إعلان قمة جدة.. اتفاق عربي على التنمية والتكاتف لحماية السيادة

time reading iconدقائق القراءة - 7
صورة جماعية للقادة العرب قبل انعقاد فعاليات الدورة الـ32 للقمة العربية في مدينة جدة السعودية. 19 مايو 2023 - REUTERS
صورة جماعية للقادة العرب قبل انعقاد فعاليات الدورة الـ32 للقمة العربية في مدينة جدة السعودية. 19 مايو 2023 - REUTERS
دبي/ جدة - الشرق

اتفق القادة العرب في البيان الختامي للقمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين في جدة، الجمعة، على تعزيز العمل العربي المشترك وضرورة توحيد الكلمة والتكاتف والتعاون في صون الأمن والاستقرار وحماية سيادة الدول العربية ورفض التدخل الخارجي.

وتضمن البيان الختامي للقمة 11 بنداً لمختلف القضايا التي تواجه العالم العربي، بدءاً من القضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع اللبناني، وصولاً إلى قضايا البيئة والثقافة والملفات الاقتصادية.

مركزية القضية الفلسطينية

وجدد إعلان جدة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها أحد العوامل الرئيسية للاستقرار في المنطقة، وأدان، بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة.

وأكد القادة العرب على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية، بما يضمن استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة في العودة وتقرير المصير وتجسيد استقلال دولة فلسطين ذات السيادة على الأرض الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ودعا القادة العرب المجتمع الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية، والتشديد على ضرورة مواصلة الجهود الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها في وجه المساعي المدانة للاحتلال الإسرائيلي لتغيير ديمجرافيتها وهويتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحيات الحصرية، وكذلك دور لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس".

استقرار السودان

وأعرب البيان الختامي للقمة العربية عن بالغ القلق من تداعيات الأزمة السودانية على أمن وسلامة واستقرار الدول العربية والمنطقة، مشدداً على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.

واعتبر البيان اجتماعات جدة، التي بدأت في 6 مايو بين الفرقاء في السودان، خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة وعودة الأمن والاستقرار وحماية مقدرات الشعب السوداني.

عودة سوريا

ورحب إعلان جدة بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها.

وأعرب القادة العرب عن أملهم أن "يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".

وشدد البيان الختامي على أهمية "مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة".

الأزمة اليمنية

وجدّد البيان الختامي للقمة العربية على "دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق تطلعات شعبه، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216".

كما جدد البيان "دعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية".

إصلاحات لبنان

وتتضمن إعلان جدة إعراب القادة العرب عن التضامن مع لبنان، وحثهم كافة الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس يرضي طموحات الشعب.

كما دعا القادة العرب إلى "إقرار الإصلاحات الدستورية المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته.

التدخل الخارجي

وشددّ إعلان جدة على ضرورة "وقف التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة".

وأكد القادة العرب على أن "الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنما تفاقم معاناة الشعوب وتُثخن في تدمير منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا".

التنمية والاستقرار

وأكد القادة العرب على أن "التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام حقوق أصيلة للمواطن العربي"، لافتين إلى أن ذلك "لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة، بما يخدم ويُعزز الأمن والاستقرار والرفاه للمواطني دولنا".

وجاء في إعلان جدة: "نؤمن بأن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص ومعالجة التحديات، قادرة على توطين التنمية، وتفعيل الإمكانات المتوفرة واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات دولنا".

وشدد القادة العرب على أن ذلك كله "يتطلب منا ترسيخ تضامننا وتعزيز ترابطنا ووحدتنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية".

القيم والثقافة

وعبر القادة العرب عن التزامهم واعتزازهم "بقيمنا وثقافتنا القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة، مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات الآخرين، واحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها، واعتبار التنوع الثقافي إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك".

وجاء في البيان: "نرفض رفضاً قاطعاً هيمنة ثقافات دون سواها، واستخدامها ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا العربية".

وقال القادة العرب: "نسعى لتعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكمريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكر ونشر ثقافتنا العريقة لتكون جسراً للتواصل مع الثقافات الأخرى".

المبادرات السعودية

وثمّن القادة العرب، في بيانهم الختامي، "حرص واهتمام السعودية بكل ما من شأنه توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية، وعملها خلال رئاسة المملكة للقمة العربية 32 على عدد من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

وأشار البيان إلى أن من بين تلك المبادرات "تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها"، والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب، ومبادرة "الثقافة والمستقبل الأخضر" الهادفة إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافي في الدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة، ومباردة "استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية.

وتشمل المبادرات السعودية أيضاً "البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها"، بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة إنتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة.

وكذلك مبادرة "إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية"، والتي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار في مجال التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات