السودان يفتح حدوده مع إريتريا.. والبرهان يرحب بالدعم الخارجي لإعادة الإعمار

time reading iconدقائق القراءة - 5
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يتفقد فرقة مشاة في منطقة سنكات بولاية البحر الأحمر شرق البلاد. 2 سبتمبر 2023 - twitter/SUNA_AGENCY
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يتفقد فرقة مشاة في منطقة سنكات بولاية البحر الأحمر شرق البلاد. 2 سبتمبر 2023 - twitter/SUNA_AGENCY
دبي-الشرق

رحب قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، بأي دعم خارجي يصب في صالح إعادة إعمار السودان، لكنه شدد على عدم القبول بأي "إملاءات"، فيما أمر بفتح المعابر الحدودية مع إريتريا.

وتفقد البرهان فرقة مشاة في منطقة سنكات بولاية البحر الأحمر شرق البلاد، السبت، برفقة قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، بحسب بيان لمجلس السيادة.

وقال البرهان إنه يرحب بـ"أي دعم من الدول الشقيقة والصديقة يصب في تطوير الوطن وإعادة الإعمار"، مشدداً على "عدم قبول أي إملاءات".

وشدد البرهان في كلمة أمام الضباط والجنود على أن "القوات المسلحة والشعب متفقون على دحر التمرد"، مشدداً على "ضرورة مضاعفة الجهد من قبل المعاهد العسكرية لضمان زيادتها".

فتح الحدود مع إريتريا

من جهة أخرى، أمر البرهان، السبت، بفتح المعابر الحدودية مع إريتريا، بحسب التلفزيون السوداني.

وقال البرهان خلال زيارته لولاية كسلا في شرق البلاد: "نشيد بالعلاقات مع دول الجوار لا سيما إريتريا وإثيوبيا، ولذلك أمرنا بفتح الحدود".  

وشهدت العلاقات بين البلدين توتراً شديداً في 2018، إذ أغلقت حكومة الرئيس السوداني السابق عمر البشير حينها الحدود المشتركة بين البلدين، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق الحدودية.

واتهمت الخرطوم حينها أسمرة بحشد قوات كبيرة قرب الحدود، وإيواء المعارضة، وتشجيع تهريب السلع من السودان.

اشتباكات مستمرة

ميدانياً، شن الجيش السوداني، السبت، ضربات جوية ومدفعية استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في عدد من الأحياء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها بالعاصمة الخرطوم، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في أحياء أم درمان القديمة، ومحيط سلاح المهندسين جنوب المدينة.

وأبلغ سكان وكالة "أنباء العالم العربي" (AWP) بأن قصفاً مدفعياً مكثفاً للجيش استهدف أحياء المنشية والرياض وبُري شرقي الخرطوم، والتي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بشكل كبير.

وذكر السكان أن القصف المدفعي طال أيضاً أحياء النهضة والإنقاذ والأزهري، جنوب العاصمة، والمجاورة للمدينة الرياضية من الجهة الجنوبية.

كما قال سكان إن الجيش نفذ أيضاً ضربات جوية على أهداف لقوات الدعم السريع في منطقة الجريف شرق بمحلية شرق النيل، وفي محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم.

ويدور قتال عنيف بين الطرفين منذ مطلع أغسطس الماضي في وسط المدينة، بهدف السيطرة على جسر شمبات الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، والذي تستخدمه قوات الدعم السريع كخط إمداد لقواتها من غرب البلاد إلى مدينتي بحري والخرطوم.

أزمة لاجئين

يأتي هذا مع اشتداد وتيرة المعارك في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث لقي العشرات حتفهم، جراء قصف طال منازل في المدينة.

وبعد فرارهم من الصراع الدائر في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، يعيش كثير من اللاجئين السودانيين في خيام متهالكة على أطراف مدينة أدري شرق تشاد، وسط ظروف إنسانية قاسية.

وبينما يتواصل عجز المنظمات الإنسانية عن تقديم دعم لإنشاء خيام للاجئين، أخذت اللاجئة السودانية  سميرة كافي على عاتقها إنشاء مأوى لأطفالها بمواد بدائية لحمايتهم من الأمطار التي تهطل بغزارة في المنطقة.

وقالت سميرة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "عشنا معاناة شديدة. الخيام البلاستيكية التي نقيم فيها لا تحمينا جيداً من الأمطار، والمكان به رياح قوية، الآن أحاول إقامة خيمة قش لكن لا يوجد عندي سوى القصب الذي ترونه أمامكم".

وأضافت: "لي أكثر من شهرين هنا في أدري لكن ما عندي مواد لأبني بها. نحتاج معونات للبناء ومكاناً يحمينا من المطر لأن الأمطار غزيرة".

وقال اللاجئ أمين علي آدم: "هذا المسكن الذي بنيناه لا يحمينا من المطر. وقت هطول الأمطار نجمع كل أشيائنا ونضعها وسط الخيمة لأن الماء ينزل عليها من كل اتجاه، وهذه الأيام المطر غزير. هناك انتشار للأمراض، أنا الآن أعاني من مرض الملاريا لأن البعوض كثير هنا".

وقال مسؤولون محليون، إن معدلات الإصابة بالملاريا وسط اللاجئين السودانيين تزايدت بشكل لافت منذ مطلع أغسطس الماضي، ولهذا يعمل متطوعون على تكثيف التوعية بضرورة اتباع سبل الوقاية اللازمة.

وذكر  عمران محمد، مسؤول الصحة في مخيم اللاجئين الشمالي بمدينة أدري، أن "حالات إصابة بالملاريا ظهرت في الفترة الأخيرة، ومنذ بداية أغسطس الماضي، أصبحت الحالات كثيرة، نحن نتولى توعية الأسر في المعسكر بشأن كيفية طرق النظافة وضرورة وضع الأطفال منذ غروب الشمس داخل مانعات الناموس تفادياً للبعوض مع ضرورة الحفاظ على نظافة أماكن الإيواء". 

ووفقاً لمنظمات إنسانية عاملة في شرق تشاد، فإن نحو 300 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى الأراضي التشادية هرباً من معارك شهدتها مدينة الجنينة بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات