واشنطن: هناك "فرصة ضئيلة" للتراجع عن الانقلاب في النيجر

time reading iconدقائق القراءة - 7
مؤيدو الانقلاب العسكري يتظاهرون أمام السفارة الفرنسية في عاصمة النيجر نيامي. 31 يوليو 2023 - REUTERS
مؤيدو الانقلاب العسكري يتظاهرون أمام السفارة الفرنسية في عاصمة النيجر نيامي. 31 يوليو 2023 - REUTERS
واشنطن/ نيامي/ باريس -رويترز

قال مسؤول أميركي كبير، الاثنين، إن هناك "فرصة ضئيلة" للتراجع عن الانقلاب في النيجر، في حين اعتقلت السلطات العسكرية في البلاد، 3 من كبار ساسة الحكومة المعزولة ينتمون للحزب الحاكم.

وأكد صندوق النقد الدولي، الاثنين، أنه يواصل مراقبة التطورات السياسية في النيجر عن كثب، بعد استيلاء المجلس العسكري على السلطة، وأنه لم يقدم بعد قرضاً تصل قيمته إلى 131.5 مليون دولار، كان قد وافق على تقديمه للدولة الواقعة في غرب إفريقيا في الخامس من يوليو.

وأدانت الولايات المتحدة إطاحة المجلس العسكري بالرئيس المنتخب محمد بازوم، في سابع انقلاب عسكري خلال أقل من 3 سنوات في غرب ووسط إفريقيا، مما أثار مخاوف على أمن منطقة الساحل المحيطة.

وقال المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية، الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، إن واشنطن تستهدف دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في جهودها الرامية للرجوع عن مسار الاستيلاء على السلطة.

وقال المسؤول للصحافيين "نعتقد أن هناك فرصة محدودة للرجوع عنه".

وأضاف "سيعتمد وضعنا على ما سيحدث خلال الأيام والأسبوع المقبلين فيما يتعلق بمدى قدرتنا على مساعدة المنطقة والنيجريين على الرجوع عن هذا المسار".

وللولايات المتحدة وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ودول غربية أخرى قوات في النيجر، كانت تعمل مع الحكومة التي تقاتل متشددين لهم صلة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة".

وهناك نحو 1100 جندي أميركي في النيجر، يعملون انطلاقاً من قاعدتين، ولم يتم حتى الآن الإعلان عن أي تغيير في الموقف.

ويحظر القانون الأميركي الخاص بالمساعدات الخارجية، معظم المساعدة، لأي دولة تتم فيها الإحاطة برئيس حكومة منتخب في انقلاب أو بمرسوم، ما لم يقرر وزير الخارجية أن تقديم المساعدة يخدم مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.

وذكر المسؤول أنه إذا خلصت واشنطن إلى حدوث انقلاب، فإنها ستلتزم بالقانون الأميركي، لكنه أضاف أن الوضع شديد الهشاشة والحركة.

وقال المسؤول، إن أي تغيير في الحكومة سيؤثر على قدرة واشنطن على الانخراط في النيجر، على الرغم من وجود بعض الاستثناءات من قانون مكافحة الإرهاب.

وأضاف "لكننا نفضل أن يكون لدينا شريك جيد وحكومة منتخبة. وهذه أفضل طريقة للتصدي للإرهاب".

وتعمل النيجر وجيرانها، مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا وتشاد، جاهدة للتصدي للمتمردين الإسلاميين. ويدرب عسكريون أميركيون القوات المحلية على محاربة الجماعات المسلحة.

قرض صندوق النقد

المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، قال إن المؤسسة المالية الدولية صرفت 26.5 مليون دولار في ما يتعلق بالموافقة في يوليو على مراجعة قرض التسهيل الائتماني الممدد للنيجر لثلاث سنوات، لكنه لم يصرف قرض "تسهيل الصمود والاستدامة" البالغ 131.5 مليون دولار، بموجب الإجراءات العادية التي يتبعها صندوق النقد الدولي بخصوص القرض.

وقالت مصادر لـ "رويترز" إن البنك المركزي الإقليمي، ألغى خططاً لإصدار النيجر سندات بقيمة 30 مليار فرنك إفريقي (51 مليون دولار) عقب توقيع عقوبات على النيجر، وكان من المقرر إصدار السندات، الاثنين، في سوق الدين الإقليمي بغرب إفريقيا.

وكان من المتوقع أن تصدر النيجر، وهي واحدة من أفقر دول العالم وتعتمد إلى حد بعيد على المساعدات والتمويل الخارجي، سندات في السوق الإقليمية مرتين يومي السابع و17 من أغسطس، بالإضافة إلى إصدار يوليو الذي أُلغي، بحسب جدول الإصدار التابع لهيئة إدارة الدين الإقليمية.

وفي وقت سابق، الاثنين، قال المجلس العسكري في النيجر، إن الحكومة التي تمت الإطاحة بها سمحت لفرنسا بتنفيذ ضربات لمحاولة تحرير الرئيس محمد بازوم.

وقال للمتحدث باسم المجلس العسكري الكولونيل أمادو عبد الرحمن، إن التفويض لفرنسا بالتدخل العسكري تم توقيعه من قبل وزير الخارجية في الحكومة، حسومي مسعودو، بصفته رئيساً للوزراء بالوكالة.

وحذرت قيادة المجلس العسكري في وقت سابق من أن أي محاولة غربية لتحرير الرئيس بازوم قد تؤدي إلى إراقة الدماء والفوضى.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت فرنسا قد حصلت على تفويض لشن ضربات لتحرير الرئيس المخلوع، قالت الخارجية الفرنسية، الاثنين، إن السلطة الوحيدة التي تعترف باريس بشرعيتها في النيجر هو الرئيس محمد بازوم. ولم تنف الوزارة أو تؤكد حصولها على تفويض بشن ضربات في النيجر.

وأحرق أنصار المجلس العسكري، الأحد، أعلاماً فرنسية وهاجموا السفارة الفرنسية في نيامي، مما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع.

وجاء الانقلاب العسكري في النيجر في أعقاب سيطرة الجيشين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين على السلطة في العامين الماضيين، ووقعت الانقلابات الثلاثة وسط موجة من المشاعر المعادية لفرنسا. ويتزايد ميل البلدين الإفريقيين نحو روسيا بوصفها حليفاً.

ورحب يفجيني بريجوجين رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية، الأسبوع الماضي، بالانقلاب في النيجر، وقال إن قواته متاحة لاستعادة النظام.

وقال الكرملين، الاثنين، إن الموقف في النيجر "يبعث على القلق الشديد"، ودعا إلى العودة السريعة إلى النظام الدستوري.

وساطة إفريقية

ووصل محمد إدريس ديبي رئيس تشاد، إلى النيجر، لمحاولة التوسط بين قادة الانقلاب والحكومة المعزولة، ونشر صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها مع بازوم، وبشكل منفصل مع زعيم الانقلاب عبد الرحمن تياني الذي أعلنه المجلس العسكري رئيساً للدولة.

ونشر ديبي، الأحد، ما يبدو أنها الصور الأولى لبازوم منذ حدوث الانقلاب، إذ ظهر وهو مبتسم ولم يمسسه سوء على ما يبدو. وقال ديبي إنه يحاول "إيجاد حل سلمي"، دون الخوض في تفاصيل.

واحتجز عسكريون، الرئيس بازوم، في قصر الرئاسة، الأربعاء، ثم أعلنوا عزله، مرجعين السبب إلى ما قالوا إنه "سوء الإدارة وتدهور الوضع الأمني".

وأعلن قادة الانقلاب اختيار الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيساً جديداً للمجلس الانتقالي الذي سيقود البلاد. وتياني هو قائد قوات الحرس الرئاسي التي احتجزت بازوم.

ولم يصدر أي تعليق من رئيس النيجر محمد بازوم بعد احتجازه داخل القصر الرئاسي، لكن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وآخرين يقولون إنهم ما زالوا يعترفون به رئيساً شرعياً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات