ميدفيديف: المواجهة مع الغرب ستكون طويلة.. والحلول الوسط ممكنة

time reading iconدقائق القراءة - 5
ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة يوم بناء السفن في سانت بطرسبرج، روسيا. 29 يونيو 2022 - REUTERS
ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يلقي كلمة خلال حفل بمناسبة يوم بناء السفن في سانت بطرسبرج، روسيا. 29 يونيو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

رجح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف أن تدوم المواجهة بين روسيا والغرب لفترة طويلة، غير أنه أقر بأن "الحلول الوسط ممكنة" شريطة أن تكون مصالح روسيا محفوظة "قدر الإمكان".

جاء ذلك في مقال نشره ميدفيديف على صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الأحد، بعنوان "عصر المواجهة"، نفى فيه انهزام موسكو أمام المحاولات الغربية لعزلها عقب غزو أوكرانيا.

وظهر ميدفيديف الذي كان ينظر إليه في الغرب على أنه إصلاحي ليبرالي، كواحد من أكثر الصقور مجاهرة بآرائه في روسيا منذ أن شنت موسكو ما تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا العام الماضي.

ويقول مسؤولون روس إن وجهات نظر ميدفيديف الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تعكس بعض الأفكار التي تتردد على أعلى مستوى في الكرملين، وفق ما نقلته "رويترز".

وقال ميدفيديف: "يتحدث مسؤول غربي، هنا وهناك، قائلاً (لقد خسرت روسيا بالفعل، لقد انتصرنا). لماذا قاموا فجأة بتقديم مثل هذه الأغاني الشجاعة؟ الحقائق شيء عنيد، لا مكان للأوهام. أولاً ، دعنا نفهم حججهم".

وكتب أن الحجة الأولى التي يبرر بها الغرب انهزام روسيا هي كون موسكو "أصبحت معزولة"، مضيفاً: "لا، مُطْلَقاً. الاتصالات السياسية مع آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية تتطور بنشاط. أسواقهم مفتوحة وشركاتهم تعمل معنا بقوة رغم العقوبات".

أما الحجة الثانية، بحسبه، فهي أن "الاقتصاد الروسي ينهار". ورد على ذلك بالقول: "مُطْلَقاً. فنمو الإنتاج أعلى بكثير مما هو عليه في أوروبا. حتى رويترز اعترفت في أبريل 2023 ، أظهر النشاط في قطاع التصنيع الروسي نمواً للشهر الثاني عشر على التوالي".

أما الحجة الثالثة، وفق ميدفيديف، فهي كون "روسيا أرادت احتواء الناتو، والحلف توسّع على حساب السويد وفنلندا".

واعتبر أن "هذه محض أكاذيب"، قائلاً: "لم نحاول أبداً احتواء الناتو. هذا ليس في قوتنا وقدراتنا، وكانت هاتان الدولتان الاسكندنافية مرتبطتان بالفعل بالتحالف".

مواجهة طويلة

واعتبر  رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن "المواجهة مع الغرب أصبحت عالمية"، مضيفاً أنها "ستكون طويلة جداً، وسيكون الوقت قد فات لترويض المعاند (أي نحن)".

وأعرب عن استعداد روسيا للبحث عن حلول وسط من أجل إنهاء المواجهة مع الغرب، لكنه اشترط أن تحترم أي مبادرة لإنهاء الأزمة مصالح روسيا "قدر الإمكان".

وقال: "في الواقع، نحن مستعدون للبحث عن حلول وسط معقولة، كما قال الرئيس فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً. إنها ممكنة، ولكن مع فهم عدة نقاط أساسية".

وتابع ميدفيديف: "يجب أن تؤخذ مصالحنا في الاعتبار قدر الإمكان: لا ينبغي أن يكون هناك بعد الآن أي مناهض لروسيا من حيث المبدأ، وإلا فإن كل شيء سينتهي بشكل سيء للغاية عاجلاً أم آجلاً".

ولفت إلى أنه يجب تكريس جميع النتائج التي تحققت بشق الأنفس للمواجهة الشاملة مع الغرب في وثيقة جديدة مثل قانون هلسنكي، الذي أنهى مؤتمر عام 1975 الشهير.

وأضاف: "من المحتمل أن تكون هناك حاجة لإعادة تجميع دقيقة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى".

زيلينسكي وخطة السلام

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدد التأكيد الأسبوع الماضي، أنه لن يقبل أي اقتراح سلام يحول الحرب الروسية في بلاده إلى صراع مجمّد.

وأشارت تصريحات زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام البرلمان في يوم الدستور الأوكراني، إلى أنه لا يزال يعارض أي خطة سلام تبقي على المكاسب التي حققتها روسيا على الأرض، وقال: "أوكرانيا لن توافق على أي شكل من أشكال الصراع المجمّد".

ووضع زيلينسكي "صيغة" سلام من 10 نقاط تشمل استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية، واستعادة حدود الدولة الأوكرانية.

وجاء تصريحه بعد زيارة مبعوث الفاتيكان إلى كييف، والذي زار موسكو أيضاً في مسعى للقيام بوساطة لوقف الحرب بين الجانبين.

وتقول أوكرانيا إن أفضل طريقة لضمان أمنها وأمن أوروبا هي السماح لها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". لكن كييف أقرت أن ذلك غير ممكن أثناء الحرب ويدور خلاف بحلف شمال الأطلسي بشأن موعد حدوث ذلك بعدها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات