قال مسؤولون أوكرانيون لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الخميس، إن أوكرانيا بدأت استخدام الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة ضد مواقع روسية "شديدة التحصين" في جنوب شرق البلاد، وسط تباطؤ الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ الشهر الماضي.
وذكر مسؤول أوكراني للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته أن "الذخائر أطلقت على مواقع روسية بهدف تفكيك الخنادق"، والتي أدت إلى "إبطاء القوات الأوكرانية الساعية لاستعادة السيطرة على الأراضي".
وتلقت أوكرانيا قنابل عنقودية من الولايات المتحدة، وهي ذخائر محظورة في أكثر من 100 دولة، وعارضت ألمانيا تلك الخطوة، كما أثارت انتقادات للرئيس الأميركي جو بايدن داخل الحزب الديمقراطي نفسه، في حين تعهدت كييف باستخدامها فقط لطرد تجمعات الجنود الروس.
وتتضارب الروايات الروسية والأوكرانية بخصوص أحدث المعارك منذ شرعت كييف في هجومها المضاد في بدايات الشهر الماضي، لكن كلا الجانبين أشار إلى ضراوة القتال.
وسعى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأسبوع الماضي، لتبرير قرار بلاده بتزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية لاستعادة أراضيها، وقال للصحافيين: "ندرك أن الذخائر العنقودية تشكل خطراً على المدنيين جراء الذخيرة التي لم تنفجر. هذا هو سبب تأجيلنا للقرار لأطول فترة ممكنة".
وأضاف: "لكن يوجد أيضاً خطر كبير يتمثل في إلحاق الأذى بالمدنيين، إن اجتاحت القوات والدبابات الروسية مواقع أوكرانية، واستولت على مزيد من الأراضي الأوكرانية وأخضعت المزيد من المدنيين الأوكرانيين، لأن أوكرانيا لا تملك ما يكفي من المدفعية".
تحذير روسي
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، الأحد الماضي، من أن بلاده تمتلك مخزوناً كافياً من الذخائر العنقودية، مشيراً إلى أنها تحتفظ بالحق في استخدامها حال تم مهاجمة قواتها في أوكرانيا بمثل هذه الذخائر.
وذكر بوتين في مقابلة تلفزيونية أن الولايات المتحدة أرسلت الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، "لأنهم يعانون من النقص في الذخائر بشكل عام".
والذخائر العنقودية هي أسلحة تنفتح في الهواء وينطلق منها عدد كبير من الذخائر أو القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة بهدف تدمير أهداف متعددة في وقت واحد.
ويُمكن إطلاق الذخائر العنقودية من الطائرات، أو المدفعية، أو الصواريخ، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويقول مؤيدو حظر الذخائر العنقودية، إنها تقتل بصورة عشوائية، وتُعرض المدنيين للخطر لفترة طويلة بعد استخدامها، وإن الذخائر غير المنفجرة منها تستمر في قتل وتشويه الناس في لبنان وسوريا، ودول البلقان، وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا بعد سنوات - أو حتى عقود - من إطلاق الذخائر.
كما تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن نسبة كبيرة من القنابل الصغيرة التي تطلقها القنابل العنقودية -تصل إلى 40%- لم تنفجر في بعض الصراعات الأخيرة، ما يترك مساحات شاسعة من الأراضي مليئة بالقنابل الصغيرة غير المنفجرة.
وتُصبح العودة إلى الحياة الطبيعية في هذه المناطق محفوفة بالمخاطر، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان.
وتقول "هيومن رايتس ووتش" إن كلا من موسكو وكييف تستخدمان الذخائر العنقودية، فيما لم توقع روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة على اتفاقية الذخائر العنقودية التي تحظر إنتاجها وتخزينها واستخدامها ونقلها.