قال مصدر مطلع بالجامعة العربية لـ"الشرق" إن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية تم "دون أي تحفظات أو اعتراضات من أي دولة"، في حين أكد متحدث باسم الخارجية القطرية، أن موقف بلاده بشأن تطبيع العلاقات مع سوريا "لم يتغير"، وأن قطر "لا تزال ترفض تطبيع العلاقات" مع دمشق، لكن الدوحة، رغم ذلك، "لن تكون عائقاً أمام الإجماع العربي".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي، الأحد، إثر اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية، أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة، "لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية" إذ أن "هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة".
وأوضح أحمد أبو الغيط، أن الرئيس السوري بشار الأسد "يمكنه المشاركة في القمة العربية التي تستضيفها السعودية في 19 مايو الجاري، "إذا وجهت الرياض له الدعوة" باعتبارها البلد المضيف، و"إذا رغب في ذلك".
وأوضح أبو الغيط أن "عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف"، معتبراً أن مسار التسوية سيحتاج وقتاً وأن القرار "يُدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في كافة عناصر المشكلة".
وجاءت هذه الخطوة، التي اتخذت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية لإعادة العلاقات بين دول عربية وسوريا، إضافة موجة من الزيارات رفيعة المستوى والمكالمات الهاتفية.
ونقلت وكالة "بلومبرغ"، عن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي، قوله، إن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية صدر بالإجماع.
اعتراض أميركي
وفي أول تعليق من الولايات المتحدة على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، عبرت واشنطن عن "تشكّكها" في "استعداد بشار الأسد لحل الأزمة السورية، لكننا نتفق مع الشركاء العرب حول الهدف النهائي".
وأضافت الخارجية الأميركية، في بيان، أن "واشنطن لا تعتقد أن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة"، وتابعت "نتفهم أن الشركاء يسعون للتواصل المباشر مع الرئيس السوري لمزيد من الضغط تجاه حل الأزمة".
وحسبما ورد في بيان صادر عن الخارجية القطرية، فإن الدوحة "لا تزال ترفض تطبيع العلاقات مع دمشق"، لكنها "لن تكون عائقاً أمام الإجماع العربي".
قطر تشترط "تقدماً سياسياً" قبل التطبيع
وقال ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار وزير الخارجية القطري، حسبما نقلت الخارجية القطرية في بيان، أن الدوحة "تسعى دائماً لما يحقق الإجماع العربي"، وأنها تشترط "التقدم في الحل السياسي" من أجل تطبيع العلاقات مع دمشق.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية القطرية عن "تطلّع دولة قطر إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعاً للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدّت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي، بما يُعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".
انفتاح سوري
وبحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، قال رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، إن "سوريا مقبلة على مرحلة من الانفتاح والتعاون البنَّاء والمنتج، والتي نأمل أن تكون مقدمة لانتهاء معاناة شعبنا خلال الفترة السابقة".
ورحّبت السفارة الروسية في القاهرة بقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأكدت في بيان أن روسيا "اتخذت دائماً موقفاً من ترسيخ وتوحيد صفوف الأمة العربية الصديقة لنا تقليديا".
وأضاف البيان "نحن مقتنعون أن عودة دمشق إلى المجتمع العربي ستساهم مساهمة كبيرة في التغلب على التحديات التي تواجهها المنطقة، وفي مواصلة تعزيز دور جامعة الدول العربية في الشؤون الدولية".
ولم تعلن دمشق ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك في قمة الرياض، إذ كانت قمّة سرت في ليبيا عام 2010 آخر قمة حضرها الأسد.
وقررت جامعة الدول العربية، وفق بيانها، تشكيل لجنة وزارية لمواصلة "الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية" وانعكاساتها، ومن ضمنها أزمات اللجوء و"الارهاب"، وتهريب المخدرات التي تُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول خليجية باتت سوقاً رئيسية لحبوب "الكبتاجون" المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.
اقرأ أيضاً: