تعتزم مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي حظر واردات الغاز الروسي المنقولة عبر مسارات قطعت فيها روسيا الإمدادات، حسب ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن مسؤولين مشاركين في المفاوضات.
وهذه هي المرة الأولى التي تحظر فيها القوى الغربية تجارة الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
والقرار المتوقع أن يضع قادة مجموعة السبع اللمسات النهائية عليه في قمة تنطلق، الجمعة، بمدينة هيروشيما اليابانية، سيمنع استئناف صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب الممتدة من روسيا إلى دول مثل بولندا وألمانيا، حيث قطعت موسكو الإمدادات عبر هذه الخطوط العام الماضي، ما تسبب في أزمة طاقة في جميع أنحاء أوروبا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن القوى الغربية ترغب في ضمان عدم زيادة إيرادات الطاقة الروسية، بينما تحاول زيادة الضغط الاقتصادي على موسكو بعد 15 شهراً من الغزو.
ونقلت عن أحد المسؤولين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، قوله إن "الخطوة تهدف إلى التأكد من أن الشركاء لن يغيروا مواقفهم في المستقبل".
وأفاد بيان لمجموعة السبع، اطلعت الصحيفة، بأن مجموعة الاقتصادات الكبرى ستواصل خفض استخدامها لمصادر الطاقة الروسية بطرق من بينها "منع إعادة فتح المسارات التي سبق إغلاقها بسبب استخدام الطاقة كسلاح من قبل روسيا" على الأقل إلى حين "التوصل إلى تسوية للصراع".
وعلى الرغم من أن هذه التدابير لا يُرجح أن تؤثر على تدفقات الغاز الفورية، إلا أن هذه الخطوة تعكس إصرار بروكسل القوي على التخلص بشكل دائم من الاعتماد على الطاقة الروسية، والمستمر منذ عقود.
"حظر رمزي"
ويحمل الحظر دلالات رمزية كبيرة، إذ تجنب الاتحاد الأوروبي في بداية الحرب استهداف تدفقات الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب بسبب اعتماده الكبير على الغاز الروسي، ومع ذلك، قطعت موسكو الإمدادات، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغاز إلى أكثر من 10 أضعاف مستواها الطبيعي.
ولكن خلال الأشهر الأخيرة، انخفضت أسعار الغاز بشكل كبير بعد نجاح أوروبا في خفض الطلب أثناء فصل الشتاء، وتسريع وتيرة استخدام الطاقة المتجددة، وتوفير الإمدادات البديلة مثل شحنات الغاز الطبيعي المسال المنقولة بحراً.
وانخفضت حصة روسيا من واردات الغاز الأوروبية من أكثر من 40% إلى أقل من 10%، كما أدى اعتدال درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى زيادة مخزونات الغاز لدى الاتحاد الأوروبي.
وأعرب مسؤولون عن ثقتهم في امتلاء خزانات الغاز بنسبة 100% قبل وقت طويل من حلول الشتاء المقبل.
وتمتلئ خزانات الغاز حالياً بنسبة 60% تقريباً، مقارنة بنحو 30% في نفس الفترة من العام الماضي، بحسب الصحيفة.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن رئيس قسم تحليلات الغاز في شركة استشارات الطاقة "آي سي آي إس"، توم مارزيك مانسر، قوله إن "السبب وراء ثقة قادة أوروبا في أن خطتهم لن تؤثر على أمن الإمدادات في أي وقت قريب هو ارتفاع مخزونات الغاز لدى الاتحاد الأوروبي بشكل غير معتاد في هذا الوقت من العام، وعودة أسعار الجملة إلى مستوياتها العادية".
وأشار توم إلى أن خطوط الأنابيب التي أوقفتها روسيا، بما في ذلك الجزء الشمالي من خط "دروجبا" الذي ينقل الغاز إلى مصافي التكرير في ألمانيا وبولندا، ربما تتعرّض للحظر أيضاً بموجب إجراءات الاتحاد الأوروبي.
ويناقش دبلوماسيون فرض حظر على تدفقات الغاز المنقولة عبر خطوط الأنابيب ضمن حزمة العقوبات الـ11 التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية الأوروبية إنها لن تعلق على المناقشات المتعلقة بالعقوبات أو التسريبات، بحسب الصحيفة.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي للصحيفة، إن المقترح يحتاج إلى مزيد من التوضيح من بروكسل لإظهار إلى أي مدى سيتغير الوضع الراهن، لا سيما أن بعض النفط المنقول من كازاخستان يتدفق عبر خط أنابيب "دروجبا".
اقرأ أيضاً: