حطام صاروخ روسي في بولندا يثير تساؤلات بشأن دفاعات الناتو

time reading iconدقائق القراءة - 5
مصور يقف في موقع العثور على بقايا جسم عسكري في غابة بالقرب من مدينة بيدجوشت شمال بولندا. 27 أبريل 2023 - REUTERS
مصور يقف في موقع العثور على بقايا جسم عسكري في غابة بالقرب من مدينة بيدجوشت شمال بولندا. 27 أبريل 2023 - REUTERS
دبي- الشرق

كشف سقوط صاروخ كروز روسي في قرية في وسط بولندا في ديسمبر 2022، وانفجاره على بعد 10 أميال من مركز تدريب تابع لقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، عن حجم التحديات التي يواجهها الحلف في الدفاع عن مجاله الجوي، وفقاً لما ذكره مسؤولون غربيون، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء.

وجاءت الحادثة التي لم يعلن عنها حتى أبريل الماضي، بعد شهر من حادثة منفصلة في نوفمبر 2022، حين أدى تعطل صاروخ أرض جو أوكراني إلى سقوطه في قرية بجنوب بولندا، ما أودى بحياة مزارعين بولنديين.

وقالت وارسو و"الناتو" وقتها إنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية "أطلقت الصاروخ للتصدّي لقصف جوي روسي".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن تفاصيل سقوط الصاروخ الروسي الذي حلق فوق نصف أراضي بولندا من دون أن يتم اعتراضه في ديسمبر، ظلت غير معروفة حتى أبريل الماضي، عندما وجد شخص ما حطاماً في غابة خارج مدينة بيدجوشت وتم تنبيه السلطات المحلية إلى ذلك.

وفي 27 أبريل، أعلنت وزارة الدفاع أنه تم العثور على بقايا صاروخ في غابة بالقرب من بيدجوشت، ما أثار جدلاً سياسياً داخلياً بشأن سبب عدم الكشف عن معلومات حول توغل صاروخي محتمل.

ولم تؤكد حكومة بولندا إطلاق الصاروخ من روسيا، لكن المسؤولين بها يقولون إنه من المحتمل أن يكون قد انحرف عن مساره بلا قصد.

وتعد بيدجوشت موطناً لمركز تدريب القوة المشتركة التابع لـ"ناتو"، والذي يجري فيه تدريبات تكتيكية لأعضاء الحلف.

وبينما رفضت الحكومة البولندية حتى الآن تحديد طبيعة الحطام في انتظار التحقيق، قال محللون أمنيون ومسؤولون غربيون إن الأدلة تشير إلى أنه أحد طرازات صاروخ كروز "KH-55"، كانت تستخدمه روسيا لخداع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.

 تحذير أوكراني

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول بولندي لم تسمه، قوله إن أوكرانيا نبّهت بولندا في 16 ديسمبر الماضي، إلى أن الصواريخ الجوية بعيدة المدى لروسيا تعمل في المنطقة.

وجاء ذلك، بعد أن اكتشف الرادار في بولندا جسماً يطير في المجال الجوي للبلاد، وفشلت طائرتان نفاثتان تابعتان للقوات الجوية الأميركية من طراز "F-15" موجودتان في بولندا، وطائرتان من طراز "MiG-29" تشغلهما بولندا، في التعرف على الصاروخ بصرياً أو باستخدام أجهزة الرادار.

وأضاف المسؤول البولندي أنه "بعد اختفاء الصاروخ من شاشات الرادار، قرر الجيش أنه غير مرتبط بهجوم نووي أو بيولوجي أو كيميائي، لكنه لم يجر بحثاً مكثفاً عن الجسم"، لافتاً إلى أن "الناتو" ليس لديه بروتوكول للبحث عن الحطام بعد اكتشاف شيء ما.

وأثارت قدرة صاروخ أجنبي على ضرب بولندا وتحليقه فوق نصف أراضيها من دون أن يتم اعتراضه، تحقيقاً في بولندا، كما أثار تساؤلات داخل "الناتو" بشأن كيفية الرد على التهديدات الجوية المحتملة. 

ورفض الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي تلقى تقريراً داخلياً عن الصاروخ في وقت سابق هذا الشهر، مناقشة الحادث، وقال في تصريحات صحافية إن "كل ما تناقشه وسائل الإعلام الآن هو مجرد تكهنات".

"تصعيد محتمل"

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن أنظمة صواريخ "كروز" قد تتعطل، إذا أدخل المشغلون الإحداثيات بشكل غير صحيح، أو إذا أخطأت أنظمتهم على متن المقاتلة التي تم إطلاقه منها في قراءة التضاريس، أو إذا أرسلت قوة ما إشارات GPS وهمية للتشويش على أدوات الملاحة الخاصة به، وهو تكتيك استخدمته أوكرانيا.

لكن الصحيفة أشارت إلى أنه "حتى الصاروخ الذي يدخل أراضي الناتو عن طريق الخطأ، يخاطر بإحداث تصعيد محتمل".

وقال توم كاراكو، الزميل البارز في برنامج الأمن الدولي ومدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز "واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية": "هذا النزاع سيستمر لفترة، وهذا الصاروخ لن يكون الأخير. لن يكون أمامنا الكثير من التحذيرات قبل أن نضطر إلى التعامل مع مشكلة ما".

وفي نوفمبر الماضي، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن روسيا كانت تأخذ صواريخ كروز قديمة مصممة لحمل أسلحة نووية، وتجردها من رؤوسها الحربية ثم تطلقها في أوكرانيا كحيلة خداعية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات