مستوى قياسي للمناورات العسكرية بين الصين وروسيا في 2022

time reading iconدقائق القراءة - 7
سفينة حربية صينية تشارك في مناورات بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين في خليج عمان. 17 مارس 2023 - REUTERS
سفينة حربية صينية تشارك في مناورات بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين في خليج عمان. 17 مارس 2023 - REUTERS
دبي/ بكين -الشرقرويترز

أعلنت وزارة الدفاع الصينية، أن أسطولاً تابعاً للبحرية انطلق، الأحد، لينضم لقوات بحرية وجوية روسية في بحر اليابان في تدريب مشترك، يهدف إلى "حماية الأمن في الممرات المائية الاستراتيجية".

والتدريبات المشتركة تشير إلى تعزيز التعاون العسكري بين الصين وروسيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وتأتي في وقت تواصل فيه الصين رفض دعوات من الولايات المتحدة لاستئناف التواصل العسكري.

وقالت وزارة الدفاع على حسابها الرسمي على تطبيق "وي تشات"، الأحد، إن أسطولاً صينياً صغيراً مؤلفاً من خمس سفن حربية، وأربع مروحيات محمولة على سفن غادر ميناء تشينجداو، وسيلتقي مع القوات الروسية في "منطقة محددة سلفاً".

أول مشاركة بحرية وجوية

وذكرت الوزارة، السبت، أن قوات بحرية وجوية روسية ستشارك في التدريبات التي ستجرى في بحر اليابان.

ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الحكومية عن مراقبين عسكريين قولهم، إن تلك ستكون المرة الأولى التي تشارك فيها قوات بحرية وجوية روسية معاً في التدريبات.

ونفذت السفينتان الحربيتان الروسيتان "جرومكي" و"سوفيرشيني"، المشاركتان في التدريبات الجديدة تدريباً منفصلاً هذا الشهر مع البحرية الصينية في شنغهاي على تحركات التشكيلات، والتواصل والإنقاذ البحري.

وقبل الرسو في شنغهاي مرت السفينتان على تايوان واليابان، ما دفع تايبيه وطوكيو لمراقبة وتتبع حركتهما.

وقبل أيام من بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج شراكة "بلا حدود" قالا إنها تهدف للتصدي لنفوذ الولايات المتحدة.

"عدد قياسي" للتدريبات

في هذا السياق، اعتبرت "بلومبرغ"، أن الرئيس الصيني رفض تجاوز "الخطوط الحمراء" التي حددتها واشنطن، بشأن تقديم مساعدات عسكرية إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، ولكن ذلك لم يمنع الصين من التقرّب من الجيش الروسي بطريقة أخرى، وهي المشاركة المباشرة.

وأشارت في تقرير، الأحد، إلى أن الجيشين الصيني والروسي أجريا 6 تدريبات عسكرية مشتركة العام الماضي، وهو أكبر عدد من التدريبات منذ عقدين، ويمثل ذلك ثلثي جميع التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين مع جيوش أجنبية في 2022، وفق بيانات جمعها مركز دراسة الشؤون العسكرية الصينية بجامعة الدفاع الوطني الأميركية.

وأظهرت البيانات أن 5 من التدريبات الستة التي أقامتها الصين مع روسيا أُجريت بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء غزو أوكرانيا. كما عقدت 4 تدريبات بشكل ثنائي بين بكين وموسكو، بينما أُجري تدريبان بمشاركة إيران وسوريا.

ونقلت "بلومبرغ" عن ألكسندر كوروليف، وهو محاضر كبير في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، قوله: "شي لديه ما يكفي من الأسباب للحفاظ على توافق الصين الاستراتيجي مع روسيا وتعزيزه. إنها الطريقة الأكثر فعالية لإحداث التوازن أمام القوة الأميركية".

وفي الوقت الذي تكثف فيه الصين الضغوط على تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعهد شي بإعادتها إلى سيادة الصين يوماً ما، وسّعت الولايات المتحدة نطاق تواجدها العسكري في آسيا، حيث وقعت اتفاقاً عسكرياً مع الفلبين، وافتتحت قاعدة جديدة في جزيرة جوام.

وتأتي مخاوف بكين من "الحصار العسكري" الأميركي، بحسب "بلومبرغ" في الوقت الذي ترفض فيه روسيا اقتراب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من حدودها.

وفي ضوء ذلك، رفض الرئيس الصيني شي جين بينج إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل صريح، ووفرت بكين ملاذاً اقتصادياً ودبلوماسياً لموسكو عن طريق شراء سلعها الرخيصة والالتزام السياسي.

وكانت زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا في مارس الماضي، الزيارة الخارجية الوحيدة له حتى الآن في هذا العام.

وفي الوقت ذاته، جمدت الصين الحوار العسكري رفيع المستوى مع الولايات المتحدة، بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن على وزير الدفاع لي شانجفو، لشرائه أسلحة روسية في عام 2018.

تزايد مخاطر المواجهة

ولم تجرِ الولايات المتحدة والصين تدريبات عسكرية مشتركة منذ عام 2020، باستثناء تدريبات "كومودو" التي استضافتها إندونيسيا في يونيو الماضي.

وشملت عمليات إنقاذ بحري واستجابات لحالات الطوارئ الإنسانية، وأثارت الاحتكاكات الخطيرة بين الجيشين الأميركي والصيني مخاوف من وقوع حادث قد يتحول إلى مواجهة.

وذكرت "بلومبرغ"، أن الصين وروسيا لديهما تاريخ مضطرب دفاعياً، مُشيرة إلى الصراع الحدودي الذي دام شهوراً في ستينيات القرن الماضي.

في حين تحسنت الثقة بين البلدين في 2015، عندما فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا، لاستيلائها على شبه جزيرة القرم في العام السابق.

ودفعت هذه الإجراءات، بالإضافة إلى انتقادات أميركية للتوسع العسكري لبكين في بحر الصين الجنوبي، كلا الجانبين إلى البحث عن شركاء دفاعيين بديلين.

وأعرب بعض صانعي السياسة في الولايات المتحدة عن قلقهم من وجود تحالف فعلي بين الصين وروسيا، وفقاً لتقرير قُدم للكونجرس في فبراير الماضي.

وأجرت روسيا والصين ما لا يقل عن 36 تدريباً عسكرياً، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم، مقارنة بـ10 تدريبات فقط أُجريت خلال العقد السابق لعام 2014، وفقاً لبيانات جامعة الدفاع الوطني و"بلومبرغ نيوز".

ووصف كوروليف تصريح بوتين في عام 2019، بأن روسيا ستساعد الصين في بناء نظام إنذار من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية، بأنه "غير مسبوق"، ويمثل درجة جديدة من التعاون الدفاعي.

وقال إن بوتين وشي نجحا في تخفيف بل والقضاء على الحواجز النفسية والسياسية القائمة التي تحول دون التعاون.

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن التدريبات بين روسيا والصين عادة ما تكون أصغر من نظيراتها بين الولايات المتحدة وحلفائها.

وأشارت إلى المناورات العسكرية التي أُجريت بين الولايات المتحدة والفلبين بمشاركة 17 ألف جندي، ما يجعلها الأكبر على الإطلاق.

وأضافت أن التدريبات التي تجريها الصين مع روسيا غالباً ما تحمل أهمية سياسية، لأن التدريبات السنوية التي تجريها الدولتان حول اليابان تثير غضب طوكيو، التي لديها نزاع إقليمي مع كلا البلدين.

في هذا السياق، قال أندرو تافير، الباحث بمركز دراسة الشؤون العسكرية الصينية بجامعة الدفاع الوطني، إن هذه التدريبات ستصبح أكثر تكراراً وستحمل الكثير من الإشارات السياسية، وأنها تشير إلى إمكانية عمل الصين مع روسيا بطريقة غير مستحبة لواشنطن وحلفائها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات