ما تفاصيل الممر الاقتصادي الجديد بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
(من اليسار) رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأميركي جو بايدن في جلسة عمل على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند. 9 سبتمبر 2023 - AFP
(من اليسار) رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأميركي جو بايدن في جلسة عمل على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند. 9 سبتمبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

شهدت قمة دول مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، السبت، الإعلان عن اتفاق لإنشاء "ممر اقتصادي جديد" يضم دولاً عدة، ويربط جنوب آسيا والشرق الأوسط  وأوروبا.

وترى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هذا الخط سيزيد من سرعة التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40٪، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

من هي أطراف الممر؟

تشارك كل من الولايات المتحدة، والهند، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والاتحاد الأوروبي، في هذا الممر الاقتصادي الجديد، الرابط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

ووقَّع قادة هذه الدول مذكرة تفاهم للعمل على تطوير الممر الجديد، وذلك على هامش اجتماعهم في قمة مجموعة العشرين.

وأكدت الدول الموقعة على المذكرة الالتزام بـ"تحفيز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي عبر قارتين"، من أجل "نمو اقتصادي مستدام وشامل".

ما أهداف المشروع؟

وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، يهدف الممر الاقتصادي الجديد إلى "ربط الهند بأوروبا، من خلال خط للسكك الحديد والموانئ القائمة عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، وهو ما من شأنه أن يولِّد النمو الاقتصادي، ويحفز الاستثمارات الجديدة، وينشئ فرص عمل نوعية".

ويطمح الممر أيضاً إلى ربط القارتين (أوروبا وآسيا) بالمراكز التجارية، وتسهيل تطوير الطاقة النظيفة وتصديرها، إضافة إلى دعم التجارة والصناعة القائمة، وتعزيز الأمن الغذائي وسلاسل التوريد.

كما يهدف الممر إلى ربط شبكات الطاقة وخطوط الاتصالات السلكية واللاسلكية من خلال الكابلات البحرية لتوسيع الوصول الموثوق إلى الكهرباء، وتمكين ابتكار تكنولوجيا الطاقة النظيفة المتقدمة، وربط المجتمعات بالإنترنت الآمن والمستقر.

وقدَّم جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، 3 أسباب رئيسية لتطوير الممر، وقال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إنها تستهدف أولاً "زيادة الرخاء في البلدان المعنية من خلال زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقمية"، وثانياً "المساعدة في التعامل مع نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط"، أما ثالثاً فتستهدف "إتاحة الفرصة للشرق الأوسط من أجل لعب دور رئيسي في التواصل العالمي".

ما مشاريع الممر؟

يتضمَّن الممر الاقتصادي الجديد مشاريع لربط دول خليجية وعربية بشبكة من السكك الحديدية التي ستربط أيضاً بالهند عبر الممرات الملاحية، إضافة إلى ضخ استثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنها "صفقة كبيرة حقيقية" من شأنها أن تربط الموانئ عبر قارتين، وتؤدي إلى "شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً وتكاملاً".

وأشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، في كلمة خلال الاجتماع إلى أنَّ الممر سيسهم في "تطوير وتأهيل البنى التحتية، التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية".

وأضاف أنَّ المشروع يتضمَّن "مدَّ خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية".

متى جاءت فكرة المشروع؟

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن المشروع بدأ في التشكل بعد زيارة بايدن إلى جدة في يوليو 2022، حيث أكد على الحاجة إلى مزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".

وفي يناير 2023، بدأ البيت الأبيض في إجراء محادثات مع الشركاء الإقليميين بشأن فكرة المشروع، ثم بحلول الربيع، كان العمل جارياً لصياغة الخرائط والتقييمات المكتوبة للبنية التحتية الحالية للسكك الحديدية في الشرق الأوسط.

وبحسب "أسوشيتد برس"، سافر سوليفان وكبار مساعديه في البيت الأبيض، إلى السعودية في مايو للقاء نظرائهم الهنود والسعوديين والإماراتيين، حيث عملت جميع الأطراف منذ ذلك الحين على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق الذي أُعلن عنه، السبت.

ما مراحل تنفيذ الممر؟

بحسب "أسوشيتد برس"، ستقوم مجموعات العمل خلال الـ60 يوماً المقبلة بوضع خطة أكمل، وتحديد جداول زمنية لتنفيذ الممر.

 وأشارت إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار، وحيث يمكن ربط البنية التحتية المادية بين البلدان.

وقال كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي في إدارة بايدن، آموس هوكستين، إنه يمكن وضع الخطط موضع التنفيذ خلال العام المقبل حتى يتمكن المشروع من الانتقال إلى الإعداد المالي والبناء.

ويأتي الممر الجديد في إطار "الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGI)"، وهي الشراكة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة مجموعة السبع في يونيو 2022 في ألمانيا.

وتهدف الشراكة إلى "تسريع الاستثمارات لتوسيع نطاق مشاريع البنية التحتية عالية الجودة، وتطوير الممرات الاقتصادية"، بحسب ما ذكره بيان أميركي هندي. 

وأكد البيان أنه "في جميع أنحاء العالم، من آسيا مروراً بإفريقيا إلى نصف الكرة الغربي، ستواصل الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGI)، بناء وتعزيز تحالفات الشركاء، من حكومات وقطاع خاص وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، لتطوير ممرات اقتصادية رئيسة ودفع الاستثمارات عالية الجودة".

وانطلقت فعاليات قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، السبت، بمشاركة رؤساء وقادة الدول الأعضاء، مع غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين.

وتضم مجموعة العشرين حالياً 19 دولة والاتحاد الأوروبي، ويمثل أعضاؤها نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي سكان العالم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك