قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأحد، إن بلاده تعمل مع تركيا والسعودية من أجل توثيق العلاقات الاقتصادية بين الدول الثلاث، في حين شدد نظيره التركي هاكان فيدان على "أهمية الحوار لحل كل المشكلات العالقة مع إيران".
وأضاف عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فيدان الذي يزور طهران: "مستعدون لتوقيع اتفاقية اقتصادية شاملة مع تركيا، كما اتفقنا على فتح معابر حدودية جديدة معها".
وتابع: "الاتفاقيات الموقعة بين البلدين تسير في الطريق الصحيح، واتفقنا على إيجاد آلية فعالة لإزالة العراقيل التي تُعيق تنفيذ الاتفاقيات بشكل سريع".
وذكر أنه تمت مناقشة مسألة فتح معابر جيدة، إضافة إلى السوق الحدودية المشتركة، لافتاً إلى أنه "يجب أن تكون هناك زيادة في القضايا القنصلية، نظراً للزيادة في ما يتعلق بالأنشطة السياحية".
وأشار إلى أنه ناقش مع نظيره التركي "أزمة شح المياه"، مشدداً على أنه "يجب مراعاة حصة إيران من المياه في نهر آراس".
وعبّر عبد اللهيان عن أمله في الوصول إلى اتفاق مع تركيا في ما يتعلق بتبادل السجناء، مشيراً إلى أن "اللجنة المختصة ستجتمع، السبت المقبل، في أنقرة، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء في إطار التعاون الإنساني".
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، خلال المؤتمر الصحافي، "أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، قائلاً إنه "يجب اعتماد الطرق الدبلوماسية والحوار لإزالة مصادر القلق لدى تركيا وسوريا".
خطوط حمراء
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي إن مباحثاته مع عبد اللهيان تناولت القضايا المشتركة، بما في ذلك التنمية، وتطوير العلاقات التجارية، و"مكافحة الإرهاب"، والجريمة المنظمة، و"التنظيمات الإرهابية"، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني.
وأشار إلى أن أنقرة في انتظار زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لعقد اجتماعات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث سيترأس الجانبان الاجتماع الثامن للهيئة العليا المشتركة بين البلدين.
كما أوضح أن التبادل التجاري بين تركيا وإيران يمضي بشكل جيد، لافتاً إلى أن البلدين يهدفان للوصول إلى 30 مليار دولار كهدف للتبادل التجاري الثنائي.
وعلى المستوى الإقليمي، قال فيدان إن المباحثات ركزت على التعمق في إيجاد حلول للقضية السورية، مشيراً إلى أن لدى أنقرة خطوط حمراء في هذا الصدد، وهي "العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا، وتهيئة الظروف، واتخاذ الحكومة السورية خطوات تضمن الحياة الطبيعية الكريمة للاجئين، والقضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني".
وتابع: "هذه النقاط مهمة لزيادة وتنمية العلاقات بين الدولتين، وتُمثل الخطوط الحمراء بالنسبة للجمهورية التركية، وأعتقد أنها الخطوط الحمراء ذاتها لدى إيران وسوريا"، منوهاً إلى التركيز على الآلية الرباعية التركية الإيرانية الروسية السورية.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن تأييد بلاده بشدّة لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية، مشيراً إلى تبادل وجهات النظر خلال المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني.
أزمة كركوك
و في ما يتعلق بدعم بلاده لـ"الخطوات التي اتخذتها حكومة العراق في كركوك"، والتي شهدت مواجهات دامية، السبت.
قال وزير الخارجية التركي: "أكدنا أهمية القضاء على (التنظيمات الإرهابية) بما في ذلك حزب العمال الكردستاني"، مشدداً على أنقرة تطالب السلطات العراقية بـ"إنهاء الوجود المتزايد لحزب العمال الكردستاني في كركوك".
وأضاف فيدان أنهم يتابعون "بحزن وقلق ما يحدث في مدينة كركوك التي تُعد الوطن الأم للتركمان الذين يشكلون أحد العناصر الرئيسية والمؤسسة للعراق"، مؤكداً أن "السلام والاستقرار في كركوك يؤثران على السلام والاستقرار في العراق بأسره، ونرى كركوك رمزاً لثقافة التعايش السلمي".
وفي وقت سابق السبت، اندلعت اشتباكات في مدينة كركوك بعد غلق محتجين من العرب والتركمان طريق "أربيل – كركوك" احتجاجاً على اعتزام الحكومة المركزية إعادة مبنى يشغله الجيش إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونصبهم خياماً أمام المبنى. وذكرت الشرطة أن العنف اندلع عندما اقترب محتجون أكراد من المخيم.
اقرأ أيضاً: