قمة شنغهاي.. دعوة للانتقال للعملات المحلية وتحذير من "حرب باردة جديدة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
قادة الدول والمسؤولون في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) يظهرون على شاشة خلال قمة افتراضية في الكرملين في موسكو ، روسيا. 4 يوليو 2023 - via REUTERS
قادة الدول والمسؤولون في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) يظهرون على شاشة خلال قمة افتراضية في الكرملين في موسكو ، روسيا. 4 يوليو 2023 - via REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة افتراضية لمنظمة "شنغهاي" للتعاون، إن روسيا ستستمر في مواجهة الضغوط الغربية الاقتصادية، داعياً الدول الأعضاء إلى مواصلة الانتقال إلى التعامل بالعملات المحلية، ضمن مساعيها للتخلي عن الدولار الأميركي، فيما حذر الرئيس الصيني شي جين بينج من "حرب باردة جديدة".

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون، التي تنعقد قمتها الحالية في الهند، 8 دول حالياً هي روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان والهند وباكستان، بالإضافة إلى إيران المنضمة حديثاً.

وحذر بوتين خلال الخطاب الذي تلاه عبر تقنية الفيديو، من أن تراكم ديون الدول النامية وارتفاع نسبة الفقر وتفاقم أزمة الأمن الغذائي عالمياً قد يرفع من مخاطر حدوث أزمات عالمية، مشيراً إلى أن "هذه المشاكل الصعبة يمكن أن تقود إلى صراعات".

إلى ذلك، اعتبر أن منظمة شنغهاي "تلتزم التزاماً راسخاً ببناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، ويستند إلى القانون الدولي والمبادئ المعترف بها عالمياً والمتمثلة في التعاون المتبادل والاحترام فيما بين الدول ذات السيادة، مع الحفاظ الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة".

وجدد الرئيس الروسي اتهامه للغرب بشن "حرب هجينة" ضد روسيا، قائلاً إن "القوى الخارجية تنفذ مشروعاً لجعل روسيا دولة عدائية، إذ كانت تخزن الأسلحة في أوكرانيا منذ سنوات وتتغاضى عن الاعتداءات التي تطال الشعب الروسي المسالم في منطقة دونباس"، شرقي أوكرانيا، مضيفاً أن كل ذلك "تم من أجل تهديد الأمن الروسي ووقف تطور روسيا".

وتبرر روسيا غزوها لأوكرانيا بالسعي لحماية سكان إقليم دونباس الناطقين باللغة الروسية، والذين كانوا يخوضون حرباً للانفصال عن أوكرانيا، بدعم من موسكو منذ  أبريل 2014.

كما اعتبر بوتين أن الشعب الروسي "أكثر وحدة منذ أي وقتى مضى وشعوراً بالمسؤولية عن مصير البلاد"، قائلاً إن الشعب الروسي "أثبت ذلك حين وقف ضد التمرد المسلح"، في إشارة إلى تمرد جماعة فاجنر أواخر يونيو الماضي.

استخدام العملات المحلية

وقال بوتين إن بلاده مستمرة في مواجهة "كل الضغوطات الخارجية بما في ذلك العقوبات الاقتصادية، فيما تواصل روسيا تطورها بشكل متسق".

وأكد أن موسكو تسعى لتعزيز روباطها مع دول منظمة شنغهاي حتى تصبح أكثر قوة، مشيراً إلى ارتفاع نسبة التجارة بين روسيا والدول الأعضاء بنحو 37%.

ولفت إلى أن أكثر أن من 80% من المعاملات بين روسيا والصين تتم بالروبل واليوان الصيني.

كما أشار إلى أن التعامل بعملة الروبل الروسي ارتفع إلى نحو 40% بين روسيا والدول الأسيوية.

وأكد على أن موسكو تمضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها منظمة شنغهاي من أجل الانتقال إلى العملات الوطنية في التجارة المشتركة بين الدول الأعضاء.

وأكد على ضرورة متابعة هذا العمل وإزالة كل العقبات التنظيمية التي تعرقل أنظمة الدفع من أجل تحقيق تكامل إقليمي.

