بعد الانضمام إلى الناتو.. سياج فنلندي على الحدود مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
حرس الحدود الفنلندي قرب السياج الحدودي مع روسيا. 14 أبريل 2023 - REUTERS
حرس الحدود الفنلندي قرب السياج الحدودي مع روسيا. 14 أبريل 2023 - REUTERS
إيماترا (فنلندا) -رويترز

بدأت فنلندا إجراءات إقامة أول قطاع من سياج على حدودها مع روسيا، الجمعة، وذلك بعد أقل من أسبوعين على انضمامها لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، في استكمال لتحول أمني اتُخذ رداً على الحرب في أوكرانيا.

وخوفاً من رد الفعل بعد تقدمها بطلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي، قررت الحكومة الفنلندية العام الماضي بناء السياج تحسباً في المقام الأول لتحرك روسيا نحو إغراق الحدود بالمهاجرين.

وتتحسب هلسنكي لتكرار الأحداث التي وقعت على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في بولندا خلال شتاء عام 2021، حين اتهم التكتل بيلاروس المجاورة والحليف الوثيق لروسيا بصنع أزمة من خلال نقل مهاجرين من الشرق الأوسط ومنحهم تأشيرات دخول ودفعهم نحو الحدود.

ومن المقرر أن يُغطي السياج الفنلندي المصنوع من شبكة من الحديد الصلب، نحو 200 كيلومتر من الأجزاء الأكثر حساسية من حدود فنلندا بحلول نهاية العام 2026. وفي تصريحات، الجمعة، قال إسمو كوركي مدير المشروع إن "السياح لا يُراد به إيقاف أي محاولة غزو، لكن سيكون مزوداً بمعدات مراقبة".

ولم تشهد الحدود التي تمتد 1300 كيلومتر إجمالاً حتى الآن إلا نشاطاً بشرياً محدوداً.

وضع مستقر

قوات حرس الحدود الفنلندية أشارت إلى أن البلاد اكتشفت العام الماضي 30 عملية عبور غير شرعية فقط هناك وأوقفت قوات حرس الحدود الروسية نحو 800 محاولة لدخول فنلندا.

وكانت إحدى فرق حرس الحدود تعمل في المرحلة الأولى التي يبلغ طولها 3 كيلومترات من السياج عند إيماترا التي تبعد نحو 250 كيلومتراً شمالي شرق هلسنكي.

وقال جاري تولبانين وهو ضابط برتبة بريجادير جنرال في قوات حرس الحدود الفلنلندية "الوضع على الحدود الفنلندية الروسية كان مستقراً، وهو مستقر حالياً".

وأضاف "لكن في هذا الوضع (الأمني) المتغير، يجب أن تتمتع فنلندا بمراقبة حدودية أوثق وأكثر استقلالاً. ويتعين على فنلندا أن تكون أقل اعتماداً على مراقبة الحدود الروسية".

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، بدأت بولندا ودول البلطيق (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا)، بالفعل في إقامة أسيجة على حدودها مع روسيا وبيلاروس.

وحتى الآن، كانت الحدود الفنلندية الروسية مُجرد خط في الغابات الشاسعة التي تُغطي المنطقة ولا يميزها إلا "سياج سلكي" منخفض، لوقف الماشية والحيوانات الأليفة الأخرى، وليس البشر.

وسيبلغ ارتفاع السياج الجديد 3 أمتار وستعلوه أسلاك شائكة، وسيكلف نحو 380 مليون يورو (417 مليون دولار).

وقال تولبانين "معظم (المنطقة الحدودية) نائية جداً والوصول إليها شديد الصعوبة. نحن نبني المناطق المستهدفة التي يمكن الوصول إليها بالسيارات ويُرجح حدوث هجرة غير شرعية على نطاق واسع عبرها".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الفريق آندريه ديمين نائب قائد القوات الجوية الروسية، إن بلاده ستعزز دفاعاتها الجوية بالقرب من فنلندا، بعد انضمام الأخيرة إلى حلف الناتو، لاسيما أن الحدود بين البلدين تمتد إلى أكثر من 1300 كيلومتر.

كما حذّر الكرملين من أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ "تدابير إضافية" لضمان أمنها بعد انضمام فنلندا إلى "الناتو"، ما ينذر بتوسيع الصراع مع روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في وقت سابق هذا الشهر، إن "انضمام فنلندا إلى الناتو لا يعزز الاستقرار والأمن في أوروبا، ويشكل تهديداً لروسيا". 

وأضاف "روسيا ستحتاج لتدابير إضافية لضمان أمنها بعد انضمام فنلندا إلى الناتو، وستفعل كل ما هو ضروري".

ويزيد انضمام فنلندا للحلف حدود "الناتو" المشتركة مع روسيا إلى الضعف تقريباً، ويُعزز جناحه الشرقي، ويُمثل تصعيداً جديداً للوضع المتأزم بالفعل، وسط استمرار الحرب في أوكرانيا من دون أي حل يلوح في الأفق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات