قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، الخميس، إن شنّ عملية برية في سوريا يعد خياراً مطروحاً أمام تركيا، فيما شنت أنقرة ضربة جوية استهدفت مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا، أسفرت عن سقوط 8 أشخاص، وسط تجديد وزير الخارجية هاكان فيدان الخميس، لتصريحاته بأن مرافق حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق "أهداف عسكرية مشروعة".
واعتبر المسؤول بوزارة الدفاع التركية في تصريحات أوردتها "رويترز" أن "شن عملية برية في سوريا من الخيارات التي قد تبحثها تركيا، بعد أن خلصت إلى أن مهاجمين اثنين فجرا قنبلة قرب بنايات حكومية مطلع الأسبوع أتيا من سوريا".
وأردف: "هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لتركيا. عملية برية هي أحد الخيارات للقضاء على هذا التهديد، لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا".
ومنذ وقوع التفجير الانتحاري أمام مديرية الأمن في أنقرة الأحد الماضي، شنت تركيا ضربات في شرق سوريا وشمال العراق، مشددة على حقها في ضمان أمن حدودها، واستهداف "التنظيمات الإرهابية"، كما شنت عملية أمنية واسعة شملت 18 ولاية تركية ضد من قالت إنهم أفراد على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابياً.
قصف على سوريا
وقال مصدر أمني محلي إن ثمانية أشخاص على الأقل سقطوا في هجمات لطائرات مسيرة تركية الخميس، على منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وأوضح المصدر الأمني لـ"رويترز" أن اثنين سقطا في ضربة استهدفت سيارة بالقرب من منشأة عسكرية وأن ستة آخرين لقوا حتفهم في هجوم لاحق على موقع عسكري قرب بلدة أمودا.
وقال بيان لقوى الأمن الداخلي الكردية إن تركيا شنت سلسلة هجمات على شمال شرق سوريا بأكثر من 15 طائرة مسيرة، مشيرة إلى سقوط 6 من أعضائها ومدنيين اثنين.
ونفت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية السورية أن يكون منفذا الهجوم جاءا من أراض تسيطر عليها.
وقال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء، في تدوينة بمنصة (إكس) إن تركيا تبحث عن "ذرائع" للمضي قدماً في استهداف مناطق قوات سوريا الديمقراطية.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب بمثابة جناح لحزب العمال الكردستاني.
"أهداف مشروعة"
وجدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي الخميس، تصريحاته بأن المرافق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق "ستكون أهدافاً مشروعة"، مؤكداً أن موقف بلاده "واضح من مكافحة التنظيمات الإرهابية".
وأضاف في المؤتمر الصحافي: "من الآن وصاعداً جميع مرافق البنى التحتية والفوقية ومرافق الطاقة التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق ستكون أهدافاً مشروعة للقوات الأمنية والمسلحة وعناصر الاستخبارات التركية، لذا أوصي الأطراف الأخرى بالابتعاد عن مرافق التنظيم".
وكان فيدان قد قال الأربعاء، إن المهاجمين اللذين فجرا قنبلة أمام مباني حكومية تركية في أنقرة مطلع الأسبوع دخلا تركيا عبر سوريا، وفي إطار الرد التركي، قال فيدان إن أي بنية تحتية أو منشآت طاقة في العراق وسوريا يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني المحظور ووحدات حماية الشعب الكردية السورية هي "أهداف عسكرية مشروعة".
وأضاف "نوصي أي أطراف ثالثة بالابتعاد عن المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب. رد قواتنا المسلحة على الهجوم سيكون دقيقاً للغاية".
ضربات تركية في العراق
وشنت تركيا الأربعاء، ضربات جوية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، للمرة الثالثة منذ الهجوم الذي شهدته أنقرة، تزامناً مع بدء وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي زيارة رسمية للبلاد.
وقالت السفارة العراقية في أنقرة في بيان، إن وزير الدفاع وصل على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره التركيّ يشار جولار، لبحث قضايا الأمن والدفاع الثنائيين وقضايا التعاون في الصناعات الدفاعية.
وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع العراقية لـ"الشرق"، إن زيارة العباسي إلى تركيا "ستبحث 3 ملفات أمنية"، وأبرز هذه الملفات هي "الخروقات اليومية التركية على الأراضي العراقية، وملف التسليح، وملف التعاون الاستخباري بين البلدين".
وأكد المصدر أن وزير الدفاع سيطرح على الجانب التركي "إمكانية ابرام اتفاقية لإيقاف الغارات الجوية التي تشنها تركيا بشكل مستمر على الأراضي العراقية"، بداعي ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.
وذكر المصدر أن الطرفان سيبحثان "ملف التسليح"، والذي يشمل "الاتفاق على استيراد تسع طائرات مسيرة"، إضافة إلى "التعاون الاستخباري لملاحقة الجماعات الارهابية".
ويقول الجيش التركي إنه استهدف مواقع لمقاتلي "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق منذ الأحد، حيث توجد قواعد خلفية لهم.
يشار إلى أن القوات التركية تلاحق شخصيات كردية تُصنفها أنقرة على قوائمها لـ"الإرهاب" في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا شمال البلاد.