لإصلاح العلاقات.. ميلوني في باريس للمرة الأولى

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني خلال قمة القادة الأوروبيين في بروكسل، بلجيكا. 9 فبراير 2023. - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني خلال قمة القادة الأوروبيين في بروكسل، بلجيكا. 9 فبراير 2023. - REUTERS
باريس -أ ف ب

يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، في باريس للمرة الأولى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في محاولة لتكريس عودة العلاقات إلى طبيعتها بين فرنسا وإيطاليا بعد سلسلة من الأزمات بشأن ملف الهجرة الحساس.

وسيدلي الرئيس الفرنسي ورئيسة الحكومة الإيطالية بتصريحات صحافية قبيل اللقاء المقرر بعد ظهر، الثلاثاء، في قصر الإليزيه على ما أفاد الجانب الفرنسي.

وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية أوليفيه فيران عبر محطة "سي نيوز"، "إيطاليا هي ثاني أكبر شريك اقتصادي لنا، هي شقيقتنا الأوروبية، هم جيراننا"، مشدداً على الإرادة المشتركة لإنجاز مشروع خط السكك الحديد المثير للجدل بين ليون وتورينو، كدليل على "أن علاقاتنا قوية كما في السابق".

مبدئياً ما من نقاط مشتركة بين ماكرون، الذي يعتبر نفسه تقدمياً مؤيداً شرساً للوحدة الأوروبية، وبين ميلوني التي ترأس ائتلافاً محافظاً متشدداً، وتنتمي إلى حزب فاشي النزعة، وكان لها في السابق مواقف واضحة مناهضة للبناء الأوروبي. وقد ظهرت التوترات إلى العلن سريعاً.

توتر متصاعد

وبعد لقاء قصير غير رسمي في روما في أكتوبر، بعيد تعيين ميلوني الفائزة بالانتخابات التشريعية، غذى ملف الهجرة هذه التوترات.

فقد رفضت إيطاليا في نوفمبر استقبال السفينة الإنسانية "أوشن فايكينج"، و230 مهاجراً على متنها ما دفع فرنسا إلى السماح لها بالرسو في موانئها، منددة بالوقت نفسه بتصرف روما "غير المقبول".

وأثار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في مايو الماضي، سخط إيطاليا عندما رأى أن ميلوني "عاجزة عن تسوية مشكلات الهجرة التي انتخبت على أساسها".

لكن بموازاة ذلك، عملت أوساط دبلوماسية في البلدين على إعادة نسج العلاقات باسم المصالحة التي غالباً ما تتقاطع.

والتقى ماكرون وميلوني على هامش قمم دولية عدة، مع لقاء ثنائي استمر 45 دقيقة في هيروشيما خلال قمة مجموعة العشرين في مايو الماضي في اليابان. وأجرى وزيرا خارجية البلدين لقاء "حاراً" نهاية مايو في روما بعد ارتفاع منسوب التوتر مجدداً.

ومطلع يونيو، استقبل ماكرون نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا لتسليط الضوء على "العلاقات المميزة التي تربط" البلدين بمعزل عن من يحكمهما.

في هذا السياق، قال المؤرخ مارك لازار الأستاذ في كلية العلوم السياسية "Sciences Po" في باريس لوكالة "فرانس برس"، إنه "رغم الاختلافات السياسية والإيديولوجية بين الحكومتين، ثمة إدراك لدى ميلوني وماكرون بضرورة أن تتحرّك فرنسا وإيطاليا بشكل مشترك. هذا يصب في مصلحة البلدين".

"وحدة موقف" بشأن أوكرانيا

ورأى لازار أن "ثمة وحدة موقف فعلية" بشأن الحرب في أوكرانيا، وإعادة التفاوض بشأن الميثاق الأوروبي لاستقرار الميزانيات.

ومنذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية حرصت ميلوني على إظهار دعمها الكبير لكييف، فيما أبدت موقفاً فاتراً حيال بروكسل.

وسيعاد التأكيد، الثلاثاء، على "الدعم المشترك لأوكرانيا"، غداة إعلان الرئيس الفرنسي أن منظومة الصواريخ أرض-جو الفرنسية -الإيطالية "سامب-تي" باتت منشورة على الأرض في هذا البلد.

وسيُحضّر ماكرون وميلوني كذلك لقمة المجلس الأوروبي في 29 و30 يونيو الجاري، وقمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في 11 و12 يوليو.

"اختلافات بشأن أوروبا"

من جانبه، أشار جان-بيار دارنيس الأستاذ في جامعة لويس في روما إلى أن "العلاقة بين فرنسا وألمانيا في الوقت الراهن ليست في أحسن حالاتها"، مضيفاً أن "من مصلحة" الثنائي ميلوني-ماكرون تعزيز "التلاقي" على صعيد الاقتصاد الأوروبي.

واعتبر أن هذا اللقاء "ضروري"، إلا أنه يُعقد "بشكل متكتم تقريباً" على غرار ما حصل في أكتوبر في روما.

فرئيسة الوزراء الإيطالية  تتوجه إلى باريس في الأساس للدفاع عن ترشح العاصمة الإيطالية، لاستضافة المعرض الدولي  في 2030، في حين أن باريس تتقدم بطلب منافس.

وحذّر مارك لازار من أن "الخلافات والجدل ستستمر بين اليمين الإيطالي وحزب ماكرون"، حتى الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024، إذ "ثمة اختلافات عميقة بينهما حول مستقبل أوروبا ما قد يؤثر على عودة العلاقات إلى طبيعتها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات