صفقات سلاح حساسة.. ورقة بايدن لاستمالة مودي بعيداً عن روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يحيي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عند وصوله إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. 21 يونيو 2023 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يحيي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عند وصوله إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. 21 يونيو 2023 - AFP
دبي-الشرق

يُرتقب أن تعلن الولايات المتحدة، الخميس، عن صفقة بمليارات الدولارات مع الهند، تشتري بموجبها الأخيرة أحدث المسيرات وتنتج بشكل مشترك محركات نفاثة، وذلك بهدف إبعاد نيودلهي عن مشتريات الأسلحة الروسية من جهة، فضلاً عن "تعاون أكبر في الحملة الأميركية لمواجهة الصين".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير إن الإعلان عن الصفقة يتزامن مع زيارة رفيعة المستوى لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى البيت الأبيض، كسرت فيها واشنطن البروتوكول الذي يسمح بزيارة دولة فقط لرؤساء الدول وليس الحكومات.

ولطالما سعت نيودلهي إلى الحصول على بعض الأسلحة والمعدات الأميركية الأكثر تقدماً، لكن واشنطن كانت مترددة في مشاركة هذه التكنولوجيا الحساسة مع الهند بسبب مشترياتها من المعدات العسكرية الروسية في الماضي والمستمرة حتى الآن.

"تكنولوجيا شديدة الحساسية"

ووفقاً لمسؤول أميركي مطلع، رفض الكشف عن هويته، فإن الهند تستعد لشراء 20 مسيرة متطورة من طراز "MQ-9B Reaper"، والمعروفة باسم "SeaGuardians"، في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار.

وفي عنصر رئيسي آخر من الصفقة، سيقوم البلدان أيضاً بتصنيع محركات "جنرال إلكتريك" F414 للجيل القادم من الطائرات النفاثة الهندية، ما يمنح نيودلهي تكنولوجيا عسكرية شديدة الحساسية.

ويتم استخدام نفس المحرك في مقاتلات "F-18" الأميركية، ويُنظر إلى رغبة الولايات المتحدة في مشاركة التكنولوجيا مع الهند على أنها "علامة على الثقة بين البلدين".

واكتملت صفقة الأسلحة تقريباً خلال زيارة وزير الدفاع لويد أوستن للهند في وقت سابق من هذا الشهر، والذي وافق على خارطة طريق للتعاون الدفاعي المستقبلي مع وزير الدفاع الهندي راجناث سينج.

"نقطة تحول"

وفي حين كانت الولايات المتحدة حريصة على تعزيز علاقتها مع الهند لسنوات، إلا أن التردد السياسي والجمود البيروقراطي في واشنطن أبعد الهند عن الأسلحة الأكثر تقدماً التي طالما أرادتها. ورأى محللون أن الصفقة تشير إلى "بداية نقطة تحول في العلاقات".

وقال مسؤولون في البنتاجون إن الولايات المتحدة والهند تناقشان أيضاً تعزيز العلاقات بين جيشيهما، بما في ذلك الخدمات اللوجستية وتبادل المعلومات الاستخباراتية. بما يمكن السفن الأميركية من الوصول إلى الموانئ الهندية، ويمكن الجيشين من إجراء المزيد من التدريبات المشتركة، على سبيل المثال.

كما اقترح مسؤولو إدارة جو بايدن التزامات رئيسية أخرى بشأن التكنولوجيا وسلاسل التوريد والطاقة النظيفة.

وسينبثق من التحول تعاون أكبر مرتبط بالأهمية الاستراتيجية للهند في الحملة الأميركية لمواجهة الصين، فضلاً عن إمكانية خنق النفوذ الروسي في الدول النامية.

ورغم الضغوط الأميركية، ظلت الهند على الحياد بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا وامتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة تصرف روسيا ورفضت تأييد العقوبات.

ووفقاً لمعهد "ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، الذي يتتبع تجارة الأسلحة الدولية، فإن روسيا باعت للهند قرابة 20 ضعف ما باعته لها الولايات المتحدة من الأسلحة على مدار العقد الماضي.

وقال جيف سميث، مدير مركز الدراسات الآسيوية في مؤسسة "هيريتيج"، الفكرية المحافظة في واشنطن: "سيُذكر هذا باعتباره قفزة كبيرة إلى الأمام في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والهند".

وتزود روسيا الهند بحوالي نصف احتياجاتها الدفاعية، بما في ذلك الذخيرة والمقاتلات النفاثة والدبابات ونظام الدفاع الجوي S-400.

عشاء خاص

ولسنوات، ضغطت الولايات المتحدة على الهند لتقليل اعتمادها على تجار الأسلحة الروس، رغم أنها رفضت معاقبة نيودلهي على المشتريات.

وقال ريتشارد روسو رئيس قسم دراسات السياسة الأميركية الهندية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي مؤسسة فكرية بواشنطن: "لا أعتقد أن هذه هي بوابات الانفتاح بحد ذاتها، لكن هذا يظهر أننا إذا كنا نقود بقوة حقيقية في مناطق معينة، فيمكننا تحقيق أشياء لم نكن قادرين على القيام بها من قبل".

ووصل مودي إلى واشنطن، الأربعاء، في إطار جولة أميركية متعددة شملت جلسة يوجا جماعية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث التقى أيضاً بالرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك.

وحضر مودي عشاءً خاصاً مع بايدن في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يلقي الزعيمان بيانات صحافية مشتركة في البيت الأبيض الخميس.

وسيكون مودي ثالث زعيم أجنبي يستضيفه بايدن في مأدبة عشاء رسمية، بعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيم كوريا الجنوبية يون سوك يول.

كما يخطط رئيس الوزراء الهندي لإلقاء كلمة في اجتماع مشترك للكونجرس، أعلن عدد قليل من المشرعين عن خطط لمقاطعته، وسط انتقادات بشأن سجل مودي في مجال حقوق الإنسان. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات