حرب غزة.. واشنطن: جماعات تدعمها إيران تستعد لتكثيف هجماتها ضد قواتنا

معلومات استخباراتية: هجمات في العراق وسوريا تستهدف قوات أميركية

time reading iconدقائق القراءة - 9
متظاهرون في العاصمة الإيرانية طهران يحرقون علمي إسرائيل والولايات المتحدة احتجاجاً على حرب غزة. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
متظاهرون في العاصمة الإيرانية طهران يحرقون علمي إسرائيل والولايات المتحدة احتجاجاً على حرب غزة. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

اتهم البيت الأبيض إيران بأنها "في بعض الحالات تسهل بدأب" هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة لجماعات مدعومة من طهران على قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا.

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجه وزارة الدفاع بالاستعداد للمزيد من هذه الهجمات والرد بالشكل المناسب.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن هناك زيادة في مثل هذه الهجمات على مدى الأسبوع الماضي، خاصة في الأيام القليلة الماضية لكن الولايات المتحدة لن تسمح للتهديدات التي تواجه مصالحها في المنطقة "بالمضي دون ردع".

وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن تلك الجماعات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني والحكومة الإيرانية التي تستمر أيضاً في دعم حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وقال كيربي: "نعلم أن إيران تراقب عن كثب تلك الأحداث، وفي بعض الحالات، تسهل بدأب تلك الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يريدون استغلال الصراع من أجل مصلحتهم أو لمصلحة إيران".

وشهدت الهجمات على القوات الأميركية تصاعداً منذ اندلاع الصراع في إسرائيل يوم 7 أكتوبر حين هاجم مسلحون من حركة حماس جنوب إسرائيل.

وقال كيربي: "نشعر بقلق شديد من احتمال حدوث أي تصعيد كبير لهذه الهجمات في الأيام المقبلة".

وأرسل بايدن قوة بحرية إلى الشرق الأوسط في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك حاملتا طائرات وسفن حربية أخرى ونحو 2000 من جنود مشاة البحرية.

وقال كيربي: "نعلم أن هدف إيران هو التمسك بمستوى معين من الإنكار هنا، لكننا لن نسمح لهم بذلك.. كما أننا لن نسمح لأي تهديد لمصالحنا في المنطقة أن يمر دون رد".

معلومات استخباراتية

ونقلت "شبكة CNN" عن مسؤولين أميركيين أن لدى الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بأن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، تخطط لتكثيف الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إذ تسعى إيران إلى الاستفادة من رد الفعل العنيف في المنطقة على الدعم الأميركي لإسرائيل.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية محددة تفيد بأن هذه الجماعات يمكن أن تتصاعد أكثر، مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، وقال مسؤول أميركي في المنطقة للشبكة إن هناك "أضواء حمراء تومض في كل مكان".

وأصيب عدد من الجنود الأميركيين خلال الهجمات التي امتدت لعدة أيام في العراق وسوريا، وتوفي مقاول أميركي بسبب نوبة قلبية أثناء هروبه من إنذار كاذب في قاعدة الأسد الجوية في العراق.

وذكر مسؤولون أنه في هذه المرحلة، يبدو أن إيران تشجع الجماعات بدلاً من توجيهها صراحة. وقال أحد المسؤولين إن إيران تقدم توجيهات لجماعات مسلحة بأنها لن تعاقب، من خلال عدم إعادة تزويدها بالأسلحة على سبيل المثال، إذا استمرت في مهاجمة أهداف أميركية أو إسرائيلية.

البنتاجون وإيران

وصعدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) من لهجتها ضد إيران، الاثنين، قائلة إنها ستحمل طهران المسؤولية النهائية عن سلسلة من الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة والصواريخ على القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر، في تصريحات صحافية، إنه في حين أن الوزارة ليس لديها معلومات تفيد بأن حكومة إيران "أمرت صراحة" بالهجمات على القوات الأميركية الأسبوع الماضي، فإن الجماعات المسؤولة عن تلك الهجمات مدعومة من طهران، وفقاً لما نقلته مجلة "بوليتيكو".

وقال رايدر: "بحكم حقيقة أن (تلك الجماعات) مدعومة من إيران، فإننا سنحمل إيران المسؤولية في نهاية المطاف".

وتمثل تصريحات رايدر، الاثنين، خروجاً عن خطاب البنتاجون الأكثر حذراً ضد طهران، منذ أن أدت هجمات حماس المفاجئة على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى تصاعد الاضطرابات الإقليمية.

وفي مؤتمر صحافي الخميس الماضي، بعد أن اعترضت المدمرة "يو إس إس كارني" الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون في شمال البحر الأحمر، رفض رايدر إلقاء اللوم على جهة معينة في هجمات الطائرات المسيرة على القوات الأميركية في العراق وسوريا.

وأضاف أنه لن يربط بشكل مباشر بين هجمات 7 أكتوبر والهجمات الأخيرة على القوات الأميركية.

لكن رايدر أشار، الاثنين، إلى تصريحات صدرت الأسبوع الماضي عن جماعات تعمل بالوكالة لصالح إيران؛ تقول إنها ستكثف الهجمات على القوات الأميركية إذا شنت إسرائيل غزواً برياً لغزة.

وامتنع عن تحديد أي جماعات تعمل بالوكالة لصالح إيران مسؤولة عن الهجمات، حتى مع تأكيده وقوع هجوم آخر في سوريا.

وتدعم إيران عدداً من الجماعات المسلحة الوكيلة في دول عبر المنطقة من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ولا تمارس طهران دائما قيادة وسيطرة كاملتين على هذه الجماعات. وأشار أحد المصادر إلى أن مدى استعداد هذه الجماعات للعمل بشكل مستقل هو "فجوة استخباراتية مستمرة".

"رسالة مشتركة"

ورداً على سؤال من شبكة CNN، الاثنين، عما إذا كانت إيران توجه الجماعات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: "سواء كانت توجهها أم لا، فهذه ميليشيات قامت (إيران) برعايتها وهي مسؤولة عنها".

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للشبكة إن الولايات المتحدة وشركاءها "كلهم على قلب رجل واحد في إرسال رسالة واضحة إلى إيران بأنه لا ينبغي لها أن تسعى إلى استغلال الوضع، وأن الجماعات التي تخضع لسيطرتها أو نفوذها يجب ألا تسعى إلى الاستفادة من ذلك أيضا. وإذا فعلت طهران ذلك، فقد يكون لذلك عواقب تصعيدية ووخيمة للغاية".

وأضاف المسؤول: "إنها ليست مجرد رسالة أميركية. إنها رسالة مشتركة".

وكانت قطر وسيطاً رئيسياً بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران، حسبما قال العديد من المسؤولين لشبكة CNN.

وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الاستخباراتية إنه في حالة الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة على قواعد تضم قوات أميركية، فإن "إيران بالتأكيد أكثر مسؤولية؛ مما كانت عليه في حالة هجوم حماس في إسرائيل".

وهاجمت القوات الوكيلة لإيران قواعد تضم قوات أميركية في الماضي، وردت الولايات المتحدة بغارات جوية ضد البنية التحتية للجماعات. لكن مصدراً آخر قال إنه في الوقت الراهن، فإن "شهية الإيرانيين لتوسيع الصراع مرتفعة. إن تحملهم للمخاطر مرتفع".

ولدى الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق وحوالي 900 في سوريا كجزء من التحالف المناهض لداعش.

وتم إسقاط طائرتين مسيرتين تستهدفان القوات الأميركية في سوريا، الاثنين، وواجهت القوات في العراق وسوريا 3 هجمات منفصلة بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي من جماعات يشتبه في أنها تعمل بالوكالة لإيران، حسبما أكد البنتاجون.

تعزيز الدفاعات

وبعد هجمات الأسبوع الماضي، أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإرسال سفن ودفاعات جوية إضافية إلى القيادة المركزية الأميركية لحماية القوات الأميركية في المنطقة بشكل أفضل.

وشمل ذلك إعادة توجيه حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" من شرق البحر الأبيض المتوسط، إذ كان من المقرر أن تنضم إلى حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" قبالة سواحل إسرائيل، إلى منطقة تشمل البحر الأحمر والخليج ومياه الشرق الأوسط الأخرى.

كما أمر أوستن بنشر بطارية من نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" وكتائب من نظام الدفاع الصاروخي باتريوت في مواقع في جميع أنحاء المنطقة، ووضع عدداً إضافي من القوات على أوامر "الاستعداد للنشر".

وقال رايدر: "سنواصل القيام بما يتعين علينا القيام به لحماية قواتنا واتخاذ جميع التدابير اللازمة. على الرغم من أن أحداً لا يريد أن يرى صراعاً إقليمياً أوسع، لكننا لن نتردد في حماية قواتنا".

وشبه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الشرق الأوسط بـ "برميل البارود" في مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب أفريقية ناليدي باندور في طهران، الأحد، وفقاً لاقتباسات نشرتها وكالة تسنيم الإخبارية.

وقال عبد اللهيان: "أي سوء تقدير في استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري يمكن أن يكون له عواقب وخيمة ومريرة، سواء في المنطقة أو بالنسبة لدعاة الحرب"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

كما حذر وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل من أنه "إذا لم تتوقف الجرائم ضد الإنسانية على الفور، فهناك احتمال في أي لحظة أن تخرج المنطقة عن السيطرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك