البيت الأبيض لـ"الشرق": لا خطة لنشر قوات أميركية بعد الهجوم على إسرائيل

كيربي: لسنا غافلين عن التحركات الإيرانية في الإقليم.. ورفعنا وجودنا العسكري بالمنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 6
منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض. 01 مايو 2023 - REUTERS
منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض. 01 مايو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء، في مقابلة خاصة مع "الشرق"، إنه لا توجد نية أو خطة لنشر قوات قتالية أميركية على الأرض في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، مشدداً على أن تركيز الولايات المتحدة حالياً ليس على جهود وساطة سياسية بشأن المحتجزين، وإنما على ضمان أن تمتلك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها.

وأكد كيربي في المقابلة التي أجراها مع مراسلة "الشرق" في واشنطن أمام البيت الأبيض، وجود أسرى أميركيين محتجزين لدى حركة "حماس" ضمن الأسرى الإسرائيليين الذين أعلنت احتجازهم ضمن عمليتها في إسرائيل.

وقال: "يمكنني أن أؤكد أن هناك أسرى أميركيين، نعلم بشأن عدد صغير من الأميركيين المحتجزين، لدينا مخاوف من أن هذا الرقم قد يرتفع، لذا أود أن أكون حذراً في الإعلان عن أي أعداد، نحن على تواصل مع بعض عائلات المحتجزين، وهذا يساعدنا على تحديد المفقودين من المحتجزين".

وأشار إلى أن هناك عدداً من المفقودين الأميركيين الذين لا تعرف واشنطن أين هم، موضحاً أنه "ربما قد يكون بعضهم ضمن المحتجزين، أو متوفين أو جرحى أو تائهين في مكان ما".

وشدد على عدم وجود نية لإرسال قوات قتالية أميركية على الأرض في هذا النزاع، مؤكداً أن الولايات المتحدة "لديها مصالح كبيرة متعلقة بالأمن القومي في الإقليم، ولديها وجود عسكري أميركي كاف للتعامل مع تهديدات الأمن القومي في المنطقة".

ورفض كيربي التكهن بشأن أي عمليات مستقبلية قائلاً: "لن أتكهن بشأن أي عمليات عسكرية مستقبلية بشكل أو بآخر، سوى للقول إن القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس جو بايدن) يأخذ مسؤولياته على محمل الجد".

وشنت حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل السبت، فأودت بحياة مئات الإسرائيليين، واحتجزت عشرات الرهائن. وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إن عدد القتلى في هجمات حماس تجاوز الألف. وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة، ونشرت آلاف القوات حول القطاع الساحلي الضيق وسط توقعات متزايدة بأنها ستشن غزواً برياً لـ"تدمير حماس".

وبشأن ما إذا كان تصريح الرئيس بايدن بأنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الديمقراطيات أقوى حين تلتزم بالقانون، تعبير عن قلق واشنطن بشأن سقوط مدنيين في غزة، قال كيربي "كانت هناك مناقشة واسعة بين بايدن ونتنياهو بشأن المصالح والقيم التي يتشاركها البلدان، والواقع هو أنه لا أحد يريد سقوط ضحايا من الأبرياء، وكان تصريح الرئيس في سياق التعبير عن اهتمامنا المشترك باحترام الحياة الإنسانية وحياة الأبرياء".

وأكد كيربي دعم الولايات المتحدة لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وفي جهودها لاتخاذ إجراءات ضد حركة حماس المسؤولة عن أكثر من ألف قتيل إسرائيلي".

وقال إن واشنطن "تريد أن يعلم الإسرائيليون أننا سنساندهم فيما يواصلون الدفاع عن أنفسهم ضد هذا التهديد الحقيقي والعنيف".

وتابع: "دعمنا إسرائيل منذ قيامها ولدى الإسرائيليين كل الحق في توقع أن دعمنا ستواصل إلى المستقبل البعيد جداً".

الدور الإيراني

وعما إذا كانت الولايات المتحدة تقلل من الدور الإيراني في الإقليم، أكد كيربي أن الولايات المتحدة ترقب أفعال طهران عن كثب، مضيفاً: "نحن لم نغفل عن أفعال إيران المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك دعم الشبكات الإرهابية، ودعم روسيا، والهجوم على الملاحة البحرية في الخليج، نحن لسنا غافلين عن هذا، ونحن نواصل محاسبة طهران، وفرضنا المزيد من العقوبات، ورفعنا وجودنا العسكري في المنطقة والآن زدنا حضورنا العسكري في البحر الأبيض المتوسط نحن لا نتجاهل التهديد العسكري في الإقليم".

وكان كيربي يشير هنا إلى وصول حاملة الطائرات جيرالد فورد ومجموعتها القتالية إلى المنطقة، مع توقع وصول حاملة أخرى للإقليم، لـ"ردع الفاعلين المعادين لإسرائيل عن محاولة توسيع نطاق النزاع أو التدخل فيه".

وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة لا يزال بإمكانها إعادة تجميد الأموال الإيرانية المفرج عنها والبالغة 6 مليارات دولار، ضمن إطار صفقة تبادل سجناء أميركيين وإيرانيين، وقال: "لدينا دوماً هذا الخيار، ولكن لا توجد لدي قرارات الآن بهذا الشأن".

 

"لم نتجاهل الشرق الأوسط"

وشدد كيربي على أن الولايات المتحدة لم تتجاهل الشرق الأوسط، وقال "أولينا الاهتمام لتهديدات الأمن القومي في الشرق الوسط، وظهرت ثمرات ذلك في الإقليم، وتجلى هذا عبر أطول هدنة في اليمن ممتدة الآن منذ 15 أو 16 شهراً، ورفعنا وجودنا العسكري في المنطقة، وواجهنا إيران، وكذلك إحراز تقدم في عملية دمج إسرائيل في محيطها الإقليمي".

وشدد: "لذا لم يكن هناك أي إهمال للشرق الأوسط".

وبشأن ما إذا كان هناك فشل استخباراتي أميركي في توقع هجوم حركة "حماس" غير المسبوق"، قال: "سيكون هناك وقت حين ننظر إلى مسألة الاستخبارات، لنحدد ما كنا نعرفه ومتى عرفناه، وما إذا كانت هناك فجوات في معلوماتنا، ولكن هذا ليس هو الوقت لهذه الأسئلة، هذا هو وقت مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهزيمة العدوان والعنف والوحشية التي لا يزالون يعانون منها".

وبشأن ما إذا كانت هناك وساطة سياسية تعلبيها دول أخرى في الإفراج عن الأسرى لدى حماس قال: "سأترك الدول الأخرى لتعلق على هذا، تركيزنا هو على مساعدة إسرائيل في أن تدافع عن نفسها، ولكن إذا كانت هناك دول أخرى لديها دور، أو تريد أن تؤدي دوراً، فيجب أن يتحدثوا هم عن هذا. تركيزنا الآن على أن تمتلك إسرائيل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".

تصنيفات

قصص قد تهمك