قال المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، إنَّ المبادرة الصينية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، تتضمن أموراً إيجابية وصائبة.
وبدأ المستشار الألماني، السبت، زيارة إلى الهند تستمر ليومين بهدف الدفع لإبرام اتفاق تجاري بين نيودلهي والاتحاد الأوروبي، على الرغم من الخلافات بين الجانبين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال شولتز إنه بحث مع رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي، المبادرة الصينية التي تتألف من 12 بنداً، تدعو خلالها بكين إلى "تسوية سياسية" للأزمة، مشيراً إلى أنَّ الوثيقة فيها إيجابيات وسلبيات.
وأضاف: "هناك أمور صائبة، على غرار تجديد إدانة أي استخدام للأسلحة النووية"، لافتاً إلى أنَّ ما ينقص المبادرة، هو الإشارة صراحة إلى "وجوب انسحاب القوات الروسية".
ونشرت الحكومة الصينية، الجمعة، مبادرة من 12 بنداً دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، بمناسبة مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
تعزيز التعاون الثنائي
وقال شولتز في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إنديا": "نريد تعزيز علاقتنا الثنائية مع نيودلهي، وتعاوننا في القضايا العالمية، مثل التخفيف من تغيّر المناخ، وتحويل أنظمتنا الاقتصادية بطريقة صحيحة وخضراء ومستدامة".
وأشار المستشار الألماني إلى "وجود إمكانات هائلة لتكثيف التعاون في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، والهيدروجين، والنقل، والأدوية، والاقتصاد الرقمي، وغيرها".
والتقى شولتز برفقة ممثلين لكبرى الشركات الألمانية، بينها شركة "سيمنز"، مودي في نيودلهي السبت، قبل أن يتوجه الأحد إلى بنجالور (جنوب) لزيارة مقار شركات التكنولوجيا الألمانية وبينها "ساب".
اتفاق تجاري أوروبي-هندي
وقال شولتز إنه يسعى للدفع قدماً باتّجاه إبرام اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والهند عالق منذ مدة طويلة، بسبب خلافات بشأن الرسوم الجمركية، وفتح الأسواق الأوروبية أمام الأيدي العاملة الهندية.
ومن المقرر أن يناقش شولتز خلال زيارته للهند عرضاً من شركة "تيسينكروب مارين سيستمز" لبناء 6 غواصات بمليارات الدولارات، وفقاً لـ"بلومبرغ".
الحرب في أوكرانيا
موقفا ألمانيا والهند متباعدان في ملف أوكرانيا، إذ ترفض الهند إدانة الغزو الروسي في الأمم المتحدة، علماً بأن نيودلهي التي تعد روسيا أكبر مزوّديها بالأسلحة، عزّزت مشترياتها من النفط الروسي.
وأشار شولتز عقب لقاء مودي: "بحثنا الوضع برمّته (الغزو)، وعرضنا بكل انفتاح تقييم الدولتين، بشأن الأوضاع الملموسة التي سبّبها هجوم روسيا على أوكرانيا".
وتابع: "أعتقد أنه يمكن القول إن لا أحد هنا في الهند يشكك، بما في ذلك الحكومة، في أن ما يجري هو حرب هجومية بدأتها روسيا من أجل الاستحواذ على قسم من أراضي جارتها".
وأضاف: "أعتقد أن الخطوة الأكثر أهمية، أن دولاً كثيرة جدَّدت أخيراً إدانتها للحرب الروسية (في الأمم المتحدة). لكن علينا أن نعلم أنَّ الدول التي لم تصوّت (لصالح قرارات أممية) تعتبرها بغالبيتها حرباً هجومية".
ولم يكشف شولتز ما إذا تطرّق خلال المحادثات مع رئيس وزراء الهند، إلى مخاوف بشأن "حقوق الأقليات والحريات الإعلامية" في الهند.
والأسبوع الماضي، نفّذت سلطات الضرائب الهندية عمليات دهم استهدفت مكاتب "BBC" في نيودلهي وبومباي، في خطوة قالت منظمات حقوقية إنها جاءت رداً على بثّ الشبكة وثائقياً عن دور أداه مودي خلال أعمال عنف طائفية دامية وقعت سنة 2002، ما نفته نيودلهي.