من المتوقع أن توصي المفوضية الأوروبية، الأربعاء، ببدء المفاوضات مع أوكرانيا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مسودة تقرير للمفوضية وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، بـ"التاريخي".
ومن المقرر أن تقدم المفوضية الأوروبية تقريراً، الأربعاء، بشأن ما أحرزته أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا من تقدم، وأن تقرر ما إذا كانت ستبدأ مفاوضات الانضمام مع كييف قبل أن تبحث الدول الـ27 الأعضاء، القضية في قمّة ستُعقد ببروكسل منتصف ديسمبر المقبل.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن مسودة تقرير المفوضية الأوروبية، قولها: "تعتبر المفوضية أن أوكرانيا قد استوفت المعايير بشكل كاف، شريطة أن تواصل جهودها الإصلاحية، وتعالج المتطلبات المتبقية في إطار الخطوات الـ7"، في إشارة إلى المعايير الـ7 التي ينبغي استيفاؤها، خصوصاً على صعيد مكافحة الفساد المستشري، وإقرار إصلاحات قضائية.
وأضافت: "على هذا الأساس، توصي المفوضية بأن يبدأ مجلس الاتحاد الأوروبي مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا".
ووفقاً لـ"فاينانشيال تايمز"، ستنصح بروكسل القادة بالاتفاق على موعد لبدء المحادثات الرسمية، بمجرد أن تتبنى أوكرانيا قوانين متعلقة بإعلانات الأصول السياسية، وممارسة الضغط وإجراءات مكافحة "الأوليجارشية"، وضمانات للأقليات القومية.
تقرير "تاريخي"
من جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني في مداخلته اليومية، أن "غداً يوم مهم"، واصفاً التقرير الأوروبي المرتقب بـ"التاريخي".
وأضاف أن بلاده "تتهيأ بالفعل للخطوات التالية"، بما في ذلك "تعزيز" مؤسساتها، مشدداً على أن "أوكرانيا ستكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي"، وأن "طريقاً طويلاً" تمّ اجتيازه بالفعل، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر سيتطلب من البلاد "عملاً" من أجل "التكيّف مع معايير الاتحاد الأوروبي".
وجعلت أوكرانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، هدفاً جيوسياسياً رئيسياً في أعقاب الغزو الروسي للبلاد في فبراير 2022، كما تسعى لتنفيذ برنامج إصلاحي يتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي.
ومنحت بروكسل كييف وضع المرشح، في يونيو 2022، وسيحتاج قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ قرار بالإجماع بشأن ما إذا كانوا سيبدأون المفاوضات بشأن العضوية في القمة التي ستعقد خلال ديسمبر المقبل، بناءً على تقييم المفوضية للتقدم الذي أحرزته كييف في تنفيذ الإصلاحات الـ7 المهمة.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في سبتمبر الماضي، إن أوكرانيا أحرزت "تقدّماً كبيراً" في هذا الاتجاه.
ومنذ بدء حرب روسيا ضد أوكرانيا، بدأت مناقشات توسيع الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر أن التوسع ضرورة جيوسياسية في مواجهة "العدوان الإقليمي الروسي"، بحسب الصحيفة.
يأتي ذلك فيما تطمح 6 دول في غرب البلقان إلى الانضمام إلى التكتل، في حين استغلت مولدوفا وجورجيا الحرب الأوكرانية الروسية أيضاً للتقدم بطلب للحصول على العضوية، كما بدأت تركيا محادثات الانضمام في عام 2005، لكن المفاوضات توقفت منذ عام 2016.
ومن المرجح أن يتلقى التقرير المكون من 150 صفحة ردود فعل متباينة من المسؤولين في كييف، إذ اشتكى بعضهم مؤخراً، مما يعتبرونه توقعات غير عادلة من بروكسل، وعدم الاعتراف بالعمل الذي تحقق في مثل هذه الفترة القصيرة من الوقت.
وحذرت أولها ستيفانيشينا، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، والمسؤولة عن ملف الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو"، الأوكرانيين من أنهم قد لا يحبون ما تقوله بروكسل، لكنها قالت إن "الإصلاحات يجب أن تستمر"، وإن التقرير "سيوفر فهماً لمزيد من المهام".
ويتعرض المسؤولون في كييف لضغوط شديدة للعثور على متخصصين في العديد من المجالات وخبراء يتحدثون الإنجليزية يمكنهم تكييف وتنفيذ تشريعات الاتحاد الأوروبي.
وعن وجهة نظر الأوكرانيين في محتويات التقرير، قال دبلوماسي أوروبي: "قد يشعرون بخيبة أمل". مضيفاً: "يجب أن ننسب الفضل حيثما يكون هذا الفضل مستحقاً".
وتأتي التقرير، بعدما زارت رئيسة المفوضية الأوروبية كييف، السبت الماضي، لمناقشة توسيع الاتحاد الأوروبي مع زيلينسكي.
لكن يتعيّن على أوكرانيا في كل الأحوال التحلّي بالصبر، لأن المفاوضات قد تستغرق وقتاً قبل أن تفضي إلى الانضمام، بحسب وكالة "فرانس برس".