الاتحاد الأوروبي: سندعم تركيا بمليار يورو لإعادة الإعمار بعد الزلزال

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة من الجو تظهر سيدة تجلس بجانب عمل فني مرسوم على أنقاض مبنى انهار خلال زلزال 6 فبراير في بلدة الجنديريس بشمال سوريا. 22 فبراير 2023 - AFP
صورة من الجو تظهر سيدة تجلس بجانب عمل فني مرسوم على أنقاض مبنى انهار خلال زلزال 6 فبراير في بلدة الجنديريس بشمال سوريا. 22 فبراير 2023 - AFP
بروكسل-أ ف ب

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي سيدعم تركيا بمليار يورو لمساعدتها في إعادة الإعمار بعد تعرضها لزلزال مدمر في فبراير أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتسبب في دمار هائل.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، في مؤتمر دولي لحشد الدعم لتركيا وسوريا، إن الزلزال قتل ما يقرب من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة، وهي أكبر كارثة طبيعية في المنطقة منذ سنوات.

وقالت في بداية المؤتمر إن "الملايين الآن بلا مأوى ويعيشون في خيام مع استمرار الشتاء".

وأضافت: "نحن بحاجة إلى التعبئة من أجل إعادة الإعمار. يجب إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات بأعلى معايير السلامة من الزلازل. يجب إصلاح المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الحيوية الأخرى. تحتاج الخدمات العامة والشركات إلى رأس المال لإعادة التشغيل ، حتى يتمكن الناس من الكسب والمعيشة".

وقالت إن المفوضية ستنفق 108 ملايين يورو أخرى على المساعدات الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا، حيث لا تربط الاتحاد الأوروبي علاقات دبلوماسية مع الرئيس بشار الأسد بسبب الحرب التي بدأت في عام 2011.

وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "العبء المالي الإجمالي لكارثة الزلزال" على تركيا بنحو 103.6 مليار دولار، وقال إن ذلك يمثل 9٪ من إجمالي الناتج المحلي للبلاد المتوقع لعام 2023.

ونظم الاتحاد الأوروبي في بروكسل مؤتمراً لجمع الأموال وتنسيق عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار في سوريا وتركيا، بالتنسيق مع السلطات التركية.

وتدمرت منازل ملايين الأشخاص في المنطقة المنكوبة في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، والتي يقطنها عدد كبير من اللاجئين أو النازحين بسبب النزاع السوري.

ضعف في الاستجابة

وأسف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبل أسبوعين لضُعف الاستجابة لنداء طارئ وجهته الأمم المتحدة منتصف فبراير لجمع مليار دولار لتركيا وحوالى 400 مليون دولار لسوريا.  وحتى الآن لم يتم جمع سوى 16% من النداء لصالح تركيا.

ودعت لجنة الإنقاذ الدولية غير الحكومية الجهات المانحة إلى ضمان تلبية هذه النداءات بشكل كامل وأن تصل الأموال إلى منظمات الإغاثة الموجودة على الأرض "دون تأخير".

وقالت تانيا إيفانز، مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا: "بعد أكثر من شهر من الزلزال، لا يزال الوضع في المناطق المتضررة بائساً. مع تضرر أو تهدم العديد من المنازل، لا يوجد أمام الكثير من الناس خيار سوى النوم في ملاجئ جماعية مكتظة وغير مجهزة".

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه ينوي، مع دوله الأعضاء، "تقديم تعهدات ضخمة"، داعياً شركاءه الدوليين إلى تقديم "وعود ترقى إلى الأضرار المسجلة".

وأدّى الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة على مقياس ريختر والذي تبعه زلزال ثانٍ بعد 9 ساعات، إلى مقتل نحو 48500 شخص في تركيا، وفقاً لأحدث حصيلة رسمية، كما قضى نحو 6 آلاف شخص في سوريا.

الأربعاء، لقي 14 شخصاً على الأقل حتفهم وفقد حوالي 20 في تركيا نتيجة فيضانات في منطقتين متضرّرتين أصلاً بالزلزال المدمر، مما زاد من محنة الناجين.

 استبعاد دمشق وموسكو

وتحدثت في المؤتمر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو.

وقدم الأخير الذي أعلن ترشحه مجدداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو، اعتذاره للسكان المتضررين من الزلزال عن التأخير في تنظيم عمليات الإغاثة، متعهداً بالإسراع بوتيرة إعادة الإعمار، "خلال عام واحد".

وإن كانت العلاقات متوترة في كثير من الأحيان، إلا أن تركيا تُعد شريكاً أساسياً للاتحاد الأوروبي الذي قدم أكثر من 5 مليارات يورو لهذا البلد لمساعدته على استقبال اللاجئين السوريين.

وفي المقابل، لم تتم دعوة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى المؤتمر.

وفيما أرسلت المساعدات الدولية بسرعة إلى تركيا بعد الزلزال، واجهت المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة لتقديم الدعم للمتضررين في سوريا، لا سيما في منطقة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر المعارضة عليها.

ومنذ ذلك الحين خفف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على سوريا، ووافقت دمشق على السماح للأمم المتحدة بالعبور من منفذين حدوديين آخرين للمساعدة في تقديم المزيد من المساعدات.

كما استأنفت عدة دول عربية اتصالاتها بدمشق منذ وقوع الزلزال، وأرسلت مساعدات. ووصل الرئيس السوري إلى الإمارات، الأحد، في ثاني زيارة يقوم بها إلى الخليج منذ الزلزال.

وتعهّدت الإمارات بتقديم أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات لسوريا.

كما استبعدت روسيا، الحليف الرئيسي لدمشق، من مؤتمر بروكسل للمانحين بسبب الحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات