يستضيف الرئيس شي جين بينج، الأسبوع المقبل، قمّة للصين و5 دول من آسيا الوسطى تعد الأولى من نوعها، في حين بدأ وزير الخارجية تشين جانج، الاثنين، جولة أوروبية تشمل ألمانيا وفرنسا والنرويج، وذلك في وقت تسعى فيه بكين لتعزيز نفوذها في ظل العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن قادة كل من كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، سيحلون ضيوفاً على نظيرهم الصيني لعقد قمة "الصين-آسيا الوسطى" يوميْ 18 و19 مايو الجاري في مدينة شيان.
وأكد الإعلام الرسمي أنّ القمة ستركّز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين هذه الدول والصين، ثاني أكبر مستهلكي الطاقة عالمياً، والتي استثمرت مليارات الدولار للإفادة من احتياطات الغاز في آسيا الوسطى.
وتعدّ دول هذه المنطقة أساسية في خريطة سكك الحديد التي تربط الصين بأوروبا، ومحورية في نجاح مبادرة "الحزام والطريق" التي تنفذّها بكين.
وأوردت وزارة الخارجية الصينية، في تقرير عن الاجتماع، أن "كل الأطراف جددت تأكيد الدعم المتبادل الثابت بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لبعضها البعض، والمعارضة الصارمة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، والرفض القاطع للقوة التي تثير الفوضى والاضطراب في آسيا الوسطى".
وكان وزير الخارجية الصيني أكد اعتماد بكين "سياسة حسن الجوار والصداقة" مع دول آسيا الوسطى، وذلك خلال لقاء جمعه بنظرائه الإقليميين في شيان الشهر الماضي.
وتعد جمهوريات آسيا الوسطى جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق، وهي متأثرة إلى حد كبير بنفوذ روسيا، إلا أن بكين تعمل على تعزيز حضورها في المنطقة، خصوصاً في ظل انشغال موسكو بغزوها لأوكرانيا منذ فبراير 2022.
يشار إلى أن صادرات الصين إلى آسيا الوسطى نمت بنسبة 60 % مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 1.4 مليار دولار، وفق احصاءات نشرتها وزارة التجارة الصينية، الشهر الماضي.
جولة أوروربية
وبينما يعمل الرئيس الصيني على الجبهة الآسيوية، بدأ وزير الخارجية تشين جانج، الاثنين، جولة أوروبية تشمل ألمانيا وفرنسا والنرويج.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين إن تشين سيلتقي نظيراته الألمانية أنالينا بيربوك والفرنسية كاثرين كولونا والنرويجية أنيكن هويتفلدت، في جولة مقررة بين 8 و12 من مايو الجاري.
وتأتي الزيارة بعد توتر دبلوماسي بين بكين وعواصم أوروبية على خلفية تصريحات للسفير الصيني في باريس، اعتبر فيها أن الجمهوريات السوفياتية السابقة "لا تتمتع بالسيادة".
وأثارت هذه التصريحات انتقادات في أوروبا، ومنها فرنسا التي استدعت السفير لو شاي، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية الصينية في أعقاب ذلك احترامها "وضع دولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفياتي".
كما تأتي زيارة تشين استكمالاً لتواصل دبلوماسي بين بكين وعواصم أوروبية عدة خلال الفترة الماضية، حمل عناوين التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية والتوتر بشأن تايوان وتبعات الغزو الروسي.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك زارت بكين منتصف أبريل، ودعت الصين إلى مطالبة "المعتدي الروسي بوقف الحرب" ضد كييف، معتبرة أنه "لا يوجد دولة أخرى لها تأثير على روسيا أكثر من الصين".
ومطلع الشهر الماضي، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين، حيث التقى الرئيس شي جين بينج في مباحثات تطرقت أيضاً إلى ملف الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ رافقت ماكرون رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
وزار الرئيس الصيني موسكو، في مارس، وعقد مباحثات مع نظيره فلاديمير بوتين أشادا خلالها بـ"العلاقة الخاصة" بين بلديهما ودخولها "حقبة جديدة" في ظل التجاذب مع الغرب.
والتزمت الصين موقفاً محايداً من الغزو الروسي، إلا أنها تعرّضت لانتقادات غربية على خلفية امتناعها عن إدانة الغزو لأراضي جارتها.
وفي أواخر أبريل، أجرى الرئيس الصيني اتصالاً هاتفياً بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان الأول بينهما منذ بدء الغزو، إذ أكد الرئيس الصيني وقوف بكين الدائم في صف "السلام" وحضّ زيلينسكي على اعتماد "التفاوض" سبيلا لحل النزاع.