قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي، الجمعة، إن من الضروري أن تسرّع الولايات المتحدة وحلفاؤها تسليم الأسلحة إلى تايوان في السنوات المقبلة، لمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها، مشيراً إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين "متراجعة بشدة".
وقال ميلي للصحافيين خلال زيارة لطوكيو إن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى تغيير مكان وجود بعض القوات الأميركية داخل منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
والولايات المتحدة هي أهم مورد أسلحة لتايوان. وطالبت الصين مراراً بوقف بيع الأسلحة الأميركية إلى تايوان، واعتبرتها دعماً غير مبرر للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تطالب بكين بالسيادة عليها.
وتابع الجنرال ميلي: "السرعة التي نساعد بها نحن، الولايات المتحدة، أو دول أخرى تايوان في تحسين (قدراتها) الدفاعية، أعتقد أنها ربما بحاجة إلى التعجيل في السنوات القادمة".
وأشار إلى أن تايوان بحاجة إلى أسلحة مثل أنظمة الدفاع الجوي، وأسلحة يمكنها استهداف السفن من البر، مضيفاً: "أعتقد أنه من المهم تحسين جيش تايوان وقدراته الدفاعية".
علاقات "متراجعة"
وقال ميلي إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين "متراجعة بشدة"، وإن الاجتماعات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وكبير الدبلوماسيين الصينين وانج يي، كانت مهمة لتقليل احتمالات التصعيد.
وتحاول واشنطن استعادة خطوط الاتصال بين جيشي البلدين، والتي قطعتها بكين في أغسطس العام الماضي، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي حينها إلى تايوان، رغم معارضة الصين. لكن زيارة بلينكن إلى الصين منتصف يونيو الماضي، فشلت في تحقيق هذا الهدف.
وأضاف ميلي أن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى تغيير مكان وجود بعض القوات الأميركية داخل منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتوجد غالبية القوات الأميركية في المنطقة في شمال شرق آسيا، بما في ذلك 28500 جندي في كوريا الجنوبية، و56 ألف جندي في اليابان.
وتشكو تايوان منذ العام الماضي من تأخير في تسليم الأسلحة الأميركية، مثل صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات، إذ حوّلت شركات إنتاج الأسلحة الإمدادات إلى أوكرانيا في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الروسية. وقد أثارت هذه القضية قلق بعض المشرعين الأميركيين.
وقالت تايوان إن إنفاقها الدفاعي هذا العام سيركز على تجهيز الأسلحة، والمعدات "لحصار شامل" من قبل الصين، بما في ذلك قطع غيار لمقاتلات "F-16"، وتجديد مخزون الأسلحة.
وأجرت الصين مناورات حربية حول الجزيرة في أغسطس 2022، وأطلقت صواريخ فوق تايبيه، وأعلنت مناطق حظر طيران وإبحار، في محاكاة لما يمكن أن تفعله إذا حاولت حصار تايوان خلال حرب.
"إنهاك الجيش التايواني"
وصعد الجيش الصيني من طلعاته الجوية التي تجتاز الخط الأوسط الذي رسمته الولايات المتحدة في 1954 في مضيق تايوان، وتهدف من تلك الطلعات إلى تقليص المنطقة العازلة بين الجانبين، وإنهاك القوات التايوانية، وفق "بلومبرغ".
ونفذت مقاتلات صينية تدريبات مشتركة مع السفن الحربية في مناورات جوية وبحرية مشتركة، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع التايوانية، الثلاثاء.
وقال الجيش التايواني إنه راقب تحركات السفن والمقاتلات الصينية عن كثب، بما في ذلك استخدام نظام صاروخي على الساحل التايواني لـ"مراقبة الوضع والتعامل معه".
اقرأ أيضاً: