قال الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني جانتس، الخميس، إن جهود إعادة إعمار المنطقة الجنوبية التي اجتاحها مسلحو "حماس" عبر الحدود من غزة في 7 أكتوبر "ستحتاج إلى أعوام"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "الاقتحام البري للقطاع سيكون مرحلة ضمن عملية طويلة ستستمر أعوام".
وأشار جانتس، وهو جنرال سابق، في كلمة، إلى أن أعداء إسرائيل الآخرين غير "حماس" يواجهون أيضاً خطر التدمير، موضحاً أن "المعركة ضد الإرهاب في غزة ستستمر داخل أراضي القطاع، وستتعمق في أي مكان، وفي أي وقت، لضمان الأمن للمناطق التي سيتم إعادة إعمارها وبنائها في المنطقة".
وتابع: "الدخول البري سيكون مجرد مرحلة واحدة من عملية طويلة ستشمل عناصر دفاعية ودبلوماسية واجتماعية ستستغرق أعواماً".
وقال جانتس، وهو منافس سياسي قديم لنتنياهو، إن حكومة الطوارئ التي تشكلت قبل أسبوعين تمارس عملها على نحو جيد، وتتخذ قرارات استناداً إلى حسابات مرتبطة بالأزمة المحلية.
وأضاف جانتس: "خطر التدمير لن يكون مصيرنا وإنما سيكون مصير من يضمرون لنا شراً".
وتعهدت تل أبيب بالقضاء على "حماس" التي أقسمت بدورها على تدمير إسرائيل. وتحظى الحركة المسلحة بدعم من إيران وجماعة "حزب الله" في لبنان.
مسؤولية هجوم حماس
وقال جانتس إن "أي شخص كان شريكاً في قيادة دولة إسرائيل بأي صفة لا يمكنه إنكار المسؤولية عن نفسه، بما في ذلك أنا".
وأضاف في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول هذا الموضوع: "لقد كنت في مناصب أمنية وسياسية رئيسية في إسرائيل لأكثر من 20 عاماً، ولا أعفي نفسي من المسؤولية، لا عن الأمور التي حدثت ولا عن الأمور التي لم تحدث".
وردا على سؤال حول المدة التي سيبقى فيها في حكومة نتنياهو، أجاب: "لم أمارس السياسة عندما دخلت حكومة الطوارئ، ولا أنوي ممارسة السياسة خلالها. تماماً كما كنت أعرف متى أدخل، كنت أعرف أيضاً متى أغادر. الشراكة هي شراكة قدر، وليست شراكة سياسية".
وردا على سؤال آخر، لم ينف جانتس أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بتأجيل التوغل البري من أجل نشر قواتها: "نحن نجري حواراً على مستويات مختلفة. هذا ليس مجرد حدث محلي في إسرائيل. هذا حدث يمكن أن يكون متعدد الساحات، والولايات المتحدة، أكبر شريك استراتيجي لنا، لديها احتياجاتها".
لا يوجد موعد
يأتي ذلك في وقت صرح فيه مسؤولون إسرائيليون بأن "اجتياح غزة ربما يكون وشيكاً"، غير أن أياً منهم لم يحدد موعده أو ما إذا كان قد تأجل، إذ استدعت إسرائيل 300 ألف جندي احتياط، وهو رقم قياسي.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بأن إسرائيل وافقت على "إرجاء" هجومها البري المتوقع على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، لإتاحة الوقت أمام الولايات المتحدة "لنشر دفاعات جوية لحماية قواتها في المنطقة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات برية تابعة له قامت بتوغل "كبير نسبياً" في قطاع غزة، ليل الأربعاء الخميس، مضيفاً أن "التوغل كان هدفه مهاجمة مواقع حماس".
ووصف الجيش هذا التوغل بأنه "يأتي تمهيداً للمراحل التالية من الحرب"، وقال إنه شهد تحديد وتدمير مواقع ومهاجمة الكثير من العناصر التابعة للفصائل الفلسطينية.
وأظهر مقطع مصور أعلنه الجيش للعملية التي نفذت أثناء الليل عربات مدرعة تتحرك عبر منطقة حدود رملية. وشوهدت جرافة تهدم جزءاً من تبة مرتفعة ودبابات تطلق قذائف وانفجارات بجوار أو بين صف من المباني المهدمة.
ونفذت "حماس" هجوماً مباغتاً على مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة قبل أكثر من أسبوعين، ما أسفر عن سقوط 1400 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 رهينة، إلى جانب تصاعد المخاوف بشأن اتساع نطاق الصراع في المنطقة. وفي المقابل ترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي على القطاع ما أودى بحياة أكثر من 6 آلاف، بينهم 2704 أطفال، وإصابة الآلاف، وتدمير بنى تحتية.