اتساع دائرة انتقادات "حلفاء واشنطن" لقرار تزويد أوكرانيا بـ"ذخائر عنقودية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنديان من سلاح الجو الأميركي والحرس الوطني الجوي في كولورادو يجريان فحصاً نهائياً لقنبلة عنقودية في قاعدة هيل الجوية. 10 يناير 2023 - REUTERS
جنديان من سلاح الجو الأميركي والحرس الوطني الجوي في كولورادو يجريان فحصاً نهائياً لقنبلة عنقودية في قاعدة هيل الجوية. 10 يناير 2023 - REUTERS
أوتاوا/ دبي -رويترزالشرق

تتوالى الانتقادات الدولية لقرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "المثير للجدل"، بتزويد أوكرانيا بـ"ذخائر عنقودية" لمساعدتها في الهجوم المضاد على القوات الروسية، وهي الخطوة التي قوبلت باعتراض من الأمم المتحدة ودول عديدة من بينها حلفاء لواشنطن، إلى جانب مشرعين ديمقراطيين في الولايات المتحدة.

واتسعت دائرة الانتقادات والاعتراضات الغربية لتشمل بريطانيا وألمانيا وكندا وإسبانيا وهي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" الداعم لكييف، والحليفة لواشنطن، فضلاً عن موقف روسي اعتبر القرار الأخير، يعبر عن "نهج عدواني". 

كانت الولايات المتحدة أعلنت، الجمعة، عزمها تزويد كييف بالقنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع، في إطار حزمة أمنية جديدة بقيمة 800 مليون دولار، ما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية إلى أكثر من 40 مليار دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

ورحّبت أوكرانيا بالقرار الأميركي، وقالت إنه يُساعد في تحرير الأراضي الأوكرانية، لكنها تعهدت بعدم استخدام القنابل في روسيا، فيما استنكرت رموسكو الخطوة معتبرة أنها تُمثل "تعبيراً سافراً عن نهج عدواني".

وعادة ما تُطلق الذخائر العنقودية عدداً كبيراً من القنابل الأصغر حجماً التي يُمكن أن تقتل أشخاصاً على مساحة كبيرة بشكل عشوائي. وتُشكل القنابل التي لا تنفجر خطراً يدوم لسنوات بعد انتهاء الصراع.

وعلى الرغم من توقيع أكثر من 100 دولة على الاتفاقية التي تحظر إنتاج الذخائر العنقودية وتخزينها واستخدامها ونقلها، إلا أن روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ليست من الدول الموقعة عليها.

"خطأ رهيب"

في الولايات المتحدة عارض مشرعون ديمقراطيون بارزون، القرار معتبرين أن إمداد كييف بأسلحة تحظرها نحو 120 دولة، بمثابة "تنازل عن العتبة الأخلاقية"، وأن من شأن الخطوة أن تؤدي إلى "قتل المدنيين دون تمييز".

وانتقد الديمقراطيون في لجنة القواعد بمجلس النواب، ولجنة تمويل وزارتي الدفاع "البنتاجون" والخارجية، الرئيس بايدن، علناً في حادثة نادرة، معلنين مخالفتهم للرئيس الديمقراطي، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وقالت النائبة الديمقراطية باللجنة الفرعية لمخصصات القوات المسلحة بيتي ماكولم، إن قرار إدارة بنقل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا "غير ضروري وخطأ رهيب".

وأشارت إلى أن تاريخ القنابل العنقودية حافل بـ"البؤس، والموت، وعمليات تنظيف باهظة تستمر لأجيال بعد استخدامها"، مشددة على أنه يجب "التخلص من مخزونات تلك القنابل، وليس إلقائها في أوكرانيا".

التزام كندي بـ"اتفاقية أوسلو"

القرار الأميركي قوبل بانتقاد عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، وجاء أحدث انتقاد من كندا التي اعترضت حكومتها على استخدام الذخائر العنقودية التي تعهدت واشنطن بمنحها لأوكرانيا، مؤكدة التزامها باتفاقية أوسلو التي تحظر هذه القنابل.

وقالت الحكومة الكندية، في بيان: "لا نُؤيد استخدام القنابل العنقودية ونلتزم بوضع حد لآثار القنابل العنقودية على المدنيين، خاصة الأطفال".

وأضافت: "كندا ملتزمة تماماً بالاتفاقية ونتعامل بجدية مع التزاماتنا الناشئة عنها لتشجيع تبنيها على الساحة العالمية".

وتُعد حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو الليبرالية، واحدة من أكثر الحكومات المؤيدة لأوكرانيا، وخصصت مساعدات مالية وعسكرية وإنسانية ومساعدات أخرى لها بمليارات الدولارات على مدار العام الماضي.

انتقاد بريطاني

وفي بريطانيا قال رئيس الوزراء ريشي سوناك، إن بلاده من بين الدول الموقعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها وتحث على عدم استخدامها.

وأضاف سوناك في تصريحات للصحافيين، السبت: "سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر".

رفض إسباني

وفي إسبانيا شددت وزيرة الدفاع، مارجاريتا روبليس، على ضرورة عدم إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.

وأشارت الوزيرة  للصحافيين خلال تجمع في مدريد، السبت، إلى أن "مدريد بناء على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، لديها أيضاً التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف".

وأضافت: "لا للذخائر العنقودية ونعم للدفاع الأوكراني المشروع الذي نفهم أنه ينبغي ألا ينفذ بالذخائر العنقودية".

واعتبرت روبليس، أن قرار إرسال الذخائر العنقودية اتخذته حكومة الولايات المتحدة، وليس حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه إسبانيا، مشيرة إلى وجود تأييد واسع النطاق بين الأحزاب الإسبانية لدعم أوكرانيا وتقديم المساعدة العسكرية لها.

معارضة ألمانية

وأعلنت برلين، معارضتهما لإرسال الولايات المتحدة قنابل عنقودية إلى أوكرانيا.

وفي تصريحات خلال مؤتمر للمناخ في العاصمة النمساوية فيينا، السبت، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى سؤالها عن الخطوة الأميركية المرتقبة: "تابعت التقارير الإعلامية. بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو، فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة".

انتقاد أممي وحقوقي

القرار قوبل أيضاً بانتقادات دولية، إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن رغبته في عدم رؤية هذه الأسلحة تستخدم ميدانياً.

وقال متحدث باسمه إنه "لا يرغب في استخدام الذخائر العنقودية بشكل متواصل في ميدان المعركة".

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إن "نقل هذه الأسلحة سيتسبب بشكل لا مفرّ منه في معاناة للمدنيين على المدى الطويل".

واعتبرت منظمة العفو الدولية، أنه على إدارة بايدن "أن تُدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للذخائر العنقودية في هذه الحرب سيؤدي إلى نتيجة واحدة متوقعة: القتل الإضافي للمدنيين".

وأضافت: "الذخائر العنقودية سلاح عشوائي يُمثل خطراً كبيراً على حياة المدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع"، مؤكدة أن استخدامها "لا يتوافق مع القانون الدولي".

في المقابل اعتبرت روسيا أن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية يهدف إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا، مؤكدة أن ذلك لن يؤثر على مسار العملية العسكرية الروسية، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.

وفي بيان، السبت، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن الولايات المتحدة "ستكون شريكة في تلغيم مناطق ومسؤولة عن قتل ضحايا من خلال تزويد أوكرانيا بهذه الذخائر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات