اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، الولايات المتحدة بالسعي لنشر الفوضى في الشرق الأوسط وأوكرانيا، واصفاً واشنطن بـ"العنكبوت الذي يريد جر العالم كله إلى شبكته".
وأضاف بوتين في كلمة قبل اجتماع لمجلس الأمن الروسي والحكومة بموسكو: "من ينظّم الفوضى القاتلة؟ ومن يستفيد منها اليوم؟، برأيي، لقد أصبح الأمر جلياً، إن النخب التي تحكم الولايات المتحدة حالياً؟ ومن يدور في فلكها هي المستفيد الرئيسي من انعدام الاستقرار في العالم".
وأشار إلى "النخب الحاكمة في الولايات المتحدة وراء مذبحة الفلسطينيين وأحداث الشرق الأوسط وأوكرانيا والعراق، وسوريا"، لافتاً إلى أن "تلك النخب ليست بحاجة إلى السلام في الأرض المقدسة، فهي تحتاج إلى الفوضى.. لذا تشوه سمعة من يريدون وقف سفك الدماء وحتى الأمم المتحدة تتعرض للاضطهاد".
ووصف الرئيس الروسي الولايات المتحدة بـ"العنكبوت الذي يريد جر العالم كله إلى شبكته"، وقال: "تستخدم واشنطن الأشخاص الذين خدعتهم في أوكرانيا لتحقيق أهدافها الخاصة"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وتابع: "إنهم يحاولون استغلال الوضع المأساوي في الشرق الأوسط والصراعات الإقليمية الأخرى ضد روسيا، لزعزعة استقرار وتقسيم العالم الروسي المتعدد الجنسيات والأديان".
ورأى بوتين أن "العالم الأميركي ذو الهيمنة الأحادية ينهار ويصبح تدريجياً شيئاً من الماضي، لكن الولايات المتحدة لا تريد الاعتراف بذلك"، مبيناً أن "روسيا اليوم لا تشارك بنشاط في تشكيل عالم جديد أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب يتمتع بحقوق وفرص متساوية لجميع البلدان والحضارات فحسب، بل إننا أحد قادة هذه العملية التاريخية الموضوعية".
وشدد على أن "مشاهد الأطفال القتلى والدماء ومعاناة المسنين وقتل الأطباء في الشرق الأوسط يحزننا، لكن التعاطف فقط غير مقبول "، وزاد: "روسيا تناضل من أجل المستقبل ومبادئ النظام العالمي العادل".
"دولة فلسطينية"
وأكد الرئيس الروسي، أن "لا سبيل لمساعدة الفلسطينيين إلا بقتال من يقفون وراء الصراع، ونحن نقاتلهم في أوكرانيا"، موضحاً أن "موقف روسيا بشأن الشرق الأوسط لم يكن أبداً قائماً على المصلحة الذاتية أو القاع المزدوج، وأن مفتاح حل المشكلة هو إنشاء دولة فلسطينية كاملة العضوية وذات سيادة".
وذكر بوتين أنه "بدلاً من ملاحقة ومعاقبة الإرهابيين في مناطق الشرق الأوسط، بدأت عدة أطراف في تطبيق سياسية الانتقام على مبدأ المسؤولية الجماعية"، مضيفاً أن "قتل آلاف الأشخاص الأبرياء في الشرق الأوسط لا يمكن تبريره".
وتتمتع روسيا بعلاقات مع جميع الأطراف الرئيسية في الشرق الأوسط، ومنها إسرائيل وإيران وسوريا وحركة "حماس" والسلطة الفلسطينية، وألقت موسكو مراراً باللائمة في الأزمة الحالية على "فشل" الدبلوماسية الأميركية.
وتسبب استقبال موسكو، مؤخراً، لوفد حركة "حماس" بغضب إسرائيل التي طالبت بـ"طرد" الوفد الزائر، ما دفع الكرملين لمحاولة تخفيف وقع الحدث من خلال التأكيد على أن وفد "حماس" أجرى محادثات في الخارجية الروسية، وأنه "لا خطط لاستقبال قيادتها في مؤسسة الرئاسة".
لكن هذا المدخل، لم يقلص من استياء الغرب الذي رأى في ترتيب الزيارة المفاجئة، مؤشراً إضافياً على اصطفاف موسكو إلى جانب معسكر ما يعتبرونهم "إرهابيين" الذين تشن إسرائيل ضدهم حرباً شاملة.
وسبق أن ربط الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، بين الصراعين في أوكرانيا وقطاع غزة، مشبهاً حركة "حماس" بروسيا والرئيس الروسي، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لن تسمح لهما بالنجاح في مسعاهما".