أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، سماح واشنطن للدول الأوروبية بتدريب عسكريين أوكرانيين على طائرات مقاتلة من طراز F 16، وهي إحدى وسائل الدعم المحتملة لجهود أوكرانيا في مواجهة التفوق الجوي الروسي.
وقال سوليفان لبرنامج State of the Union على CNN، الأحد، "لقد أعطى الرئيس (جو بايدن) الضوء الأخضر وسنسمح، وندعم، ونسهل، وفي الواقع، نوفر الأدوات اللازمة للأوكرانيين لبدء تدريبهم على طائرات F 16، بمجرد أن يصبح الأوروبيون مستعدين".
ويعزز القرار تحولاً صارخاً لإدارة بايدن، الذي قال في وقت سابق من العام الجاري، إنه لا يعتقد أن أوكرانيا بحاجة إلى طائرات F 16.
وكان التفوق الجوي الروسي، إحدى العقبات الرئيسية، أمام تقدم القوات البرية الأوكرانية، مع بدء هجومها المضاد على الجيش الروسي في مناطق شرق أوكرانيا التي تحتلها روسيا.
وفي مايو، أبلغ بايدن قادة مجموعة السبع بأن الولايات المتحدة ستدعم جهداً مشتركاً مع الحلفاء والشركاء لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات الجيل الرابع، بما في ذلك طائرات F 16، ولم يكن واضحاً الوقت الذي سيبدأ فيه هذا التدريب.
وتتميز الطائرة الأميركية الصنع، بقدرات إعادة التزود بالوقود جواً، وهي متوافقة مع معظم أسلحة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي يتم تزويد أوكرانيا بها بالفعل.
وبدأ إنتاج المقاتلة الشهيرة لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها مرت بعدة مراحل تطور، مما يجعلها أكثر تقدماً وتنوعاً من أي طائرة تمتلكها أوكرانيا حالياً في أسطولها، ومنافسة شرسة لمعظم الطائرات الروسية، باستثناء الطرازات الأحدث التي ترددت موسكو في استخدامها في أوكرانيا.
جداول زمنية
وأشار سوليفان إلى أن الحلفاء الأوروبيين، "قالوا إنهم بحاجة إلى عدة أسابيع لإعداد قدرات التدريب"، مشدداً على أن الولايات المتحدة، ستفي بأي جدول زمني يحددونه. وقال: "لن تكون الولايات المتحدة عائقاً في ضمان بدء تدريب F 16".
ونقلت وكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، عن مسؤولين يشاركون في قمة الناتو التي عقدت في ليتوانيا أن تحالفاً يضم 11 دولة سيبدأ تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة مقاتلات F 16 في أغسطس المقبل في الدنمارك.
وتقود الدنمارك وهولندا، وهما من أعضاء الناتو، جهوداً دولية لتدريب طيارين وفريق دعم وصيانة للطائرات والتمكن في نهاية المطاف من توريد طائرات F 16 إلى أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت رومانيا، إنشاء مركز لتدريب الطيارين، من بينهم طيارون أوكرانيون، على قيادة مقاتلات أميركية من طراز F16، التي تطالب بها أوكرانيا من الغرب، في محاولة لصد الغزو الروسي على أراضيها.
وتسعى دول عدة لمساعدة أوكرانيا في تدريب طيارين على قيادة مقاتلات F 16، بعد الضوء الأخضر الذي أعطته الولايات المتحدة لتزويد كييف بهذه الطائرات.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أشار في نهاية مايو الماضي، إلى أن بولندا بدأت تدريب طيارين أوكرانيين، والعديد من الدول مستعدة لتزويد أوكرانيا بهذه الطائرات المقاتلة.
وحتى الآن، لم تلتزم أي دولة بإرسال تلك المقاتلات إلى أوكرانيا، على الرغم من أن بولندا وسلوفاكيا قدمتا 27 طائرة من طراز "ميج 29" لتكملة أسطول الطائرات المقاتلة الأوكرانية.
ودأبت كييف على مطالبة الدول الغربية بتزويدها بالطائرات وتدريب طياريها على استخدامها لمواجهة التفوق الجوي لموسكو.
في المقابل، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، من أن مقاتلات F 16 التي ستسلّم لأوكرانيا ستعتبرها موسكو "تهديداً نووياً".
وأكد لافروف في تصريحات صحافية "سنعتبر مجرد امتلاك القوات الأوكرانية أنظمة مماثلة تهديداً من الغرب في المجال النووي". موضحاً أنه "لا يمكن لروسيا أن تتجاهل قدرة هذه الأجهزة على حمل شحنات نووية"، وأشار إلى أن موسكو حذّرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
اقرأ أيضاً: