أوكرانيا تحضّر لهجوم مضاد "محتمل".. وروسيا تحصّن جبهاتها

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود روس يقودون ناقلة جند مدرعة (APC) قبل التدريب على عرض عسكري بمناسبة ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، موسكو. 27 أبريل 2023 - REUTERS
جنود روس يقودون ناقلة جند مدرعة (APC) قبل التدريب على عرض عسكري بمناسبة ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، موسكو. 27 أبريل 2023 - REUTERS
باريس/ دبي-وكالاتالشرق

تستعد روسيا لهجوم أوكراني مضاد "محتمل" خلال الشهر المقبل، ببناء تحصينات دفاعية وخنادق، وسط توقعات بأن تكون نتيجة الهجوم حاسمة لبقية فصول الحرب الممتدة منذ قرابة 14 شهراً.

وبعد هجوم روسي جاء بنتائج محدودة خلال فصل الشتاء، يتوقع أن يدخل النزاع قريباً في مرحلة تستعيد فيها كييف زمام المبادرة، لكن موسكو استخلصت العبر من فشل الماضي، وتراهن مرة أخرى على حرب طويلة الأمد، تؤكد أنها ستنتصر فيها، حسب وكالة "فرانس برس".

وضمن الاستعدادات الروسية لصد الهجوم الأوكراني، شيدت موسكو دفاعات أظهرتها صور الأقمار الصناعية وهي جزء من شبكة واسعة من التحصينات تمتد من غرب روسيا عبر شرق أوكرانيا، وحتى شبه جزيرة القرم، وفقاً لوكالة "رويترز".

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى آلاف المواقع الدفاعية داخل روسيا وعلى طول خطوط الجبهة في أوكرانيا، والتي تظهر أن أشد المواقع تحصيناً تتركز في منطقة زابوروجيا جنوب أوكرانيا، وعند مدخل شبه جزيرة القرم.

وتوقع 6 خبراء عسكريين، بحسب "رويترز"، التحصينات الروسية الجديدة، التي بُنيت غالباً في أعقاب التقدم الأوكراني الخريف الماضي، قد تجعل الأمر أكثر صعوبة على كييف هذه المرة، معتبرين أن "التقدم سيتوقف على قدرة كييف على تنفيذ عمليات معقدة ومشتركة بشكل فعال".

وأشار برادي أفريك من معهد الأبحاث الأميركي "إنتربرايز آنستيتيوت"، إلى تراكم "طبقات التحصينات والخنادق"، موضحاً أن "هذا يشمل الخنادق المضادة للدبابات والحواجز وخطوط الدفاع المصنعة مسبقاً مثل أسنان التنين وخنادق للرجال"، وفقاً "فرانس برس".

وعلى الرغم من شبكة الدفاعات، قال 4 خبراء لوكالة "رويترز"، إن جهود روسيا الدفاعية قد تتشتت بسبب طول الجبهة، وهي ثغرة أمنية ستسعى كييف لاستغلالها بالخدع والتشتيت وعنصر المفاجأة وسرعة العمليات.

كما قدّر المحلل العسكري الأوكراني أولكسندر موسينكو، أن "روسيا ستستخدم ما يتراوح من 100 ألف إلى 110 آلاف جندي لشن هجوم، بما في ذلك 8 ألوية هجومية بإجمالي 40 ألف جندي".

تشكيك روسي

من ناحيته، اعتبر الخبير العسكري في الجامعة الوطنية الروسية "HSE"،فاسيلي كاشين، أن "المعطيات التي بحوزة موسكو محدودة جداً"، لكنه لفت إلى أن "أي هجوم أوكراني، حتى الأكثر فاعلية، لن يضع حداً لهذه الحرب".

وشكك دينيس بوشيلين رئيس إقليم دونيتسك الأوكراني الانفصالي المدعوم من روسيا في تنفيذ أوكرانيا هجوماً بداية الشهر المقبل، لكنه توقع "تسليط الضوء على زابوروجيا وباتجاه كريمينايا (القرم)"، مضيفاً أنه "من الصعب تحديد تواريخ دقيقة، وقد تكون هناك مناورات مشتتة للانتباه".

دعم غربي

وعلى الورق ومع كل المعدّات الغربية، أصبحت كييف أفضل تسليحاً مما كانت عليه قبل عام، لكن قسماً من الأسلحة لم يتم إرساله بعد إلى الجبهة، وبعضها تم استبداله.

وأرسل الغرب عشرات الدبابات القتالية الحديثة وعربات المشاة، لتكون في طليعة الهجوم، إلى جانب معدات لبناء الجسور ومركبات إزالة الألغام.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن هذا هو سبب قيام روسيا بحفر وبناء تحصينات واسعة النطاق ومتعددة المراحل لضمان أن تكون قواتها أكثر ثباتاً مما كانت عليه عندما غادرت شمال شرق أوكرانيا ومدينة خيرسون.

ورجح خبراء عسكريون عدم تلقي أوكرانيا دفعة كبيرة أخرى من العتاد المدرع من الغرب في القريب العاجل، الأمر الذي يضغط على كييف لاستعادة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في حال بدأ الدعم العسكري في التراجع، وفقاً لـ"رويترز".

ويعلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الغرب بدأ يواجه صعوبات مالية وأن المساعدات تتم مناقشتها أكثر فأكثر، لا سيما في الولايات المتحدة.

وتسعى أوكرانيا التي تتحضر لعمليتها المقبلة لمواصلة الدفاع عن لائحة أولوياتها المتمثلة في العاصمة كييف، وخاركوف، والمحور اللوجيستي بين المدينتين وحدودها مع بيلاروس، والمحاور مع الحدود البولندية، والرومانية، وأوديسا، والمحطات النووية المدنية، بحسب "رويترز".

"تخطيط كامل"

من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، أن "الغرب يقف وراء التخطيط العسكري الكامل في أوكرانيا، وليس التخطيط التكتيكي فقط"، حسب ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأشارت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي إلى أن "الغربيين يعلنون صراحة أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لضمان نجاح الهجوم الأوكراني الذي أُعلن أنه سيحدث قريباً، فهم حتى لا يخفون وقوفهم وراء كل هذا التخطيط العسكري، وليس فقط التوجيه التكتيكي الذي تحدثنا عنه مراراً وتكرار سابقاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات