"انفراجة" في محادثات أرمينيا وأذربيجان.. وبوتين: الوضع نحو تسوية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على هامش مجلس الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو. 25 مايو 2023 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على هامش مجلس الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو. 25 مايو 2023 - REUTERS
موسكو/ دبي-رويترزالشرق

تحدث زعيما أذربيجان وأرمينيا، الخميس، عن إحراز تقدم نحو إنهاء نزاعهما المستمر منذ عقود على إقليم ناجورنو قرة باغ، وذلك بعد مشادة لفظية بينهما في حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصف الوضع في الإقليم بأنه "يتطور نحو التسوية".

وخلال اجتماع في موسكو، اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، أذربيجان بالتسبب في أزمة إنسانية بإغلاق الطريق البري الوحيد الرابط بين يريفان وناجورنو قرة باغ.

ووصف باشينيان ذلك بأنه "انتهاك مباشر" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، الذي أنهى حرب الأسابيع الستة بين البلدين، ودعا إلى إيفاد بعثة دولية لتقييم الوضع، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

من جانبه، اعتبر رئيس وزراء أرمينيا أنَّ الممر "يجب أن يكون تحت سيطرة قوات حفظ السلام الروسية"، وذلك بعدما أقامت باكو الشهر الماضي، نقطة تفتيش على طول الممر، مشدداً على أنَّ حرس الحدود، وضباط الجمارك الأرمن على استعداد لضمان المرور الطبيعي لجميع المركبات من أذربيجان عبر أرمينيا.

في المقابل، ردَّ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على باشينيان بقوله: "باكو لم تغلق أي ممر.. لا داع لاستخدام هذه المنصة في توجيه اتهامات لا أساس لها".

ويغلق نشطاء أذربيجانيون منذ منتصف ديسمبر الماضي، هذا الطريق البري المعروف باسم "ممر لاتشين"، مبررةً ذلك أن يريفان كانت تستخدمه لإرسال أسلحة إلى ناجورنو قرة باغ، وهو ما تنفيه أرمينيا.

"تطور نحو التسوية"

فيما أعلن بوتين، في لقاء ثلاثي مع علييف وباشينيان أن الوضع في ناجورنو قره باغ يتطور نحو التسوية.

وقال بوتين: "بشكل عام، في رأيي، وبغض النظر عن أي صعوبات ومشكلات بالرغم من أنها كافية، إلّا أن الوضع يتطور نحو تسوية، أحد هذه المجالات هو العمل في مجال توصيلات النقل"، حسبما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

جدال

وتجادل زعيما أرمينيا وأذربيجان أيضاً، بعدما تطرق علييف في حديث له إلى "ممر زانجيزور" حيث اعتبر باشينيان، أنَّ هذه العبارة استخدمت في السنوات الأخيرة للتعبير عن مطالبات إقليمية ضد أرمينيا، مشيراً إلى أنه في البيان الثلاثي لقادة أرمينيا وروسيا وأذربيجان، لم يذكر سوى ممر واحد، وهو "ممر لاتشين"، الذي يربط أرمينيا بناجورنو قره باغ.

ورد الرئيس الأذربيجاني أنه لا توجد مطالبات إقليمية في كلماته، وأن المصطلح الذي استخدمه مقبول في الممارسة الدولية، وذلك بحسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

وواصل الزعيمان الجدال لدقائق عدة، قبل أن يتدخل بوتين، وينهي المحادثة التي جرت خلال اجتماع اقتصادي للجمهوريات السوفيتية السابقة في موسكو. ويسعى الرئيس الروسي مجدداً للتوسط من أجل التوصل لاتفاق بين الجانبين.

"اعتراف متبادل"

وعلى الرغم من المشادة الحادة بينهما، قال كل من باشينيان وعلييف إن الآونة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تسوية تقوم على الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي كل منهما.

وقال باشينيان إنَّ يريفان وباكو اتفقتا على الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي الطرفين، لافتاً إلى استعداد أرمينيا لرفع الحظر عن جميع روابط النقل والعلاقات الاقتصادية في المنطقة، واستعدادها لفتح الاتصالات الإقليمية، بحسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

من جانبه، قال علييف إن "تعاون أذربيجان مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، باستثناء أرمينيا، يتطور بنجاح منذ 30 عاماً".

ومن المقرر أن يستضيف بوتين في وقت لاحق محادثات ثلاثية مع علييف وباشينيان، إذ قال الرئيس الروسي إنه ستتاح لهما الفرصة "للحديث عن كل شيء بهدوء وبطريقة عملية".

"حلول طويلة الأمد"

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل جالوزين، إن معاهدة السلام بين باكو ويريفان يجب أن تستند إلى حلول طويلة الأمد ومستدامة، وذلك خلال مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي".

ورداً على سؤال حول الإعداد لمعاهدة سلام بين الطرفين، قال: "نظراً للحساسية الشديدة لهذه القضايا، لا يمكننا التعليق على مسار عملية التفاوض حتى لا نعيق تقدمها".

وأضاف أنَّ "باكو ويريفان يقرران بأنفسهما ما يلبي مصالحهما الأساسية، وكيف يعتزمان ضمان سلام مستقر وموثوق لشعبيهما. وفي الوقت نفسه، يجب أن تستند معاهدة السلام إلى حلول طويلة الأجل ومستدامة"، مشيراً إلى أنَّ "روسيا تدعم عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا بكل السبل الممكنة".

"ضمانات دولية"

وكان رئيس وزراء أرمينيا، قال الاثنين، إن بلاده "مستعدة للاعتراف بأن منطقة ناجورنو قره باغ جزء من أذربيجان" المجاورة، إذا "ضمنت" الأخيرة "أمن السكان من أصل أرميني"، وفقاً لما أوردته وكالة "تاس".

ودعا باشينيان إلى تقديم ضمانات دولية لأمن واحترام حقوق الأرمن في ناجورنو قره باغ، معرباً عن قلقه من أن أذربيجان "قد تقوم بعمليات تطهير عرقي في المنطقة في حالة عدم توفر هذه الضمانات"، وفق قوله.

وتجري باكو، ويريفان محادثات بشأن اتفاق سلام بوساطة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضاً، وسط تصاعد التوتر بين الجارتين في منطقة القوقاز، اللذين خاضا حربين على منطقة متنازع عليها، وكثيراً ما تشهد حدودهما المضطربة مناوشات يسقط فيها ضحايا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات