أوكرانيا لحلفائها: اكتشفنا تكنولوجيا أوروبية في مسيرات إيران

كييف تقترح مهاجمة مواقع تصنيع "درون" في روسيا وإيران وسوريا

time reading iconدقائق القراءة - 6
عرض محرك طائرة مسيرة طراز "شاهد-136" خلال مؤتمر صحافي للجيش الأوكراني في كييف، أوكرانيا. 13 أبريل 2023 - AFP
عرض محرك طائرة مسيرة طراز "شاهد-136" خلال مؤتمر صحافي للجيش الأوكراني في كييف، أوكرانيا. 13 أبريل 2023 - AFP
دبي -الشرق

ذكرت وثيقة سرية أرسلتها أوكرانيا إلى حلفاء غربيين، أن طائرات مُسيَّرة "إيرانية الصُنع"، استخدمتها موسكو في شن هجمات على مدن أوكرانية "بداخلها مكونات أوروبية"، فيما تواصل كييف شن هجومها المضاد لمواجهة الغزو الروسي المستمر للبلاد.

وأفادت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، التي نشرت محتوى الوثيقة المسربة، أن كييف قدمت الوثيقة لحكومات دول مجموعة السبع، في أغسطس الماضي، وطالبت بالحصول على صواريخ طويلة المدى "لمهاجمة مواقع إنتاج مُسيرات في روسيا، وإيران، وسوريا"، من دون تفاصيل إضافية توضح إمكانية تنفيذ ذلك.

ولفتت الصحيفة إلى أن "من بين الاقتراحات (الأوكرانية) لحلفائها الغربيين، توجيه ضربات صاروخية على مصانع إنتاج هذه الطائرات بدون طيار في إيران وسوريا، وكذلك على موقع إنتاج محتمل في روسيا"، وهو ما رجحت الصحيفة رفضه.

"مكونات غربية"

وأشارت الوثيقة التي تتألف من 47 صفحة إلى أن أكثر من 600 غارة استهدفت مدن أوكرانية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، باستخدام طائرات مُسيَّرة تحتوي على "تكنولوجيا غربية".

ولفتت إلى العثور على 52 مكوناً كهربائياً صنعتها شركات غربية في الطائرة المُسيَّرة "شاهد-131"، فضلاً عن 57 مكوناً في المُسيرة "شاهد-136"، القادرة على التحليق لمسافة 2000 كيلومتر بسرعة تبلغ 180 كيلومتراً في الساعة.

وحددت الوثيقة 5 شركات أوروبية، من بينها شركة بولندية تابعة لشركة بريطانية متعددة الجنسيات، على أنها الشركات المصنعة الأصلية للمكونات المحددة، مضيفة أن "الشركات المصنعة بينها شركات من الولايات المتحدة، وسويسرا، وهولندا، وألمانيا، وكندا، واليابان، وبولندا".

ووفقاً للوثيقة، لا يوجد ما يشير إلى مخالفات ارتُكبت من قبل شركات غربية جرى تحديد مكوناتها. وأوضحت أن "إنتاج إيران من الطائرات المُسيرة يتكيف، ويستخدم في الغالب مكونات تجارية متوفرة، ليس عليها إلا رقابة هزيلة أو لا تخضع لرقابة على الإطلاق".

وجاء في الوثيقة أيضاً أن إيران عملت بالفعل على تنويع إنتاجها من خلال "استخدام مصنع سوري يسلم الطائرات المُسيَّرة إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي"، وذكرت أن "إنتاج الطائرات المُسيرة انتقل إلى روسيا، في منطقة "بيلابوجا" الاقتصادية بتتار ستان، مع استمرار طهران في توريد المكونات".

وقالت الوثيقة إن الحكومة الإيرانية تحاول أن "تنأى بنفسها عن تزويد روسيا بالأسلحة"، وأنها "لا يمكنها مواكبة الطلب الروسي، وكثافة استخدام الأسلحة في أوكرانيا".

قصور استخباراتي

ورأى عضو اللجنة الفرعية للدفاع والأمن في البرلمان الأوروبي، بارت جروثويس، أنه كان هناك "قصور في التنسيق" بين أجهزة الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي للتصدي إلى إساءة استخدام المكونات الغربية، بحسب الصحيفة.

وأضاف جروثويس: "أعتقد أن العديد من وكالات الاستخبارات الأوروبية لا تفكر حتى في فرض عقوبات".

وقدمت الوثيقة الأوكرانية أحدث تحليل للتغيرات التي طرأت على تكتيكات الطائرات المُسيرة الروسية، وخطط الإنتاج منذ أول استخدام لمُسيرات "شاهد" في مدينة كوبيانسك بمنطقة خاركيف في 13 سبتمبر 2022.

وأشارت الوثيقة، بحسب الصحيفة، إلى أن توقف الهجمات في الفترة من 17 نوفمبر إلى 7 ديسمبر 2022 كان على الأرجح، بسبب إجراء تعديلات على الطائرات المُسيرة المُصممة للعمل في مناخ دافئ لتتناسب مع الشتاء في أوكرانيا، ما قد يشير إلى زيادة التعاون بين روسيا وإيران في إنتاج وتحديث طائرات "شاهد-131"، و"شاهد-136" المُسيرة.

وأضافت الوثيقة أن روسيا وإيران تعملان بالفعل على تطوير محرك جديد لطائرة "شاهد-136"، والذي من المفترض أن يوفر سرعة ومدى أفضل.

وكان من بين المكونات الغربية التي عُثر عليها في الطائرة "شاهد-136" مضخة وقود مصنوعة في بولندا من قبل شركة "تي آي أوتوموتيف جي إم بي إتش" الألمانية، وهي تابعة لشركة "تي آي فلويد سيستمز" البريطانية، بالإضافة إلى وحدة تحكم دقيقة مزودة بذاكرة وميضية (فلاش) مدمجة مصنوعة من قبل شركة "إس تي مايكروإلكترونكس" السويسرية.

كما عُثر على مكونات أخرى من صنع شركة "إنترناشيونال ريكتفاير"، وهي شركة تابعة لشركة" إنفينيون تكنولوجيز" الألمانية. 

وقال متحدث باسم شركة "إس تي مايكروإلكترونكس" للصحيفة، إن الشركة تعمل مع أكثر من 200 ألف عميل وآلاف الشركاء حول العالم. وأكد أن الشركة لا تتغاضى عن استخدام منتجاتها لأغراض غير تلك المصممة من أجلها.

تصنيفات

قصص قد تهمك