وفي مارس 2020، اتفقت منظمة شنغهاي للتعاون على إعطاء الأولوية لتطوير المدفوعات بالعملات المحلية، في محاولة للابتعاد عن الدولار الأميركي.

انضمام إيران

ورحب الرئيس الروسي بانضمام إيران إلى المنظمة ومشاركتها للمرة الأولى كعضو كامل، فيما دعا الدول الأعضاء إلى تسريع ملف انضمام بيلاروس.

وقال إن "تأثير منظمتنا يزداد ولذلك تسعى مزيد من الدول إلى الانضمام إلينا"، مضيفاً أن روسيا ترحب "بمشاركة  إيران كدولة كاملة العضوية، وعلينا أن نساعد العضو الجديد في الانضمام وإكمال اندماجها في عمل المنظمة.

وأضاف أن بلاده تأمل كذلك "في تسريع إجراءات انضمام بيلاروس التي تعتبر شريكاً استراتيجياً بالنسبة لروسيا". 

حرب باردة جديدة

وفي وقت سابق، حذر الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمة عبر الفيديو أمام القمة، من محاولات إثارة حرب باردة جديدة والتحريض على "الثورات الملونة.

وقال شي جين بينج "إنه يجب علينا الحذر من محاولات خارجية لإثارة حرب باردة جديدة وخلق مواجهات تكتلية في المنطقة".

وأكد على ضرورة معارضة "كل تدخل خارجي وكل تحريض على الثورات الملونة تحت أي ذريعة".

ومصطلح الثورات الملونة يطلق على حركات العصيان المدني وأعمال الشغب في بعض الدول، وبخاصة المناوئة للغرب.

وحض شي جين بينج دول المنظمة على "تطوير سياسة خارجية بشكل مستقل على أساس المصالح المشتركة وطويلة الأجل للمنطقة.

وأكد على ضرورة تكاتف الجهود بين الدول الأعضاء في المنظمة من أجل حماية الاستقرار الإقليمي وضمان الأمن المشترك.

وفي السياق، قال إن "الصين مستعدة لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي مع جميع الدول، وتعزيز تسوية الخلافات والتناقضات من خلال الحوار، والمساهمة في التسوية السياسية للقضايا الملحة على الأجندة الدولية من أجل تعزيز الأمن في المنطقة".

كما دعا أعضاء المنظمة إلى المضي قدماً في السياسيات الرامية إلى تعزيز التضامن والثقة المتبادلة فيما بينها، مع التركيز على التعاون البرجماتي بهدف تسريع التعافي الاقتصادي.

التصدي للإرهاب

من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الثلاثاء إن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تتكاتف لمحاربة الإرهاب وألا تتردد في إدانة الدول التي تدعم الإرهاب.

كما حث مودي قادة التجمع السياسي والأمني الأورو-آسيوي على العمل من أجل النهوض بأفغانستان وتقديم مساعدات إنسانية لكابول.

وقال إنه يجب ألا يُسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في زعزعة استقرار جوارها.

كما رحب رئيس الوزراء الهندي  بانضمام إيران إلى المنظمة وتوقيع بيلاروس على مذكرة للانضمام، قائلاً: "يسعدني أن أقول إن إيران تنضم إلى أسرة منظمة شنغهاي للتعاون كعضو كامل العضوية".

ويشار إلى أنه تمت دعوة بيلاروس ومنغوليا لحضور القمة الافتراضية بصفة مراقبين.

"إعلان نيودلهي"

ووقعت دول شنغهاي، الثلاثاء، خلال القمة على بيان ختامي يحمل اسم "إعلان نيودلهي المشترك"، يدعو إلى زيادة العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين الدول.

كما جاء في الإعلان أن  الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون تؤكد أن المنظمة ليست موجهة ضد دول أخرى وأنها منفتحة على تعاون واسع.

وأكد الإعلان كذلك أن منظمة شنغهاي للتعاون تؤيد احترام حق الشعوب في اختيار مستقل وديمقراطي لتنميتهم.

وأعلن البيان الختامي انتقال رئاسة المنظمة لعام 2023-2024 إلى كازاخستان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات