قال السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة إن هناك حراكاً عربياً كبيراً داخل أروقة المنظمة الدولية لوقف "المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين".
وأضاف منصور في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، الجمعة، أن الخطوات الفعلية لوقف هذا المخطط بدأت بالفعل "إذا ما نجحنا في وقف إطلاق النار، وبدأت المعونات الإنسانية تدخل لقطاع غزة من معبر رفح من الجانب المصري".
وتابع قائلاً: "دخول المساعدات سيكون خطوة في اتجاه عدم ترحيل وتهجير أهالي غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وصرح منصور بأن "إرسال المساعدات هو بداية التصدي العملي لهذا العمل.. الذي تنوي إسرائيل القيام به في قطاع غزة، وواجبنا جميعاً والعالم، وكل من صاحب ضمير حي أن يوقف ارتكاب مثل هذه الجريمة، ويجب ألا نسمح لها أن تتم".
3 مبادئ
وذكر منصور: "منذ اليوم الأول وحدنا الموقف العربي في الأمم المتحدة حول 3 أهداف هي: وقف العدوان، ووقف إطلاق النار، وثانياً: إدخال المساعدات الإنسانية، وثالثاً: وقف ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة".
وأشار إلى أن هناك "مخططاً لتهجير أكثر من مليون فلسطيني باتجاه الشقيقة مصر، وهو ما يحول الأحداث إلى نكبة ثانية بعد نكبة عام 1948، لتصبح بعدها المشكلة مشكلة مصرية داخلية، وليست القضية هي بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه في قطاع غزة".
وشدد على الموقف العربي الموحد لوقف هذا المخطط، وقال: "موقفنا يدعمه الأمين العام للأمم المتحدة الذي دان مخطط التهجير الإسرائيلي، وهناك تيار قوي لرفض هذا المخطط في الأمم المتحدة، وتلتف حول الموقف نفسه مجموعة من دول مجلس التعاون الإسلامي".
وأكد منصور: "نبذل كل الجهود ضد هذه السياسة وهذا السلوك الإسرائيلي، ونقاتل من أجل ألا نسمح لمثل هذه الجريمة أن تتم".
وأشاد بالموقف العربي من مواجهة خطط "التهجير القسري"، وقال "القيادة الفلسطينية موقفها واضح والرئيس محمود عباس في خطابه أوضح معارضته للمخطط، وكل الدول العربية الشقيقة مواقفها واضحة بما في ذلك الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية".
وأضاف: "جميعنا نرفض رفضاً باتاً.. التهجير القسري لأكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى خارجه".
وشدد على أن الخطوة الأولى لمواجهة هذا المخطط في الأمم المتحدة، عربية خالصة "هنا في الأمم المتحدة، تم توحيد الموقف العربي بالإجماع، فهذه هي المهمة الأولى والأولوية، للوقوف وراء أهداف 3 وهي: وقف العدوان، وإدخال المساعدات ووقف ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة".
وأشار منصور إلى أنه تمت مناقشة هذه الأهداف "مع كل أجهزة الأمم المتحدة، وخلال اجتماع السفراء العرب مع الأمين العام للأمم المتحدة".
تنسيق المواقف
وكشف منصور أن ثمار جهودهم ستظهر خلال ساعات، مشيراً إلى أنه "بدأت عملية تحول بسيط في المشهد، وليس كبيراً نحو تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، وخلال ساعات سيتم شكل من أشكال وقف إطلاق النار للسماح لعشرات الشاحنات ربما المئات أن تدخل من مصر إلى قطاع غزة".
وأشار إلى أن الشاحنات ستنقل مواد غذائية، ومستلزمات حياة للسكان المدنيين وللمستشفيات، ومستلزمات إنقاذ للجرحى، وكل متطلبات الحياة من كهرباء وماء وغذاء ودواء.
وأوضح أن سفراء الدول العربية في الأمم المتحدة "في سباق مع الزمن، لإدخال المساعدات لغزة.. نكثف اجتماعاتنا وجهودنا متواصلة مع كل الأطراف".
وعن الاجتماع الذي دعت له القاهرة السبت، علق منصور قائلاً إنه "سيكون خطوة كبيرة في طريق حل الأزمة في غزة".
وكشف أن مصر دعت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدداً كبيراً من الدول لحضور هذا الاجتماع إلى جانب الطرف الفلسطيني.
وعن الجهود الأخرى لإحلال السلام، أشار منصور إلى اجتماع الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين للأردن.
وقال: "هذه جهود مكثفة من دول مهمة، وخلال الساعات الأخيرة زادت الضغوط على الدول الفاعلة والمؤثرة على إسرائيل للوصول إلى وقف إطلاق نار".
وأفاد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة بأن السفراء العرب في مجلس الأمن طالبوا المجلس، أن يتحمل مسؤوليته فيما يتعلق بإدخال المساعدات والمواد الأساسية اللازمة للحياة في قطاع غزة.
وشدد على أنه يتعين "على مجلس الأمن وكافة هيئات الأمم المتحدة ملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا جريمة قصف المستشفى المعمداني الثلاثاء الماضي في غزة، ومعاقبتهم بما يستحقون".
وأشار منصور إلى أنه يجب وقف "العدوان على غزة" في أسرع وقت ممكن. كما أدان ما وصفه بالـ"مجزرة التي تمت في المستشفى الأهلي العربي أو المعمداني في غزة".
ورحب بإدانة منظمة الصحة العالمية "قصف المستشفيات وأماكن الرعاية الصحية المحمية بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في غزة".
وتشهد غزة حرباً منذ السابع من أكتوبر أسفرت عن آلاف الضحايا. وطالبت إسرائيل الفلسطينيين في شمال غزة بالنزوح إلى الجنوب استعداداً لهجوم بري.
وتقول إسرائيل إنها تشن غارات جوية مكثفة تستهدف قادة حركة حماس وبنيتها التحتية. وعلى مدى الأيامُ الستةُ الماضيةُ، أسقطتْ قواتُها الجويةُ أكثرَ منْ 6 آلاف قنبلة على غزةَ، ما أدى إلى سقوطِ أكثرَ منْ 4 آلاف فلسطينيٍّ وجرحِ الآلافِ وتدميرِ مساحاتٍ واسعةٍ.