وثيقة مسربة: "حرب نفوذ" بين الاستخبارات الأميركية و"فاجنر" في إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقر مجموعة "فاجنر" في مدينة سانت بترسبورغ في روسيا. 04 نوفمبر 2022 - REUTERS
مقر مجموعة "فاجنر" في مدينة سانت بترسبورغ في روسيا. 04 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي - الشرق

كشفت وثائق استخباراتية أميركية مُسربة، أن مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية، تتحرك بقوة لتوسيع نفوذها في إفريقيا، حيث تعمل على زيادة حلفاء موسكو، ما دفع السلطات الأميركية إلى استهداف المجموعة في هذه القارة.

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أثار التوسع السريع للنفوذ الروسي في إفريقيا قلقاً متزايداً لدى مسؤولي الاستخبارات والجيش في الولايات المتحدة، ما أدى إلى إطلاق حملة على مدى العام الماضي لإيجاد طرق لتوجيه ضربات ضد قواعد "فاجنر" في إفريقيا، واستهداف أعمالها التجارية بالعقوبات، وفقاً للوثائق.

وفي وقت كان زعيم "فاجنر" يفجيني بريجوزين، منشغلاً بالخلافات داخل الكرملين بشأن زيادة مشاركة المجموعة في حرب أوكرانيا، وصف المسؤولون الأميركيون الانتشار العالمي للمجموعة بأنه "ثغرة أمنية" محتملة.

12 خياراً عسكرياً ضد "فاجنر"

وتتضمن إحدى الوثائق المُسربة ما يقرب من 12 خياراً عسكرياً وخيارات أخرى يُمكن اتباعها، في إطار الجهود المنسقة بين الولايات المتحدة وحلفائها لعرقلة "فاجنر"، مثل تقديم معلومات حول مواقع يمكن استهدافها إلى أوكرانيا، لمساعدة قواتها على قتل قادة المجموعة.

كما تشير الوثائق إلى استعداد حلفاء آخرين إلى اتخاذ إجراءات قاتلة مماثلة ضد نقاط تمركز "فاجنر" في إفريقيا. 
 
ومع ذلك، لم تتضمن مجموعة الوثائق المُسربة معلومات كثيرة تُشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، أو البنتاجون، أو أي وكالات أخرى قد ألحقت أضراراً كبيرة بـ"فاجنر" على مدى 6 سنوات، والتي اكتسبت خلالها المجموعة الروسية مواطئ أقدام استراتيجية في ثماني دول إفريقية، من أصل 13 دولة تواجد فيها بريجوزين، قائد المجموعة.

"استهداف فاجنر في ليبيا"

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الضربة العسكرية المباشرة الوحيدة المذكورة في الوثائق المُسربة كانت هجوماً ناجحاً في ليبيا، لم يُذكر مصدره، وأدى إلى تدمير طائرة شحن تابعة لـ"فاجنر"، لكن الوثائق لم تتضمن أي تفاصيل أخرى حول العملية أو سبب استهداف الطائرة، التي تُعد جزءاً من أسطول "فاجنر" الذي يضم عدداً أكبر من الطائرات.

ووقع أكبر هجوم أميركي على "فاجنر" في مدينة دير الزور السورية خلال فبراير 2018، عندما شنت الولايات المتحدة غارة جوية أودت بحياة العشرات من عناصر المجموعة، الذين كانوا يهاجمون جنود قوة "دلتا"، وقوات الصاعقة الأميركية، والقوات الكردية بجوار إحدى محطات الغاز، وفق التقرير.

وتصف الوثائق المُسربة المجموعة الروسية بأنها "قوة تعمل في إفريقيا من دون قيود تقريباً"، ما يُسهم في توسيع تواجدها وطموحاتها في القارة، حتى في الوقت الذي أصبحت الحرب في أوكرانيا مشكلة طاحنة بالنسبة للكرملين.

ونتيجة لذلك، من المرجح أن يعزز بريجوزين ترسيخ شبكته في عدة دول، ما يُقوض قدرة هذه الدول على قطع العلاقات مع مجموعته، وتعريض الدول المجاورة لأنشطته المزعزعة للاستقرار، وفقاً لإحدى الوثائق.

وتُشير التقييمات إلى أن مجموعات بريجوزين لم تسرع وتيرة عملياتها في إفريقيا خلال العام الماضي فحسب، بل يبدو أنها تعمل بطموحات ونفوذ أكبر. ويحول ذلك نهج بريجوزين من الاستفادة من حالات الفراغ الأمني، إلى تعمد تسهيل زعزعة الاستقرار، بحسب إحدى الوثائق.

وجاءت هذه التقييمات، وفقاً للصحيفة الأميركية، في وثيقة تحمل رموزاً تُشير إلى أنها مقدمة إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، وكبار مستشاريه، وتضمنت ملخصاً لخطة بريجوزين لمواجهة النفاوذ الأميركي والفرنسي في بوركينا فاسو، وإريتريا، وغينيا، ومالي، ودول أخرى، بالإضافة إلى خطة "فاجنر" لتقديم دعم محاولة انقلاب في تشاد بشكل مباشر، من خلال إنشاء مجمع تدريب للمتمردين عبر الحدود.

استعداد فرنسا لضرب "فاجنر" في تشاد

تُعد تشاد محوراً أساسياً لعمليات مكافحة التمرد التي تشنها الولايات المتحدة وفرنسا ضد الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل. وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أهمية تشاد خلال حضوره جنازة الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، في عام 2021.

وأبدت فرنسا استعدادها لضرب "فاجنر" إذا دعمت المجموعة شبه العسكرية انقلاباً في تشاد، وفقاً لإحدى الوثائق المٌسربة.

وكان بريجوزين وصف في تصريحات سابقة لـ"واشنطن بوست"، أن أي تلميح إلى لعب دوراً في زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية في تشاد، بـ"الهراء"، وقال إن عملياته في إفريقيا "عادلة ونزيهة"، وتهدف فقط إلى "الدفاع عن الشعوب الإفريقية"، بما في ذلك "المضطهدين من قبل العصابات، والإرهابيين، والجيران غير الجديرين بالثقة ".

وكشفت إحدى الوثاق المُسربة أن "فاجنر" تستخرج الموارد في دول إفريقية.

وإلى جانب كونها مصدراً للذهب، واليورانيوم، وموارد أخرى، تُعد إفريقيا سوقاً للأسلحة، وتكنولوجيا الطاقة النووية، والعقود الأمنية الروسية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات