سوريا.. حمص تشيّع ضحايا الكلية الحربية وتتصدى لمسيرات جديدة

رئيس لجنة التحقيق الأممية يدعو إلى وقف الهجمات على المدنيين

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من مراسم تشييع ضحايا هجوم الكلية الحربية بمدينة حمص في سوريا. 06 أكتوبر 2023 - Reuters
جانب من مراسم تشييع ضحايا هجوم الكلية الحربية بمدينة حمص في سوريا. 06 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

شيعت سوريا، الجمعة، ضحايا الهجوم، الذي استهدف الكلية الحربية في مدينة حمص وأودى بحياة 89 شخصاً، فيما قالت وسائل إعلام سورية إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لمحاولة هجوم جديد بالمسيرات خلال الجنازة.

وقالت وسائل إعلام سورية ومنشورات تتضمن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم جديد بطائرات مسيرة بمنطقة الوعر في حمص بوسط البلاد، لافتة إلى أن الطائرات "كانت تحلق فوق المنطقة التي يقع فيها "المستشفى العسكري في حمص".

ويأتي ذلك بعد هجوم بالمسيرات استهدف الكلية الحربية في حمص، الخميس، وأسفر عن سقوط 89 شخصا وإصابة 277 بحسب وزارة الصحة السورية.

وبدأت مراسم تشييع ضحايا الهجوم، الجمعة، من المستشفى العسكري في حمص، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد علي عباس قوله: "ثمن الكرامة والعزة للوطن كبير وأعز ما يمكن أن يقدمه إنسان هو نفسه (…) الشهداء الذين ارتقوا أمس ثمن دمائهم غالٍ جداً”.

وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم السوري من المشفى العسكري في حمص، الجمعة. وعزفت فرقة عسكرية موسيقى جنائزية وأدت القوات المصطفة التحية. 

وأفادت وزارة الصحة بأن محصلة ضحايا الهجوم غير نهائية، وبلغت 89 ضحية، بينهم 31 امرأة و5 أطفال، في حين وصل عدد الإصابات إلى 277 إصابة.

وأعلنت الحكومة السورية الحداد الوطني العام لمدة 3 أيام، بدءاً من الجمعة، على الضحايا المدنيين والعسكريين الذين قضوا جراء هذا الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في بيان، إن "سوريا تدين بأشد العبارات الجريمة النكراء باستهداف التنظيمات الإرهابية حفل تخريج طلاب الكلية الحربية في حمص".

وأضافت الوزارة: "سوريا تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها بحق الشعب السوري، وضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

واستمر الجيش السوري، طوال الليل وحتى صباح الجمعة، في قصف الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين بالمدفعية، وفقاً للمرصد ومجموعة الدفاع المدني المعروفة باسم "الخوذ البيضاء" التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وذكرت "الخوذ البيضاء" أن القصف السوري الجوي والمدفعي أسفر عن سقوط وإصابة مدنيين.

إدانات دولية

وأدانت روسيا الهجوم على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال في بيان أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء: "ندين بشدة هذه الجريمة الوحشية التي قتلت العديد من النساء والأطفال، ونأمل أن تتم معاقبة مدبريها بشكل عادل".

وأضاف بوتين: "نعتزم مواصلة التفاعل الوثيق مع شركائنا السوريين في مكافحة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب". 

وأعرب الرئيس الروسي عن تعازيه لنظيره السوري بشار الأسد في الهجوم، الذي لم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عنه، فيما قالت القيادة العامة للجيش السوري إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية استهدفت حفل تخريج طلاب الكلية الحربية عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة".

كما أدانت مصر الهجوم في بيان لوزارة الخارجية، الجمعة، قالت فيه إن القاهرة تجدد "موقفها الراسخ الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب"، داعية المجتمع الدولي لتكثيف الجهود من أجل "اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابع دعمه وتمويله".

وأدانت جامعة الدول العربية كذلك الهجوم، الذي وصفته بـ"الإرهابي المشين" واعتبرته "انتهاكاً سافراً لاستقرار سوريا".

وأعربت الأمانة العامة للجامعة العربية عن خالص تعازيها؛ مؤكدةً علي "ضرورة مواصلة كافة الجهود الهادفة إلى القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله".

كما أعربت الجزائر، الجمعة، عن استنكارها الشديد للهجوم، الذي وصفته أيضاً بـ"الإرهابي"، وجدّدت تضامنها الكامل مع الحكومة السورية.

وقالت، في بيان لوزارة الخارجية، "إنها تظل على قناعة بأن الشعب السوري الشقيق، الذي شحنت همته التجارب الأليمة التي مرّ بها، سيكون قادراً، من خلال اتحاده، على الوقوف في وجه التحديات الجبارة التي تفرضها آفة الإرهاب".

دعوة أممية

من جانبه، دعا رئيس لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا باولو بينيرو، الجمعة، الجهات الفاعلة الرئيسية في سوريا إلى وقف الهجمات على المدنيين "قبل غرق البلاد في دوامة العنف المتصاعد"، بحسب تعبيره.

وذكرت اللجنة الأممية، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن "التزايد الملحوظ في وتيرة القتال يتطلب ردود فعل سورية ودولية عاجلة".

وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال، الخميس، إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش "يشعر بقلق بالغ إزاء هجوم بطائرات مسيرة على أكاديمية عسكرية في سوريا، والقصف الانتقامي من قبل قوات موالية للحكومة".

وأضاف ستيفان دوجاريك، في تصريحات أوردتها "رويترز"، أن "الأمين العام يدين بشدة جميع أعمال العنف في سوريا، ويحض كل الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".

قلق أوروبي

قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو، الجمعة، إن الاتحاد قلق من التصعيد الأخير للعنف في البلاد وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وذكر ستوينيسكو، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن السبيل الوحيد نحو تحقيق الاستقرار في سوريا هو التوصل إلى "حل سياسي شامل وموثوق بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

وأكد رئيس البعثة الأوروبية على دعم الاتحاد "لوقف كامل لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا".

وبدأ الصراع في سوريا باحتجاجات مناهضة للحكومة عام 2011، لكنه تحوّل إلى حرب شاملة خلفت مئات الآلاف من الضحايا وملايين النازحين.

تصنيفات

قصص قد تهمك