حرب غزة.. إدانات دولية لقصف مخيم جباليا ودعوات لوقف إطلاق النار

أدانت كل من السعودية ومصر والإمارات والأردن، الثلاثاء، الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والتي قتلت أكثر من 400 شخص، وذلك على وقع اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي "حماس" في محاور عديدة من قطاع غزة، وإعلان إسرائيل بدء "المرحلة الثالثة" من الحرب.

وذكرت وزارة الداخلية في غزة أن العدد الأولي لضحايا القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا يقدر بنحو 400 ضحية، لافتة إلى أن معظمهم من النساء والأطفال، فيما قالت حركة "حماس" إن أكثر من 400 ضحية سقطوا ولا تزال مئات الجثث والأحياء تحت الأنقاض.

وأوضحت وزارة الداخلية في غزة، أن إسرائيل دمرت حياً سكنياً بالكامل وسط مخيم جباليا، الذي قالت إنه تعرض لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجرات.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن مخيم جباليا يعد أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة الذي أنشأته الوكالة في عام 1948، ويعيش فيه 116 ألف لاجئ على مساحة تبلغ فقط 1.4 كيلومتر مربع، ويُعد بذلك من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان.

"استهداف لا إنساني"

وجاء في بيان الخارجية السعودية، أن المملكة "تدين بأشد العبارات الاستهداف اللا إنساني، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم جباليا في قطاع غزة المحاصر، الذي تسبب في وفاة وإصابة عدد كبير من المدنيين الأبرياء".

وأضافت: "تعبّر المملكة عن شجبها ورفضها التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف متكرر لمواقع مكتظة بالمدنيين، ومواصلتها انتهاك القوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وذلك في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على حكومة الاحتلال للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار، والهدنة الإنسانية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر الجمعة 27 أكتوبر، والذي جاء بإجماع دولي واسع".

وأكد البيان السعودي، أن الأوضاع الإنسانية الخطيرة الناجمة عن التصعيد المستمر "لا يمكن تبريرها مطلقاً"، وأن "حقن الدماء وحماية المدنيين ووقف العمليات العسكرية هي أولويات ملحّة لا يمكن قبول أي تسويف أو تعطيلٍ لها، وعدم الالتزام الفوري بها سيفضي حتماً إلى كارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي".

من جانبها، أدانت مصر بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلي "اللاإنساني" الذي طال مربعاً سكنياً بمخيم جباليا، معتبرة أن ذلك يعد "انتهاكاً صارخاً جديداً للقوات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يُزيد من الأزمة الراهنة تعقيداً، ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات".

وحذر بيان الخارجية المصرية من "مغبة استمرار تلك الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين العزل في أماكن إيوائهم وبمحيط المراكز والمستشفيات الطبية التي يلجأون إليها هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، ودون أي اكتراث للأرواح التي تُزهق، وبشكل يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتأزمة والمتدهورة في القطاع".

ودعت مصر، جميع الدول والأطراف الدولية إلى "إدانة هذه الاعتداءات بشكل قاطع ودون مواربة، والوقف الفوري لها، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه توفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين"، مشددة على "ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية لضمان النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة المحنة الإنسانية التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة".

"ضرورة وقف إطلاق النار"

بدورها، أدانت دولة الإمارات، القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا في قطاع غزة، مؤكدة أن "استمرارية القصف العبثي"، "سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها".

وشدد بيان الخارجية الإماراتية، على ضرورة "الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء"، مؤكدة أهمية أن "ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع".

وأكدت الخارجية الإماراتية، أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الداعي إلى هدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية باعتباره خطوة هامة لوقف التصعيد وحماية الأرواح، كما أكدت أيضاً ضرورة "السماح بإيصال المساعدات إلى القطاع على نحو آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق".

من جهته، أدان الأردن بأشد العبارات، القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم جباليا في قطاع غزة، فيما حمّل إسرائيل، المسؤولية عن هذا التطور الخطير.

وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة في بيان، "رفض وإدانة الأردن الشديدين للفعل الذي يتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية ومع قواعد القانون الدولي والإنساني، وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة".

وطالب الأردن، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤوليته وردع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين ووقف حربها العبثية على قطاع غزة".

"مذابح يومية"

كما أدان أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، قصف إسرائيل لمخيم جباليا، قائلاً إن هذه "جريمة تضاف لجرائم الاحتلال في غزة، ولا يُمكن لضمير العالم أن يظل صامتاً حيالها". 

ونقل الناطق باسم أبو الغيط، جمال رشدي، قوله إن "كل يوم يمر على هذه استمرار هذه المذبحة يضع النظام الدولي كله، وجوهره القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، على المحك، إذ كيف لا يُمكن لهذا النظام ادعاء التفوق الأخلاقي والحضاري في ظل المذابح اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بضوء أخضر من قوى عالمية ترفض وقف إطلاق النار".

وجدد أبو الغيط، الدعوة إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، وقال إن المجتمع الدولي مسؤول عن هذه الدماء التي تسيل كل يوم، وإن أهل القطاع يتعرضون لخطر الموت بالقصف أو بالتجويع والحصار، مضيفاً أن دخول المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل فوري يظل مسؤولية عالمية وأممية.

وكانت "حماس" دعت الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ "موقف حاسم، مما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية"، إذ قالت في بيان إن "مجزرة إسرائيل في مخيم جباليا يتحمل مسؤوليتها كل الدول والحكومات والمنظمات الداعمة لتل أبيب".

بدوره، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت، الثلاثاء، إن هجوماً إسرائيلياً أصاب مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، كان يستهدف قيادياً من "حماس"، فيما نفت الحركة "الرواية الإسرائيلية".

وقال هيشت لشبكة CNN: "كان هناك قائد كبير جداً من حماس في هذه المنطقة. ندرس الأمر وسنخرج بمزيد من البيانات بعد أن نعلم ما حدث هناك"، فيما نفت "حماس" رواية الجيش الإسرائيلي بوجود أحد قياداتها في المخيم.