أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات جديدة استهدفت العديد من الأفراد والكيانات في إيران وروسيا والصين وتركيا، بسبب ارتباطهم بتطوير طهران للطائرات المسيرة والحربية.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أن العقوبات صدرت بحق 7 أفراد و4 كيانات في الدول الأربع التي قالت إنها "يسرت الشحنات والمعاملات المالية" لشركة صناعات الطائرات الإيرانية وجهودها في مجال تطوير الطائرات المسيرة والحربية.
واعتبر وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية براين نيلسون في بيان، أن "استمرار إيران عن عمد في نشر طائراتها المسيرة، يمكّن روسيا ووكلاءها في الشرق الأوسط وجهات أخرى مزعزعة للاستقرار، من تقويض الاستقرار العالمي".
وقالت وزارة الخزانة، إن واشنطن "فرضت في وقت سابق عقوبات على 4 شركات مقرها الصين وفرد واحد، بسبب بيع وشحن مكونات جوية، منها أجزاء مستخدمة في الطائرات المسيرة إلى الشركة الإيرانية".
وتجمد هذه الخطوة أي أصول أميركية في الشركات المستهدفة بالعقوبات، وتمنع بشكل عام الأميركيين من التعامل معها. وقد يخضع لعقوبات أيضاً كل من ينخرطون في معاملات معينة معها.
تبادل السجناء بين أميركا وإيران
وتأتي العقوبات الأميركية الأخيرة، في وقت عاد فيه 5 أميركيين أفرجت عنهم إيران إلى بلدهم، الثلاثاء، وذلك غداة مبادلتهم بخمسة إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، فضلاً عن الإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال طهران.
وأظهرت لقطات مصورة من المطار نزول الأميركيين من الطائرة لتستقبلهم عائلاتهم وأصدقائهم بالابتسامات والضحكات والمشاعر الغامرة.
وجاء حفل الاستقبال بعد عملية تبادل جرى ترتيب خطواتها بعناية، وتم الاتفاق عليها بعد أشهر من المحادثات بوساطة قطرية.
وانطلقت عملية التنفيذ، الاثنين، بتحويل الأموال التي كانت محتجزة في كوريا الجنوبية، عبر سويسرا، إلى بنوك في الدوحة.
وبعد تأكيد عملية التحويل أقلعت طائرة قطرية تقل السجناء الأميركيين الخمسة بالإضافة إلى 2 من أقاربهم من طهران، وفي الوقت نفسه وصل 2 من السجناء الإيرانيين الخمسة إلى الدوحة في طريق عودتهم إلى وطنهم، واختار الثلاثة الآخرون عدم العودة إلى إيران.
ويزيل الاتفاق نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وإيران، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيقرب الخصمين، اللذين تحتدم خلافاتها منذ 40 عاماً، بشأن أي قضايا أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لجماعات مسلحة بالمنطقة.
ومن بين الأميركيين المفرج عنهم مزدوجي الجنسية سياماك نمازي (51 عاماً) وعماد شرقي (59 عاماً) وهما من رجال الأعمال، بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاماً) الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية، فيما لم يتم الكشف عن هوية الاثنين الآخرين.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بعودة السجناء إلى بلدهم، لكنه قال: "سنواصل تحميل إيران عواقب أفعالها الاستفزازية في المنطقة".
وفي المقابل، وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي وصل إلى نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبادل السجناء بأنه "عمل إنساني"، مشيراً إلى أنها "خطوة يتسنى على أساسها اتخاذ إجراءات إنسانية أخرى في المستقبل".