هل تغير الموقف الأميركي من احتلال إسرائيل لمزارع شبعا؟

موافقة غير متوقعة على قرار مجلس الأمن.. "لا تعليق رسمي" وانتقاد جمهوري

time reading iconدقائق القراءة - 6
قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من مزارع شبعا. 27 يوليو 2020 - AFP
قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من مزارع شبعا. 27 يوليو 2020 - AFP
نيويورك -هبة نصر

تجنّبت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال لـ"الشرق"، بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة، أعادت النظر في موقفها من قضية مزارع شبعا المحتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، إذ وافقت واشنطن مؤخراً على قرار لمجلس الأمن يصف مزارع شبعا بأنها "منطقة محتلة"، في حين شددت على أن إصلاح الأوضاع في لبنان يقع على عاتق البرلمانيين اللبنانيين في المقام الأول.

وخلال مقابلة مسجلة في نيويورك، سألت "الشرق" الدبلوماسية الأميركية، بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة في ضوء نجاح جهودها بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والعمل مجدداً الآن على مسألة الخط الأزرق، تدعم عودة مزارع شبعا إلى لبنان في سياق اتفاق يتم التفاوض عليه، لاسيما أن واشنطن أيدت قرار مجلس الأمن (2695) في نهاية أغسطس الماضي، والذي وصف مزارع شبعا بأنها محتلة، إلا أن ليف اكتفت بالقول "لن أخوض في تفاصيل هذا".

وبدلاً من الإجابة على السؤال بشأن مزارع شبعا، أكملت ليف حديثها عن جهود الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، معتبرة، أن آموس هوكستين "كما أظهر في عمله بشأن الحدود البحرية، لا يكلُّ في دفع الأمور إلى نهاية ناجحة. ولكن بعد ذلك، بالطبع، يجب أن تتوفر الإرادة السياسية لدى الجانبين".

وفي 31 أغسطس الماضي، صوّت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار جدّد من خلاله ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بتأييد 13 عضواً وامتناع روسيا والصين عن التصويت.

ووردت في القرار عبارة "وإذ يُعرب (مجلس الأمن) عن القلق إزاء نصب الخيام إلى الجنوب من الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، بالقرب من بسطرة، واجتياز الأفراد الخط الأزرق من جهة الشمال من أجل الوصول إلى المنشآت التي تُشكّل، وفقاً لتقييم الأمين العام انتهاكاً للقرار 1701".

والقرار 1701 تم اتخاذه بالإجماع في مجلس الأمن في 11 أغسطس 2006، بهدف حل النزاع اللبناني الإسرائيلي، وقد وافق عليه الجانبان.

ويأتي ذلك في وقت يقود فيه الوسيط الأميركي، هوكستين، محادثات للتوصل إلى حل بشأن نزاع بين لبنان وإسرائيل حول منطقة يتوقع أن تكون غنية بالغاز تبلغ مساحتها 330 ميلاً مربعاً في البحر المتوسط بقيمة تقدر بمليارات الدولارات.

انتقاد جمهوري

وفي أول رد فعل من الجمهوريين على تصريحات ليف، انتقد عضو مجلس الشيوخ، تيد كروز، تهرّب مساعدة وزير الخارجية من توضيح موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه احتلال إسرائيل لمزارع شبعا، وأعاد نشر الفيديو الذي تتحدث فيه ليف لـ"الشرق" عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً) وكتب: "يعمل فريق بايدن سراً على عكس اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. ونفى مسؤولو بايدن علناً. هنا، اضطرت كبيرة دبلوماسيي الشرق الأوسط بوزارة الخارجية أخيراً إلى الاعتراف".

وأشار كروز في منشور ثان، إلى أنه في يوليو الماضي، كتب رسالة إلى إدارة بايدن، اتهم خلالها وزارة الخارجية بالاستمرار في تضليل الكونجرس بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط".

وتحتل إسرائيل الجولان السوري منذ عام 1967 وتعتبر مزارع شبعا جزءاً منه، وفي عام 2019 قام الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بتوقيع إعلان اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل "الكاملة" على مرتفعات الجولان، في خطوة لم تحظَ بتأييد دولي وتتناقض مع قرارات الأمم المتحدة.

إصلاح لبنان

وفي شأن آخر، سألت "الشرق" مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، عن حقيقة عقد اجتماع أميركي فرنسي غير ناجح بشأن لبنان، وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة لديها مشاورات مهمة ومستمرة بشأن لبنان مع الشركاء الفرنسيين والسعوديين والقطريين والمصريين وغيرهم، لكنها شدّدت على أن "مسؤولية إصلاح لبنان لا تقع على عاتقنا، بل على عاتق البرلمانيين اللبنانيين أنفسهم للقيام بعملهم. ولذا فإننا ننتظر لنرى ما الذي سيكسر هذا المأزق في عملهم، لأنهم لم يتمكنوا من التصويت منذ يونيو الماضي، على ما أعتقد"، في إشارة إلى تأخر انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

وبشأن التوافق بين واشنطن وباريس فيما يتعلق بالقضايا اللبنانية، أوضحت باربرا ليف: "لدينا مجموعة مشتركة من الأهداف مع الفرنسيين وهي أن ينتخب البرلمان اللبناني رئيساً للبلاد، وأن يقوم بدوره بتعيين حكومة ورئيس وزراء يتمتعان بصلاحيات كاملة، ويواصلون عملهم العاجل، وهو الإصلاح الاقتصادي. لقد وصلت الحكومة اللبنانية برمتها إلى طريق مسدود، لأن البرلمان والزعماء السياسيين لم يقوموا بعملهم".

وبشأن ما إذا كانت تتفق مع تصريحات ملك الأردن عبد الله الثاني التي قال خلالها، إنه "لا يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد يسيطر بشكل كامل على بلاده"، اعتبرت باربرا ليف خلال حديثها لـ"الشرق"، أن "السؤال عن مدى السيطرة التي يحتفظ بها الأسد على سوريا عادل ومنطقي"، لافتةً إلى أن "للأسد سيطرة على بعض المسائل، على غرار تحديد الظروف لعودة آمنة ومأمونة للاجئين والنازحين داخلياً".

وأضافت "يوجد في سوريا مسلحون ووكلاء، منهم حزب الله اللبناني. وسوريا تُصدّر عدم الاستقرار بهذه الطريقة إلى جيرانها. هناك أيضاً مسألة الكبتاجون. نعتقد أن عناصر من النظام متورطة. ونعتقد أن حزب الله اللبناني متورط أيضاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك