زيلينسكي: باخموت "ليست محتلة".. وبوتين: المعركة انتهت

time reading iconدقائق القراءة - 9
مقاتلو مجموعة فاجنر يلوحون بالأعلام فوق مبنى في مكان مجهول (تم الحصول على الصورة من مقطع فيديو). 20 مايو 2023 - REUTERS
مقاتلو مجموعة فاجنر يلوحون بالأعلام فوق مبنى في مكان مجهول (تم الحصول على الصورة من مقطع فيديو). 20 مايو 2023 - REUTERS
هيروشيما، (اليابان)/ كييف-أ ف برويترزالشرق

وسط تضارب أوكراني بشأن الاعتراف بسقوط مدينة باخموت، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة، والجيش الروسي على ما وصفه بأنه "تحرير" مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، لافتاً إلى أن "المعركة انتهت".

وسادت حالة من الارتباك بشأن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن الوضع في باخموت، الذي أكد أنه "لم يتبق شيء منها"، فيما قال لاحقاً إن القوات الروسية داخل باخموت لكن المدينة "ليست محتلة".

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان: "اليوم، هم في باخموت. باخموت ليست محتلة من قبل روسيا اليوم".

وعبّر الرئيس الأوكراني الذي جلس إلى جانب نظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع، عن صعوبة الوضع حين تحدث عن باخموت برد عاطفي طويل.

ورداّ على سؤال من الصحافيين، لمعرفة ما إذا كانت القوات الأوكرانية لا تزال تقاوم أو إذا كانت روسيا سيطرت على المدينة، أشار "كما يبدو" إلى خسارة مدينة باخموت أمام القوات الروسية قائلاً: "لم يتبق شيء" منها.

ولم يعط زيلينسكي موقفاً واضحاً لكنّه قال: "يجب أن تفهموا أنه لم يتبق شيء هناك".

وأضاف: "اليوم، باخموت باقية في قلوبنا فقط".

وبدا لاحقاً وكأنه يشير إلى أن باخموت تشكل انتصاراً مكلفاً كثيراً للروس وأنه لم يتبق شيء من المدينة لكي يخسره الأوكرانيون، وقال للصحافيين: "لم يتبق شيء في هذا المكان .. مجرد أنقاض والعديد من القتلى الروس".

وأضاف متحدثاً عن الروس "لكنهم جاءوا إلينا"، مشيراً إلى أن الجنود الأوكرانيين قاموا "بعمل قوي" و"نثمن عملهم العظيم".

نفي أوكراني

وأوضح السكرتير الصحافي لزيلينسكي، في وقت لاحق أن الأخير كان يرد على جزء مختلف من السؤال، وقال إن زيلينسكي "لم يقر بسيطرة روسيا على مدينة باخموت بشكل كامل".

وكتب سيرجي نيكيفوروف على "فيسبوك": "سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنهم سيطروا على باخموت... وكان رد الرئيس: لا أعتقد ذلك".

وأضاف باللغة الأوكرانية: "بهذه الطريقة نفى الرئيس الاستيلاء على باخموت".

"تطويق باخموت"

وعقب تصريحات زيلينسكي، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، الأحد، إن القوات الأوكرانية طوقت بشكل جزئي مدينة باخموت المحاصرة وما زالت تسيطر على قطاع بالمدينة.

وأضافت أن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها على طول مشارف باخموت واستولت على جزء من المرتفعات المطلة على المدينة.

وكتبت عبر تطبيق تيليجرام: "تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، ما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو".

وتابعت: "لذلك، يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة".

وأضافت ماليار أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة.

على نحو مماثل، أعلن قائد عسكري أوكراني كبير، أن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل" من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافياً لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع.

وأضاف الجنرال أولكسندر سيرسكي في منشور على تيليجرام، أن قوات كييف تتقدم في ضواحي باخموت، وتوشك على "تطويق تكتيكي" للمدينة.

بوتين: انتصار روسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هنّأ الأحد، مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة والجيش الروسي على ما وصفه بأنه "تحرير" مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، والتي تطلق عليها روسيا اسم أرتيوموفسك الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.

وفي بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين قال بوتين إن المعركة -وهي الأطول والأكثر دموية في الحرب المستمرة منذ قرابة 15 شهراً- انتهت بانتصار روسي، وإن كل من أبلى فيها بلاء حسناً سيحصل على جوائز من الدولة.

وقال البيان: "هنّأ رئيس الدولة مجموعات (فاجنر) الهجومية، وكذلك جميع أفراد وحدات القوات المسلحة الروسية الذين قدموا الدعم والغطاء اللازمين، على إتمام عملية تحرير أرتيوموفسك (باخموت)".

بريجوجين: زيلينسكي "مخادع" 

من جانبه، قال رئيس مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجين، إنه "لا يوجد حتى جندي أوكراني واحد في باخموت"، ووصف زيلينسكي بأنه "مخادع أو لا يعرف ما يحدث على الأرض"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".

وفي وقت سابق، أشار بريجوجين إلى أن "قواته طردت الأوكرانيين أخيراً من آخر منطقة مأهولة داخل المدينة"، حسب تعبيره، إلّا أن كييف نفت قبل ذلك ما قاله بريجوجين.

وأعلنت روسيا، السبت، السيطرة بالكامل على المدينة التي دمرتها الحرب في شرق أوكرانيا، وإذا ثبت هذا فسيكون نهاية للمعركة الأطول والأكثر دموية في الحرب الدائرة منذ قرابة 15 شهراً.

وقادت قوات مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة الهجوم على المدينة التي لحق بها دمار كبير.

دعم أميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن خلال اجتماع في اليابان مع زيلينسك يالأحد، حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف تصل قيمتها إلى 375 مليون دولار، .

وقال بايدن، إن الحزمة تشمل "ذخائر ومدفعية وآليات مدرعة" بعد أيام على إعطائه الضوء الأخضر للحلفاء لتسليم مقاتلات "F-16" المتطوّرة إلى أوكرانيا.

وتعهد بايدن بأن تبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها، لتعزيز قدرات كييف الدفاعية في الحرب مع روسيا.

زيلينسكي يحشد

الرئيس الأوكراني سعى لحشد دعم دولي لخطة كييف لإنهاء الحرب الروسية، وقال لقادة مجموعة السبع إن الخطة تعكس "تعبيراً واضحاً عن العقلانية".

ويروج زيلينسكي، الذي يشارك بالحضور الشخصي في قمة مجموعة السبع، منذ شهور لما تسميه إدارته "صيغة سلام".

وقال في خطاب أمام القادة ونشره موقعه على الإنترنت: "نتوحد حول مبدأ آخر -العقلانية".

وأضاف: "نتصرف دائماً بشكل عملي لحماية قيمنا. وصيغة السلام الأوكرانية هي تعبير واضح عن العقلانية. أشكركم على دعم صيغتنا".

وفي منشور منفصل على مواقع التواصل الاجتماعي، قال زيلينسكي إنه عرض الخطة على قادة مجموعة السبع في القمة.

وكتب على تطبيق "تيليجرام": "لقد وضعنا صيغة السلام بطريقة تضمن دعم كل نقطة من نقاطها بقرارات من الأمم المتحدة".

وتابع أن الخطة تتيح للجميع "اختيار المسار الذي يمكنهم المساهمة فيه. لمسنا دعماً لصيغتنا من اليابان إلى الدول العربية، ومن أوروبا إلى أميركا اللاتينية".

وحث زيلينسكي الحلفاء من دول الغرب وغيرها على المضي قدماً في الخطوات الاقتصادية والعسكرية لدعم كييف مع استمرار الغزو الروسي الذي بدأ قبل قرابة 15 شهراً.

إشارات إلى روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتز، اعتبر أن برامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات "F-16"، هي رسالة موجهة لروسيا حتى لا تتوقع نجاح غزوها أوكرانيا حتى لو طال أمده.

وقال شولتز للصحافيين قبل مغادرته قمة مجموعة السبع بمدينة هيروشيما: "تدريب الطيارين مشروع طويل، والولايات المتحدة لم تقرر ما الذي سيحدث في النهاية، المشروع يحمل رسالة لروسيا وهي أنه لا يمكنها التعويل على تحقيق النصر إذا راهنت على حرب طويلة".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الأحد، إن بلاده ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف لدعم كييف في حربها مع روسيا.

وأضاف سوناك على هامش قمة مجموعة السبع، وبرفقته زيلينسكي، إنه لا أحد يريد السلام أكثر من زيلينسكي وإن شروط السلام ينبغي أن تستند إلى مبادئ أوكرانيا.

وعلى مدار أيام القمة الثلاثة، أرسلت دول المجموعة إشارات إلى روسيا بأنها مستعدة لدعم أوكرانيا على المدى الطويل.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأحد، إن بلاده ستدعم أوكرانيا في الصراع مع روسيا مهما استغرق الأمر وبقدر ما يلزم، مضيفاً أن كندا ستواصل تدريب الجيش الأوكراني كما تفعل منذ عام 2015.

فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قمة مجموعة السبع في اليابان فرصة لإقناع الدول الناشئة الكبيرة مثل الهند والبرازيل بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.

وشدد ماكرون على ضرورة تجنب الانقسامات بين مجموعة السبع، وتلك الدول مشيراً إلى أن القمة هي قمة للوحدة، لا سيما بالنسبة لأوكرانيا.

وتمثل مسألة حصول أوكرانيا على المقاتلات الحديثة، واستخدامها تحدياً لمجموعة السبع، التي تكثف تدريجياً من دعمها لكييف في الحرب الدائرة منذ 15 شهراً، لكنها تخشى الذهاب بعيداً في استفزاز موسكو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات