وجهت مصر دعوات لعقد قمة إقليمية تهدف إلى بحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، وأعلنت كل من قطر والكويت تسلمهما الدعوات لحضور القمة التي تعقد السبت المقبل، في القاهرة، فيما يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أودى بحياة نحو 3 آلاف شخص حتى الآن.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية بأن القمة ستعقد تحت عنوان "قمة القاهرة للسلام"، مؤكدة أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاقت قبولاً واسعاً، وستشهد حضوراً كبيراً على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ولم تعلن القاهرة رسمياً عن الدول التي وجهت لها الدعوة لحضور القمة ولا عن مكان انعقادها، إلا أن مصادر أفادت لـ"الشرق"، بأنه تم توجيه الدعوة إلى عدة دول عربية، أبرزها السعودية، والإمارات، والكويت، والأردن، وقطر، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجامعة العربية.
وبحسب المصادر، يتوقع حضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للقمة المزمع عقدها مطلع الأسبوع المقبل.
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا إن القمة الإقليمية الدولية التي دعت لها مصر لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية؛ "تهدف لأن يتحدث المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموحات شعوبنا".
وأضاف شكري أن "القمة تأتي من منطلق الاهتمام والدور المصري الدائم في إطار الاحتواء وتحقيق التهدئة والسلام للخروج من هذه الأزمة وإدراك الخطورة من توسيع رقعتها، وما يأتي بذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار، وأيضاً المزيد من الضحايا من المدنيين".
وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني تسلم رسالة من الرئيس المصري تضمنت دعوة للمشاركة في قمة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، المزمع عقدها في مدينة القاهرة في 21 أكتوبر الجاري.
كذلك، تسلم وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح رسالة موجهة من الرئيس المصري إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح تتضمن دعوة إلى حضور قمة "لبحث تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وجاءت الدعوة المصرية، في ختام اجتماع عقده مجلس الأمن القومي المصري، الأحد، برئاسة السيسي، لمناقشة تطورات الحرب في غزة، وقبل ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إسرائيل من "إعادة احتلال قطاع غزة"، مشيراً إلى أن ذلك سيكون "خطأً فادحاً"، في أول محاولة علنية لكبح جماح حليف الولايات المتحدة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" وأودى بحياة 1300 شخص، بينهم ما لا يقل عن 29 أميركياً.
تحذير من "تصفية القضية"
وكان السيسي قد حذّر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، واعتبر في كلمة خلال حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية الخميس الماضي، أن حجم المخاطر في قطاع غزة "كبير"، مؤكداً أن مصر تبذل قصارى جهدها لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومستعدة للوساطة بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية.
واتهم السيسي في كلمته أطرافاً لم يسمها، بـ"السعي إلى حرف القضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، والعمل على تصعيد يؤدي إلى حرف هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق".
وقال إن القضية الفلسطينية هي "قضية القضايا"، وشدد على أنه من المهم أن يبقى الشعب الفلسطيني صامداً ومتواجداً على أرضه، و"نحن سنبذل أقصى جهد".
ومنذ اندلاع الأزمة الحالية، تلقى السيسي اتصالات متعددة شملت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا ون دير لاين، والرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين ورؤساء وزراء بريطانيا وهولندا وإيطاليا وكندا والنرويج.
وقالت الرئاسة المصرية، إنه تم التأكيد خلال تلك المكالمات على ضرورة تبني مسار التهدئة وخفض التصعيد والعمليات العسكرية، مع التأكيد الكامل على أن "تسوية القضية الفلسطينية عن طريق السلام العادل والدائم هو سبيل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".