2023 - REUTERS
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يصافح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في بغداد. 22 فبراير 2023 - REUTERS
بغداد/دبي-الشرق

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، إن طهران تتطلع إلى استئناف العلاقات مع الرياض والقاهرة مثمناً الدور العراقي في تعزيز الحوار والتعاون بين إيران والسعودية ومصر، وكذلك دور بغداد في الوساطة بشأن الاتفاق النووي.

ووجّه وزير الخارجية الإيراني، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد، الشكر للعراق ووزير خارجيته على مساعيه لـ"تقريب وجهات النظر بين الأطراف".

وقال إن العراق عمل دائماً من أجل إلغاء العقوبات المفروضة على إيران ودعم محادثات للتوصل إلى التوافقات النهائية بين إيران والدول الأوروبية و"اتخذ خطوات بناءة في هذا المجال".

وأعرب عن استعداد طهران "بناءً على المحادثات السابقة وخطوط إيران الحمراء، لتتقدم باتجاه إتمام محادثات فيينا" الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى وواشنطن، والمتوقفة منذ سبتمبر الماضي.

ولكن الوزير الإيراني أشار إلى "تباينات وتناقضات في الموقف الأميركي"، محذراً من أن إيران لا تزال مستعدة للتوصل إلى اتفاق، وهي مستعدة كذلك لتفعيل الخطة (ب) واتخاذ مسار مختلف.

وتابع: "الرسائل الأميركية عبر الوسائل الدبلوماسية إيجابية، لكن في الوقت نفسه يطلق مسؤولون أميركيون تصريحات خلاف ذلك في وسائل الإعلام. وإن إيران ترحب دائماً بالمساعي الدبلوماسية للحوار، وركزت لعدة أشهر على التوصل إلى اتفاق قوي جيد ومستدام، ولا نزال مستعدين لإتمام المباحثات في الإطار".

ولكن "إذا قرر الطرف الأميركي اتخاذ منحى آخر فنحن مستعدون لتفعيل الخطة (ب) واتخاذ مسار مختلف. جميع الخيارات متاحة لنا وعلى الطاولة". وشدد على أن إيران "لم تسعَ قط لامتلاك قنبلة نووية".

بدوره، أشار الوزير العراقي إلى أن المباحثات "تطرقت جزئياً إلى نتائج زيارتنا إلى واشنطن والمتعلقة بالجانب الإيراني".

وشدد على أن "من المهم للعراق أن يتوصل الطرفان الإيراني والأميركي إلى تفاهمات. ونتمنى أن يعود الطرفان إلى مباحثاتهما في فيينا للوصول إلى النتائج النهائية بشأن الاتفاق".

الأسبوع الماضي، قال فؤاد حسين، في مقابلة مع "الشرق"، إن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران "يؤثر على العراق"، سواء "بشكل مباشر أو غير مباشر"، نظراً لاحتفاظه بـ"علاقات جيدة" مع الطرفين، مؤكداً أن "بغداد ليست حديقة خلفية لأي بلد كان، والعراقيون واضحون في هذا الاتجاه". 

وأضاف حسين أن "من مصلحة العراق عدم توتر العلاقات في المنطقة"، مشيراً إلى إمكانية إدارة بغداد لـ"الأزمة" بين واشنطن وطهران، "في حال لم يتمكن البلدان من حل خلافاتهما".

ولفت إلى أن العراق "تبادل وجهات النظر مع واشنطن بشأن أسباب توقف المفاوضات النووية الإيرانية، وكيفية تحريك المسار".

العلاقات مع العراق

وأشاد عبد اللهيان بالعلاقات مع العراق وقال إن "قوة العراق وأمنه وتقدمه من قوتنا وأمننا".

وأضاف أنه أكد خلال المباحثات مع نظيره العراقي أن "المشتركات بين الشعبين عديدة، حيث يمكن القول إننا شعب واحد في جغرافيتين مستقلتين".

وقال وزير الخارجية الإيراني إن المباحثات مع العراق في إطار اللجنة الأمنية المشتركة "تناولت متابعة التزامات العراق والبت في وثيقة التوافقات التي تم التواصل إليها بهدف مواجهة المجموعات الإرهابية التي توجد في الإقليم".

وأضاف أن طهران تعتقد أن الحكومة العراقية عازمة على ألا يكون العراق مصدراً أو منطلقاً لتهديدات لدول الجوار ومن بينها إيران.

وأضاف أن الحكومة المركزية في بغداد أشارت إلى "إجراءات مهمة في هذا السياق، ونأمل أن نرى تطبيق تلك التوافقات في أقرب وقت".

وشنّت إيران في نوفمبر الماضي سلسلة ضربات صاروخية، وبواسطة طائرات مسيّرة، على فصائل معارضة كردية وإيرانية في كردستان العراق. ورداً على ذلك، أعلن العراق في 23 نوفمبر عزمه على إعادة نشر قواته على حدوده مع كل من إيران وتركيا.

تصف إيران هذه الجماعات بأنها "إرهابية"، متهمة إياها بـ"تهريب أسلحة" من العراق، والمساهمة في تأجيج التظاهرات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق" لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

إجراءات عراقية على الحدود

وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن بغداد "أصبحت مركزاً للحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي"، وقال إن المباحثات مع عبد اللهيان شملت "عدداً من القضايا التي تهم البلدين، وبينها الوضع الأمني والحدودي"، مشيراً إلى تفاهمات بين الطرفين في هذا الإطار.

وقال فؤاد حسين إن الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود الإيرانية العراقية و"هناك تفاهمات من أجل عدم السماح لبعض المجموعات التي تريد أن تعبر الحدود إلى الجانب الآخر".

وشدد على التزام بغداد بالدستور العراقي الذي يحظر استخدام أراضي العراق للهجوم على أراضي الجوار، ولكنه أشار إلى أن ذلك الالتزام ينبع أيضاً "من حسن وحماية أمن الجوار كذلك".

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن دعم وترحيب طهران بقرار البرلمان العراقي بشأن خروج القوات الأجنبية من العراق، وشدد على ضرورة تطوير التعاون فيما يتعلق بالسياحة والسياحة الدينية، وأشار إلى مشاريع الربط بين السكك الحديدية للبلدين.

وأكد أن المباحثات تناولت ضرورة تفعيل النقل المباشر للسلع بين البلدين، معتبراً أن ذلك "خطوة في سياق تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين"، وشدد على أهمية الشراكات الإيرانية العراقية في مجال تنفيذ مشاريع البنى التحتية بالعراق.

مستحقات إيرانية

أشار الوزير العراقي إلى أن المباحثات شملت المستحقات الإيرانية لدى العراق والتي تتعلق بشراء الغاز والكهرباء وكيفية التعامل معها، وقال: "كانت لنا مباحثات مع الجانب الأميركي بخصوص العقوبات الأميركية على إيران، وكانت مسألة المستحقات وشراء الغاز والكهرباء جزءاً من هذه المباحثات".

وقال مصدر دبلوماسي عراقي لـ"الشرق" إن إيران طالبت العراق بتسديد ديون تبلغ ملياري دولار  كمستحقات تبادلات تجارية، على أن تشمل تسديد ديون المرحلة الأولى 450 مليون دولار. 

وأشار إلى أن تسديد المرحلة الأولى من الديون سيكون لتركمانستان لأن إيران تستورد الغاز منها وتورّده للعراق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات