اختتم زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الأربعاء، مؤتمراً نادراً لحزب العمال الشيوعي الحاكم، بحسب وسائل إعلام رسمية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الخميس، إن كيم ومسؤولين آخرين حضروا الختام، الذي أُقيم في استاد مغلق في العاصمة بيونغيانغ، لكنها لم تتطرّق إلى عرض عسكري أشارت إليه تقارير.
وأشارت الوكالة إلى أن زعيم كوريا الشمالية والمسؤولين، تابعوا عروضاً لفرق فنية عسكرية ومدنية وجماعات شبابية، تناولت في معظمها تمجيد قيادة كيم جونغ أون، والتأكيد على الرسائل الصادرة عن المؤتمر.
والمؤتمر الذي استمر 8 أيام في بيونغيانغ، هو الأول منذ عام 2016، والثاني منذ عام 1980، بحسب وكالة أنباء رويترز.
انتقادات لكوريا الجنوبية
شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم يو جونغ، العضوة في اللجنة المركزية للحزب الحاكم، كانت انتقدت جيش كوريا الجنوبية، الأربعاء، بسبب بيانه بشأن رصد مؤشرات على عرض عسكري أجرته بيونغيانغ، الاثنين الماضي.
وقالت كيم يو جونغ في بيان، نقلته الوكالة الرسمية في كوريا الشمالية، إن البيان يعبّر عن "الأسلوب العدائي" الذي يتبعه الجنوب تجاه الشمال.
تساؤلات عن مصير شقيقة زعيم كوريا الشمالية
قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن ثمة تساؤلات بشأن مصير كيم يو جونغ، الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعد غياب اسمها عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب الحاكم في البلاد، التي نُشرت قبل أيام.
وأفادت الوكالة بأن هناك تكهّنات بأن كيم جونغ أون، قد يكون خفّض مرتبة شقيقته، نتيجة إخفاقات سياسية عامة، فيما يعتقد آخرون بأنه قد يكون قلقاً بشأن صعودها السريع وشهرتها المتزايدة، في وقت يحاول تعزيز سلطته، لمواجهة تحديات اقتصادية متزايدة في كوريا الشمالية.
ونقلت الوكالة عن أوه غيونغ سيوب، وهو محلل في "معهد كوريا للتوحيد الوطني" (مقرّه عاصمة كوريا الجنوبية، سيول)، قوله إن "هناك شائعات تفيد بأن كيم يو جونغ، وريثة شقيقها، قد تكون خطرة لأنها تثير مسألة سيطرة كيم على السلطة، ووضعه الصحي في كوريا الشمالية". ورأى أن ذلك دفع زعيم كوريا الشمالية إلى إبطاء صعودها في مراتب السلطة.
المكتب السياسي
وعضوية المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعي حاسمة، بالنسبة إلى القياديين، الذين يأملون بالبروز في حكومة كيم جونغ أون، إذ اتخذ قرارات أساسية خلال اجتماعات للمكتب، بما في ذلك إعدام عمه النافذ جانغ سونغ تايك في عام 2013، وعزله قائد الجيش ري يونغ هو في عام 2012.
ولدى افتتاح المؤتمر، الذي استمر 8 أيام، جلست الشقيقة كيم يو جونغ، التي يُعتقد بأن عمرها نحو 32 عاماً، على منصة القيادة، وسط قياديين مسنّين من الرجال غالباً في الحزب. ولكن عندما أعلن المؤتمر الاثنين لائحة تضمّ أسماء 30 عضواً مناوباً وكاملاً في المكتب السياسي، بما في ذلك الزعيم كيم جونغ أون (37 عاماً)، كان اسمها غائباً.
ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن كيم يو جونغ لم تُعزل، أو تُرغم على اعتزال السياسة، وهذا مصير لقيه قياديون خلال عهد شقيقها، مضيفة أنها لا تزال تحتفظ بعضويتها في اللجنة المركزية للحزب، وهي أيضاً هيئة بارزة. ولكن عندما أصدرت بياناً الأربعاء، ينتقد كوريا الجنوبية، وصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها "نائبة مدير الإدارة" في الحزب، وهذه رتبة أدنى من لقبها السابق "النائب الأول لمدير الإدارة".
"أزمات متعددة"
يأتي مؤتمر الحزب الحاكم، وهو الأول منذ 5 سنوات، في وقت يواجه زعيم كوريا الشمالية ما يبدو أنه أصعب مرحلة منذ توليه السلطة في أواخر عام 2011، بسبب ما يسمّيه "أزمات متعددة"، ناجمة عن تدهور الوضع الاقتصادي، بعد إغلاق الحدود نتيجة فيروس كورونا، وكوارث طبيعية، بينها أعاصير وفيضانات، فضلاً عن العقوبات.
وفي اليوم الأول من المؤتمر، اعترف الزعيم الكوري الشمالي بفشل خطط التنمية الاقتصادية السابقة، لافتاً إلى أن "كل القطاعات تقريباً تراجعت كثيراً عن تحقيق الأهداف المحددة". وذكر أن المؤتمر سيُعدّ خطة تنمية خمسية جديدة، وفق "أسوشيتد برس".
وحث كيم مواطنيه على مساندته، للتغلّب على ما وصفه بـ"أسوأ" صعوبات تواجهها كوريا الشمالية، التي عانت مشكلات اقتصادية، نتيجة كورونا وكوارث طبيعية، إضافة إلى عقوبات تفرضها الولايات المتحدة، بسبب برنامجَيها النووي والصاروخي. وخلال مؤتمر الحزب الشيوعي، تعهد كيم بتوسيع الترسانة النووية لبيونغ يانغ، وبناء اقتصاد أقوى يعتمد على نفسه.