مع تقدم أردوغان.. الجولة الثانية من انتخابات تركيا تدخل "أيام الحسم"

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول يحملون علم تركيا بنقطة انطلاق حملته الانتخابية قبل جولة الإعادة. 20 مايو 2023 - REUTERS
أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول يحملون علم تركيا بنقطة انطلاق حملته الانتخابية قبل جولة الإعادة. 20 مايو 2023 - REUTERS
إسطنبول -أ ف ب

بات أمام المتنافسين على الرئاسة التركية، 7 أيام لإقناع الناخبين الذين لم يمنحوا أي منهما أصواتاً كافية لحسم الجولة الأولى في 14 مايو الجاري، مع تقدم للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بعد فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية.

بحصوله على 49.52% من الأصوات، يدخل أردوغان (69 عاماً) الذي قيل إنه تعب من عشرين عاماً في السلطة، بتقدم يبلغ 2.5 مليون صوت على مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاماً، وهو موظف رسمي سابق مخضرم في السياسة.

ووعد أوغلو بـ"العودة إلى الربيع" و"ديمقراطية هادئة" والعودة إلى دولة القانون، لكن ذلك لم يقنع أكثر من 44.9% من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، بهذا التحالف الواسع للمعارضة، من اليمين القومي الى اليسار.

بعد التعبئة القوية في 14 مايو ونسبة مشاركة بلغت 89%، قدرت مجموعة الاستشارات أوراسيا، إحدى الشركات القليلة جداً، التي توقعت تقدم أردوغان في الجولة الأولى، أن الرئيس سيفوز في الجولة الثانية.

هل يحدث أوغان الفارق؟

وقال الخبير السياسي، بيرك إلسن، من جامعة سابانجي في إسطنبول، إن "العديد من الناخبين القوميين غير موافقين على اختيار كيليجدار أوغلو لتمثيل المعارضة ولم يدعموه".

سيتنافس المرشحان بشدة على أصوات 2.79 مليون ناخب، صبت لصالح المرشح الثالث سنان أوغان، وهو من أقصى اليمين القومي، ويريد قبل كل شيء ترحيل حوالي 5 ملايين لاجىء ومهاجر، يقيمون في البلاد.

وأوغان (54 عاماً) يتريث، وسيعلن لمن سيجير أصواته "الأسبوع المقبل". وقد استقبله أردوغان، الجمعة، لمدة ساعة لكن باستثناء التقاط صورة ومصافحة بينهما، لم يتسرب شيء من الاجتماع.

لكن بيرك إيسن، يرى أن أردوغان لن يكون بالضرورة، بحاجة إلى أصواته مؤكداً أنه "واثق من الفوز".

في المقابل، لم يجتمع كيليجدار أوغلو مع سنان أوغان، لكنه يجري في موازاة ذلك محادثات مع زعيم حزب "النصر" القومي أوميت أوزداغ.

وتحتاج المعارضة إلى هذه الأصوات، مع تفوق المحافظين في البرلمان الجديد المبنثق عن انتخابات الأحد الماضي. إذ ينتمي 322 نائباً من أصل 600 إلى معسكر أردوغان (مقابل 213 للمعارضة).

ونواب معسكر أردوغان هم 268 لحزبه العدالة والتنمية وحده، المدعوم من حزب الحركة القومية (50) وعدة تنظيمات إسلامية صغيرة مثل "هدى بار" (أربعة نواب)، و "الرفاه من جديد" (خمسة نواب).

لا تجمعات انتخابية

فيما تبدو المعركة قاسية، ترك كيليجدار أوغلو المنصات، ولم يعقد أي تجمع انتخابي منذ الدورة الأولى، باستثناء لقاء مع حشد من مناصريه، الجمعة، أمام ضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية وحزب الشعب الجمهوري الذي يترأسه منذ عشر سنوات.

وأحدث تصريح لأوغلو مفاجأة، الخميس، بحدته، وقد وعد فيه بـ"إعادة كل اللاجئين الى ديارهم فور وصوله إلى السلطة".

سبق أن أعلن كيليجدار أوغلو أنه يريد إعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.7 مليون شخص إلى بلادهم "في غضون سنتين" في حال فوزه.


وفيما نال دعماً واضحاً من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي يقبع أحد قادته صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ 2016، رد المرشح أيضاً على اتهامات بـ"الإرهاب" وجهها معسكر أردوغان ضد هذا الحزب.

وقال المرشح "لم أجلس أبداً إلى طاولة مع منظمات إرهابية ولن أقوم بذلك أبداً".

واعتبر الباحث يوهانان بنجاييم، من المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول، في إسطنبول، "كنا نعتقد أن الأكراد هم صانعو الملوك، لكن تبين أن اليمين القومي المتشدد هو من يلعب هذا الدور".

في فترة ما بين الدورتين، أعلنت زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار، المرأة الحديدية لتحالف المعارضة، السبت، عزمها لقاء "أولئك الذين صوتوا لأردوغان وأولئك الذين ما زالوا مترددين".

في غضون ذلك، يواصل أردوغان تنقله بين المناطق التي ضربها زلزال 6 فبراير الذي أوقع 50 ألف قتيل على الأقل وتسبب بنزوح ثلاثة ملايين شخص، والتي صوتت بأعداد كبيرة له. واُستقبل وسط حشود رفعت الأعلام الحمراء، ووعد بإعادة الإعمار خلال "الأشهر الستة المقبلة"، وردد نفس التهم التي يوجهها إلى المعسكر المنافس وهي ارتباطه بـ "الإرهابيين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات