أميركا وبريطانيا تتوقعان "هجمات إرهابية محلية" بسبب حرب غزة

أصدر مديرا مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة FBI، وجهاز الاستخبارات الداخلية في بريطانيا MI5، تحذيراً مشتركاً غير مسبوق من احتمال تزايد مخاطر شن "هجمات إرهابية محلية"، نتيجة الأزمة في الشرق الأوسط في ظل حرب إسرائيل على قطاع غزة.

جاء التحذير في بداية اجتماع قادة أجهزة استخبارات تحالف "العيون الخمس"، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، الذي استضافه FBI بولاية كاليفورنيا، وحضره قادة أجهزة استخبارات محلية من أستراليا وكندا ونيوزيلندا.

وقال قائدا الجهازين الرئيسين لمكافحة الإرهاب، إن "جماعات ومنظمات يهودية، فضلاً عن جماعات أخرى، ربما تواجه خطراً متزايداً من أفراد منفردين (ذئاب منفردة)، ومقاتلين من حركة (حماس)، وإيران على الأراضي البريطانية أو الأميركية"، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وقال مدير جهاز MI5 كين ماكالوم، إن هناك خطراً من أن يستجيب أفراد "يبادرون ذاتياً"، والذين ربما اتجهوا إلى التطرف عبر الإنترنت "بطرق تلقائية أو غير متوقعة" في بريطانيا بعد "الهجمات الإرهابية" على إسرائيل، وما يمكن أن يصبح صراعاً طويل الأمد.

وأضاف ماكالوم، أن "هناك أيضاً خطراً من أن تصعيد جماعات إرهابية أو إيران أعمال العنف، وأن يجري استهداف أفراد أو منظمات يهودية من قبل النازيين الجدد والمتشددين".

وتابع: "من الواضح أن هناك احتمال أن تؤدي الأحداث الخطيرة في الشرق الأوسط إما إلى حجم أكبر من التهديد في بريطانيا، و/أو تغيير شكله في ما يتعلق بما يجري استهدافه، والكيفية التي يستلهم بها الأشخاص أفكارهم".

"زيادة التهديدات" بأميركا

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، كريستوفر راي، إن التهديدات الإرهابية تتطور بسرعة في الولايات المتحدة، و"لا نستطيع ولا نستبعد احتمال أن (حماس) أو غيرها من المنظمات الإرهابية الأجنبية يمكنها أن تستغل الصراع لدعوة مؤيديها إلى شن هجمات على أراضينا".

وكشف عن أن الأسبوع الماضي، شهد "زيادة في التهديدات المبلغ عنها" ضد "الأميركيين اليهود أو الأميركيين المسلمين، والمؤسسات ودور العبادة" في الولايات المتحدة، مكرراً التحذير الذي أصدره، السبت، لقادة الشرطة في سان دييجو بولاية كاليفورنيا.

تهديدات "متطرفين"

"الجارديان" اعتبرت أن مكالوم كان أقل دقة تحديداً بشأن التهديدات المبلغ عنها في بريطانيا، لكنه قال إن جهاز MI5، كان بالفعل "متفهماً بشكل خاص لتهديد أفراد منفردين، وأنه في حالة الأفراد أو الكيانات اليهودية أو الإسرائيلية على وجه الخصوص كان هناك خطر محتمل من أولئك الذين لديهم أفكار إسلامية متطرفة، وأفكار يمينية متطرفة أو أفكار معادية للسامية أو نازية جديدة".

وأشار مكالوم إلى أن رؤساء الاستخبارات يعتزمون مناقشة ما يعنيه هجوم "حماس" على إسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري، "سواء في المنطقة أو في بلادنا"، فضلاً عن التهديد الذي يشكله "التجسس الاقتصادي الصيني".

وأدان كل من راي وماكالوم هجوم حركة "حماس" على إسرائيل. وقال راي إنه يريد أن يعبر "مجدداً عن مدى شعوره بالصدمة، واستمرار ذلك الشعور من الجرائم الوحشية التي ترتكبها حماس في إسرائيل"، بينما قال نظيره البريطاني: "كانت هذه هجمات وحشية شهدت مقتل 1400 شخص"، بينهم 6 بريطانيين على الأقل.

وأشار إلى أن MI5 كان "يؤدي دوراً" في الجهود المبذولة مع السلطات الإسرائيلية وغيرها من السلطات لتحديد مكان الرهائن البريطانيين الذين أسرهم مقاتلو "حماس". 

وقال FBI "بالفعل إنه يعمل على تحديد أماكن وجود، ومعرفة هويات الأميركيين المفقودين والذين لا يعرف مصيرهم".

تحذير من إيران

وفي تحذير محدد بشأن إيران، قال رئيس الاستخبارات البريطانية أيضاً، إن طهران ربما تكون على استعداد لاتخاذ "إجراء وقائي" ضد إسرائيل قبل الغزو البري المتوقع لقطاع غزة.

وأضاف: "من الواضح أن الأحداث في الشرق الأوسط تزيد احتمالية أن تقرر إيران التحرك في اتجاهات جديدة، ولا أستبعد احتمال أن يشمل ذلك بريطانيا، لكننا نعمل بالفعل على مستوى عالٍ من التهديد المحتمل من إيران".

والعام الماضي، حذر رئيس MI5 من أن إيران وجهت 10 تهديدات بالاختطاف أو القتل ضد أشخاص مقيمين في بريطانيا خلال عام واحد. 

وهذا الأسبوع، قال العاملون في قسم الأخبار الفارسية بهيئة الإذاعة البريطانية BBC في لندن، إنهم "يخشون المشي في الخارج بمفردهم، لأنهم معرضون لخطر التهديد من قبل السلطات الإيرانية".

هجمات في أوروبا

ومساء الاثنين، أردى مسلح بالرصاص اثنين من مشجعي كرة القدم السويديين في بلجيكا، وبعد مطاردة خلال الليل، قتلت الشرطة، صباح الثلاثاء، المشتبه به في الهجوم الذي تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته.

وقال مكتب المدعي العام البلجيكي في البداية، إنه لا يوجد دليل على أن الهجوم له علاقة بالصراع بين إسرائيل وغزة، لكن متحدثاً باسمه قال، الثلاثاء، إنه يجري استكشاف الرابط.

وفي فرنسا، قررت رئيسة الوزراء، إليزابيت بورن، وضع البلد في أعلى مستويات التأهب الأمني، الجمعة، بعد هجوم على مدرس أودى بحياته، وأصاب 3 آخرين في شمال البلاد.