"وثائق البنتاجون" تكشف تطوير الصين سلاحاً سيبرانياً جديداً

time reading iconدقائق القراءة - 5
صاروخ H-IIA يحمل أول قمر اصطناعي عسكري ياباني قبالة سواحل تانيجياشيما، اليابانا. 24 يناير 2017 - REUTERS
صاروخ H-IIA يحمل أول قمر اصطناعي عسكري ياباني قبالة سواحل تانيجياشيما، اليابانا. 24 يناير 2017 - REUTERS
دبي- الشرق

كشفت وثيقة مسربة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) أن الصين تطور سلاحاً سيبرانياً يمكنه "السيطرة" على الأقمار الاصطناعية للعدو، ما يجعلها عديمة الفائدة في مهمات التواصل والمراقبة الاستخباراتية خلال أوقات الحروب، حسب ما أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وجاء في الوثيقة السرية، التي وردت ضمن تسريبات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الأخيرة، أن الولايات المتحدة تعتقد أن تطوير سلاح قادر على "تعطيل الأقمار الاصطناعية المعادية أو خطفها أو التحكم بها" هو "جزء أساسي من طموح الصين للسيطرة على المعلومات"، والذي تعتبره بكين "مجالاً لخوض الصراع" مع الغرب.

وصدرت الوثيقة، التي تحمل علامة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، العام الماضي، بحسب "فاينانشال تايمز"، التي أوضحت أنها (الوثيقة) تظهر للمرة الأولى في العلن بعدما وردت ضمن "تسريبات البنتاجون".

وتسربت وثائق سرية أميركية من البنتاجون أخيراً، قالت سلطات إنفاذ القانون الأميركية إن المسؤول عنها هو أحد أفراد استخبارات الحرس الوطني ويدعى جاك تيشيرا، وهو قيد الاعتقال حالياً في انتظار محاكمته بتهم نقل وإفشاء معلومات سرية.

كيف يعمل؟

بحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن السلاح السيبراني الصيني الجديد قد يتفوق بشكل كبير على كل القدرات السيبرانية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، حيث شنت فرق الحروب الإلكترونية الروسية هجمات شرسة من دون ترك أثر كبير في ساحة المعركة، بحسب الصحيفة.

وتعتمد هجمات روسيا الإلكترونية في أوكرانيا على قطع الإشارات بين أقمار "سبيس إكس" الاصطناعية ذات المدار المنخفض ومحطاتها الأرضية من خلال البث على ترددات مماثلة من أنظمة تشويش محمولة على الشاحنات، على غرار منظومة Tirada-2 (تيرادا-2) التي شرعت روسيا في اختبارها للمرة الأولى عام 2018.

غير أن الهجمات الإلكترونية الصينية "أكثر طموحاً"، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أنها تهدف إلى محاكاة الإشارات التي تتلقاها الأقمار الاصطناعية المعادية من مشغليها، بحيث يتم السيطرة عليها بالكامل أو تعطيلها خلال اللحظات الحاسمة في الحروب.

وقالت الوثيقة السرية إن هذه القدرات السيبرانية ستسمح للصين "بالاستيلاء على قمر اصطناعي، مما يجعله غير فعال لدعم الاتصالات أو الأسلحة أو أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع".

وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن الولايات المتحدة لم تفصح من قبل عما إذا كانت لديها قدرات مماثلة.

"حلم بكين الفضائي"

وبحسب تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن الصين تسعى إلى أن يكون سلاحها الجديد قادراً على تعطيل كامل لقدرات الأقمار الاصطناعية، التي تعمل في مجموعات مترابطة، للتواصل مع بعضها البعض، لنقل الإشارات والأوامر إلى أنظمة الأسلحة، أو لإرسال البيانات الإلكترونية المرئية والمُعترضة.

وحذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن الصين أحرزت تقدماً كبيراً في تطوير تكنولوجيا الفضاء العسكرية، بما في ذلك الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية.

وأبلغ قائد قوة الفضاء الأميركية الجنرال بي تشانس سالتزمان، الكونجرس في مارس الماضي، أن بكين تسعى بقوة وراء تطوير قدرات مضادة في الفضاء، في محاولة لتحقيق "حلمها الفضائي" بأن تصبح القوة الأولى خارج الغلاف الجوي للأرض بحلول عام 2045.

وقال: "تواصل الصين الاستثمار بقوة في التكنولوجيا التي تهدف إلى تعطيل قدراتنا الفضائية وتقويضها وتدميرها".

وقال سالتزمان إن الجيش الصيني نشر 347 قمراً اصطناعياً، بما في ذلك 35 قمراً تم إطلاقها في الأشهر الستة الماضية، بهدف مراقبة وتتبع واستهداف ومهاجمة القوات الأميركية في أي صراع مستقبلي.

ورفض مجلس الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية والبنتاجون التعليق على مضمون الوثيقة المسربة، فيما لم يصدر تعليق فوري من الحكومة الصينية.

تايوان تتحضر

ويأتي ذلك، فيما تسعى تايوان، التي لحظت مدى أهمية الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية للجيش الأوكراني خلال مقاومته الغزو الروسي، إلى بناء بنية تحتية للاتصالات يمكنها الصمود في وجه هجوم سيبراني من الصين.

وكانت "فاينانشال تايمز"، قد أفادت في يناير الماضي بأن تايوان تحاول استقطاب مستثمرين لإنشاء مزود لخدمة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية،  لصد هجمات الصين المحتملة. 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الفكرة تحاكي الدور الذي لعبته خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك) التي أطلقتها شركة "سبيس إكس"، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في توفير خدمات الاتصالات بأوكرانيا.

وبينما تستمر تايوان في البحث عن مستثمرين لإنجاز المشروع، تقوم وكالة الفضاء التايوانية "تاسا" بتجربة أجهزة استقبال الأقمار الاصطناعية في 700 موقع حول تايوان لاختبار عرض النطاق الترددي في حالة الحرب أو الكوارث.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات