الصين.. شي جين بينج يثبّت زعامته لـ5 سنوات عبر إقرار البرلمان

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال أعمال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين. 23 أكتوبر 2022 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال أعمال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين. 23 أكتوبر 2022 - REUTERS
بكين-أ ف ب

يعقد البرلمان الصيني جلسته السنوية بدءاً من الأحد، وهو اجتماع من المرتقب أنّ يشهد منح شي جين بينج ولاية رئاسية ثالثة، رغم الأزمة الناجمة عن 3 سنوات طغى عليها وباء "كورونا".

ويبدو أنّ الوفيات الناتجة عن الوباء والتظاهرات الغاضبة في نوفمبر ضدّ القيود الصحية والتكلفة الاقتصادية الناتجة عن كلّ ذلك، لن تقف في طريق حصوله على هذه الولاية الجديدة التي ستمتدّ لفترة 5 سنوات.

وخلال مؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر، تمّ التمديد لشي (69 عاماً) الموجود في السلطة منذ العام 2012، لفترة جديدة على رأس الحزب والجيش، ليصبح بذلك أقوى زعيم منذ عقود. 

ورغم أنّ الاضطرابات الأخيرة أدّت إلى زعزعة صورته كزعيم مطلق، إلّا أنّها لن تؤثر على المشهد المنظّم للجلسة البرلمانية، التي تعدّ حدثاً سياسياً سنوياً مهماً. 

الرجل القوي

وكما في كل عام، سيقوم حوالي 3 آلاف نائب في الجمعية الوطنية الشعبية بالتصديق على قرارات الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، خصوصاً على تعيين رئيس حكومة جديد في قصر الشعب الضخم في بكين.

وتستمر الجلسة عشرة أيام ويتمّ في نهايتها التصويت على ولاية رئاسية جديدة. ومن المتوقع أن يتم اختيار لي كه تشيانج المقرب من الرئيس وزعيم الحزب في شنغهاي، رئيساً للوزراء.

وقال "ألفريد مولوان وو" الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يوو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية إنّ "الرأي العام بشأن (شي جين بينج) قد لا يكون جيداً جداً، فقد قوّضت سياسة صفر كوفيد ثقة الناس". 

رغم ذلك، يحافظ الرئيس على موقع "قوي إلى حدّ ما" على رأس الحزب، الأمر الذي يجعله شخصاً لا يمكن المساس به عملياً.

وحتى ديسمبر الماضي، كانت الصين لا تزال تطبّق أكثر السياسات صرامة ضد كورونا في العالم، الأمر الذي أثّر على النمو الاقتصادي والحياة اليومية لسكانها، إن كان عبر اختبارات "بي سي آر" اليومية تقريباً والحجر الصحي الطويل الأمد أو عبر قيود السفر.

وارتبطت سياسة "صفر كوفيد" بصورة شي جين بينج نفسه، فعندما اندلعت تظاهرات في نوفمبر في كلّ أنحاء البلاد، لم يتردّد البعض بالمطالبة بأن يرحل. 

ومباشرة بعد ذلك، رُفعت القيود الأمر الذي أدى إلى تفجّر حالات الوفيات، التي تبقى أرقامها الرسمية أقل ممّا هي عليه في الواقع.

وبينما تبدو البلاد كأنها تخرج ببطء من الوباء، يبدو جين بينج الذي عيّن موالين مقربين منه في المناصب الحزبية العليا، أقوى من أي وقت مضى.

وهذا الأسبوع، وصفته صحيفة الشعب اليومية في سيرة ذاتية نشرتها عنه، بأنه زعيم لا يكل، مشيدة بروح التضحية لديه ومؤكدة أنّ "الناس العاديين ينظرون إليه على أنّه قريب عزيز".

وقال كريستوفر جونسون الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات "تشاينا ستراتيجيز غروب" China Strategies Group، إنّ احتجاجات نوفمبر لم تهزّه، بل "منحته بالضبط باب الخروج الذي كان يبحث عنه".

كما كتبت مجلّة "فورين أفيرز"، أنه "إذا سار التخلّي عن سياسة صفر كوفيد على ما يرام، فيمكنه القول إنه استمع للشعب. وإذا سارت الأمور بشكل سيء، فيمكنه إلقاء اللوم على المتظاهرين وعلى (القوى الأجنبية المعادية) التي قال رئيس الأمن التابع له علناً إنّها تدعمهم (المتظاهرين)". 

لذلك "يمكنه تقديم نفسه كقائد، بدلاً من تقديم نفسه كشخص اضطرّ للرد"، وفقاً للمجلّة.

رؤية الزعيم

وفي غضون ذلك، يعرض رئيس الحكومة المنتهية ولايته لي كه تشيانج الأحد تقريره الذي سيحدّد فيه أهداف النمو للعام 2023، والمتوقع عند 5,3 في المئة، ليكون الأضعف منذ عقود.

كذلك، سيكشف عن ميزانية الدفاع، التي تستمر في الارتفاع عاماً بعد آخر. وفي سياق التوترات القوية بين الصين والولايات المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة تايوان، من المتوقع أن ترتفع مرة أخرى.

وفي الثامن من فبراير، وخلال اجتماع مع كبار المسؤولين قال جين بينج إنه يجب على الصين أن تخلق لنفسها "مساراً إلى الحداثة" يفوق الرأسمالية الغربية في فاعليته، ويقدم حماية أفضل للعدالة الاجتماعية.

وفي تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، شدد شي على أن الابتكار "يجب أن يحتل مكانة بارزة في التنمية الوطنية الشاملة، ويجب أن يكون هناك توازن أفضل بين الكفاءة والمساواة".    

واعتبر الرئيس الصيني أن "نجاح نموذج التنمية الصيني، يظهر أن هناك طريقاً آخر للتحديث".

وأعرب عن رفضه لـما وصفه "محاولات الاقتداء بالغرب"، مجدداً التأكيد على أهدافه بـ"زيادة الاعتماد على النفس، وتحسين أوضاع العدالة الاجتماعية".

وأكد شي أن جوهر تحقيق هذه الأهداف يكمن في "التمسك بقيادة الحزب الشيوعي"، لافتاً إلى أن "هذا ما سيقرر النجاح النهائي أو الفشل النهائي لجهود التنمية الصينية".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات