ترقب في جنوب لبنان خشية اندلاع حرب مع إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 4
أطفال هربوا من قرية بنت جبيل بجنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية أثناء جلوسهم في مدرسة لجأوا إليها في صور، لبنان. 20 أكتوبر 2023 - REUTERS
أطفال هربوا من قرية بنت جبيل بجنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية أثناء جلوسهم في مدرسة لجأوا إليها في صور، لبنان. 20 أكتوبر 2023 - REUTERS
قانا (لبنان)-رويترز

في بلدة قانا بجنوب لبنان، التي قُتل فيها أكثر من 100 شخص في القصف الإسرائيلي عام 1996، وشهدت نحو 28 في غارة جوية إسرائيلية في عام 2006، تثير الاشتباكات المتصاعدة على الحدود مخاوف لدى السكان من حرب جديدة.

واعتاد سكان البلدة، على الوقوع في مرمى النيران المتبادلة بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية.

وقالت رباب يوسف التي تبلغ من العمر 57 عاماً: "الحرب على الحدود. ربما لم يأت دورنا، لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث خلال أيام قليلة. لا شيء سوى الانتظار".

وكانت ابنتها قُتلت تحت الأنقاض إثر غارة جوية إسرائيلية عام 2006.

وأضافت: "بين حين وآخر يشنون حرباً، ويفقد الناس أبناءهم. تلد الأم ثم لا نعرف ما إذا كان طفلها سيبقى معها".

"اعتدنا ذلك"

وعندما اندلع الصراع في غزة بعد هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر، اندلع العنف بسرعة على الحدود الشمالية المضطربة بين إسرائيل ولبنان.

ومنذ ذلك الحين، تبادل "حزب الله"، إطلاق النيران بصورة كثيفة مع الجيش الإسرائيلي. وقتل أكثر من 40 من مقاتلي "حزب الله" في المناطق الحدودية حتى الآن، في حين يقول الجيش الإسرائيلي إن 7 من جنوده على الأقل لاقوا حتفهم.

وبينما تؤدي الضربات والضربات المضادة على طول الحدود الآن إلى تصاعد أعمدة الدخان في الهواء، يقول غازي حسين، وهو حداد يبلغ من العمر 55 عاماً، إنه رأى كل ذلك من قبل. وأضاف: "لقد أصبح الأمر عادياً، لأننا شاهدنا العديد من الحروب".

وفي عام 2006، حمل جثمان طفل قُتل في الغارة الإسرائيلية التي راح ضحيتها 28 شخصاً، كان نصفهم من الأطفال.

وقال تحقيق إسرائيلي بعد حادثة عام 2006 إن ذلك حدث بطريق الخطأ.

وقبل ذلك بعقد من الزمن، شهدت قانا حادثة أكثر تدميراً. ففي عام 1996، أصاب قصف إسرائيلي قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كان يحتمي بها مئات المدنيين، ما أسفر عن مقتل 106 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال.

وأبدت إسرائيل أسفها على حادث عام 1996، ما دفعها إلى إنهاء عملياتها في لبنان في ذلك الوقت.

وقع الحادث خلال حملة "عناقيد الغضب" التي أطلقتها إسرائيل رداً على قصف من جانب "حزب الله" خلال الفترة التي احتلت فيها إسرائيل مساحات شاسعة من جنوب لبنان.

مخاوف

وقال جميل سلامة (56 عاماً)، وهو أحد الناجين من الهجوم، ويعمل الآن حارساً عند نصب تذكاري لحادث عام 1996: "أتذكره كأنه حدث اليوم. وخاصة الأطفال. لا شيء يحطم قلبك مثل (قتل) الأطفال".

وفي متجرها، قالت سيدة تدعى كفاح، وتبلغ من العمر 54 عاماً: "إن شاء الله هذه الأيام لن تعود".

وأضافت أن المدينة مستعدة لأي احتمال.

وتابعت "الأمر متروك للقادة الكبار. إذا اندلعت حرب فنحن مستعدون لها. لسنا خائفين".

وكانت صباح كريشت (57 عاماً) أقل تفاؤلاً، وقالت إن الأزمة الاقتصادية العميقة في لبنان تجعل المغادرة غير ممكنة بالنسبة للكثير من الناس.

وأضافت: "نحن خائفون.. لكن إلى أين نذهب؟ هذه المرة، يبدو الأمر وكأنهم يمنحوننا الوقت حتى نتمكن من الفرار، ولكن الوضع المادي يمنع الذهاب إلى مكان آخر".

تصنيفات

قصص قد تهمك