مقترحات أممية "متماسكة" لإحياء اتفاق الحبوب.. وروسيا تتمسك بشروطها

time reading iconدقائق القراءة - 5
ناقلة حبوب تحمل علم تركيا قرب مضيق البسفور بإسطنبول. 17 يوليو 2023 - REUTERS
ناقلة حبوب تحمل علم تركيا قرب مضيق البسفور بإسطنبول. 17 يوليو 2023 - REUTERS
دبي/ نيويورك- الشرقرويترز

قالت الأمم المتحدة، الخميس، إنها أرسلت إلى روسيا مجموعة من المقترحات "المتماسكة"، لإحياء اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود، فيما تمسكت موسكو بشروطها لاستئناف العمل بالاتفاق الذي يسمح إلى أوكرانيا بتصدير حبوبها.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للصحافيين: "أعتقد أننا قدمنا ​​اقتراحاً يمكن أن يكون أساساً لإحياء الاتفاق، لكن هذا الإحياء يجب أن يكون مستقراً"، دون الخوض في تفاصيل الاقتراح.

وأضاف: "لا يمكن أن تنتقل مبادرة البحر الأسود من أزمة إلى أخرى، ومن تعليق إلى تعليق.. نحن بحاجة إلى أمر ناجح ويخدم مصلحة الجميع".

وتابع جوتيريش: "لدينا بعض الحلول الملموسة.. تسمح بوصول أكثر فعالية للأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية بأسعار مناسبة.. أعتقد أنه من خلال العمل بجدية، يمكننا التوصل إلى حل إيجابي للجميع".

وبرزت خلال الأيام الماضية، محاولات من جانب تركيا والأمم المتحدة في محاولة لإحياء اتفاق الحبوب مع روسيا، عبر مقترحات محددة لاستئناف المفاوضات، وفقاً لمصدر مشارك في عملية التفاوض تحدّث لوكالة "سبوتنيك" الروسية.

وساطة تركية

وكان أنقرة أعلنت، في وقت سابق الخميس، أنها أسهمت مع الأمم المتحدة في إعداد حزمة جديدة من المقترحات لإحياء اتفاق الحبوب.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، إن مبادرات بلاده ستتواصل بشأن الاتفاق الذي "يشكل أهمية كبيرة جداً بالنسبة لأمن الغذاء العالمي والاستقرار والسلام في البحر الأسود".

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن فيدان تأكيده أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيلتقيان في القريب العاجل.

وأوضح لافروف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره التركي، أن موسكو لا ترى أي علامة على أنها ستحصل على الضمانات التي اشترطتها لاستئناف اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكن بلاده قد تعود إلى الاتفاق "غداً" إذا أوفى الغرب بوعوده.

وأبلغ دبلوماسي روسي وكالة "رويترز"، الخميس، أن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أرسل مقترحاً إلى لافروف هذا الأسبوع بشأن إحياء اتفاق توريد الحبوب عبر البحر الأسود.

وأضاف الدبلوماسي، الذي اطلع على الرسالة، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "لا يوجد أي جديد نكشفه.. (إنها فقط) تلخص أفكاراً سابقة غير مجدية للأمم المتحدة".

مقترح بديل

وأضاف لافروف أنه بحث مع نظيره التركي هاكان فيدان، مقترح موسكو الذي ينص على تصدير مليون طن من الحبوب إلى أنقرة بسعر مخفض، وإرسالها إلى الدول الأكثر احتياجاً.

وكشف أن الخطة الروسية البديلة التي تُناقش حالياً تقضي بتوريد مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بسعر مخفض بدعم مالي من قطر، وستكون إضافة إلى إمدادات الحبوب التي وعدت موسكو بمنحها لدول إفريقية مجاناً.

وذكر الوزير الروسي أنه أبلغ الجانب التركي بما يجب أن يقوم به الغرب لاستئناف اتفاق تصدير الحبوب، مشيراً إلى أن العقوبات الاقتصادية الغربية تعرقل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وكان اتفاق الحبوب أُبرم بمبادرة من أنقرة بين روسيا وأوكرانيا ورعاية أممية، وينص على سماح موسكو بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.

ومُدد الاتفاق 3 مرات، وسهَّل نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

وأخطرت موسكو كلاً من تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بانتهاء "اتفاق الحبوب"، بدءاً من 18 يوليو الماضي، لعدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلقة بالجانب الروسي.

وتشكو روسيا من "تقاعس" المجتمع الدولي في أن يكفل لها حرية تصدير حبوبها، وأسمدتها أيضاً في إطار هذا الاتفاق.

وأدّى الانسحاب الروسي من الاتفاق إلى اضطراب أسعار القمح العالمية وتقلبها، خاصة بعد أن استهدفت موسكو أجزاء من البنية التحتية لتصدير المحاصيل الأوكرانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات