أنقرة: بيان مجلس الأمن بشأن حادثة قبرص التركية "مُضلل"

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات حفظ السلام الأممية تتدخل في منطقة بيلا الواقعة على الطرف الشرقي للمنطقة العازلة لمنع إنشاء مشروع جديد. 18 أغسطس 2023 - Anadolu Agency via AFP
قوات حفظ السلام الأممية تتدخل في منطقة بيلا الواقعة على الطرف الشرقي للمنطقة العازلة لمنع إنشاء مشروع جديد. 18 أغسطس 2023 - Anadolu Agency via AFP
دبي-الشرق

وصفت تركيا، الثلاثاء، بيان مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع إنشاء طريق جديد في قبرص تدخلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمنع تشييده، بأنه "يحرّف الحقائق ويعكس ما جرى بشكل مضلل"، فيما ندد وزير الخارجية هاكان فيدان بـ"فقدان الأمم المتحدة للحيادية" في الحادثة.

وقالت الخارجية التركية، إن بيان مجلس الأمن "منفصل تماماً عن الحقائق على الأرض، ولا يقدم أي مساهمة إيجابية بل على العكس يُعقد الموضوع".

واعتبرت الخارجية في بيان أن إنشاء طريق بيلا- يجيتلر "مشروع إنساني ويهدف لتسهيل وصول القبارصة الأتراك القاطنين في قرية بيلا (على الخط الأخضر الفاصل بين شطري الجزيرة) بشكل مباشر إلى أراضي وطنهم".

وأضافت: "رغم أن الإخطار بشأن أعمال الطريق قد تم قبل فترة طويلة، فإن تدخل جنود قوة حفظ السلام الأممية لعرقلة أعمال تشييد الطريق تسبب في التوتر".​​​​​

ودان مجلس الأمن الدولي، الاثنين، الهجمات على عناصر حفظ السلام "التي يمكن أن تشكّل جرائم بموجب القانون الدولي".

واعتبرت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن أن "هذا الإجراء يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، ويشكّل انتهاكاً للوضع القائم في المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة".

ونشبت مشاجرات، الجمعة الماضي، بين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأفراد الأمن القبارصة الأتراك حين حاولت قوات حفظ السلام، منع البدء في مد طريق في منطقة تقول الأمم المتحدة إنها جزء من منطقة عازلة تخضع لسلطانها القضائي.

وأعلنت الأمم المتحدة إصابة 4 عناصر من قوات حفظ السلام، كما تضررت آلياتهم أثناء محاولتهم منع "أعمال بناء غير مرخص لها" قرب بيلا.

ووقع الحادث في منطقة بيلا الواقعة على الطرف الشرقي للمنطقة العازلة، ويقسم الممر البري الذي يبلغ طوله 180 كيلومتراً وتحرسه الأمم المتحدة قبرص من الشرق إلى الغرب بين الجانبين التركي واليوناني.

وتريد السلطات القبرصية التركية تعبيد طريق يوفر لسكان قرية بيلا، وصولاً مباشراً إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة القبارصة الأتراك.

وتقول السلطات القبرصية التركية إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تجاوزت حدودها، فيما وصف زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار مشروع الطريق بـ"الضروري".

"فقدان الحياد"

من جهته، أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، عن قناعة بلاده بأن "الأمم المتحدة فقدت حيادها في هذه الحادثة"، مشدداً على أن تركيا "ستواصل دعمها الموقف العادل للقبارصة الأتراك حتى النهاية".

ولفت فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته البلغارية ماريا جابريل بالعاصمة أنقرة إلى أن الأمم المتحدة "لم تعرقل سابقاً أو تُدِن الطريق الواصل إلى القبارصة الروم في قرية بيلا".

واعتبر أنه " عندما تعلق الأمر بالجانب التركي تخلت الأمم المتحدة وقواتها في الجزيرة عن مهامها الرئيسية في حفظ السلام، وحاولت إعاقة إنشاء هذا الطريق الذي يتم بناؤه لأغراض إنسانية بحتة".

وأشار وزير الخارجية التركي إلى "وجود محادثات طويلة بين مسؤولي قبرص التركية والممثل المدني للأمم المتحدة، وإبلاغه موعد إنشاء الطريق".

وأضاف: "على غير العادة، داهمت مركبات الأمم المتحدة موقع المشروع في المنطقة المتنازع عليها فجأة بشكل سريع للغاية وغير لائق".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف تدخل قوات حفظ السلام لعرقلة بناء الطريق بـ"غير المقبول"، وقال: إن "محاولة منع القبارصة الأتراك الذين يعيشون في قرية بيلا من الوصول إلى وطنهم خطوة غير قانونية ولا إنسانية".

واعتبرت وزارة الخارجية القبرصية في بيان أن "الحادث الأخير يكشف مجدداً الموقف المتحيز لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص".

وانقسمت قبرص بعد غزو تركي عام 1974 إثر انقلاب قصير الأمد، ولم تفلح محاولات كثيرة في إعادة توحيدها، بحسب وكالة "رويترز".

وتعد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص واحدة من أقدم بعثات حفظ السلام النشطة في العالم وذهبت إلى الجزيرة لأول مرة لقمع العنف بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في ستينيات القرن الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات