قمة بايدن وشي.. توقعات "ضئيلة" واتفاق محتمل بشأن التواصل العسكري

time reading iconدقائق القراءة - 9
دبي-الشرق

يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن للقاء نظيره الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، الأربعاء، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن ثمة توقعات "ضئيلة" بالتوصل إلى اتفاق جوهري بين أقوى اقتصادين في العالم.

وهناك العديد من القضايا التي تثير  الانقسام بين الولايات المتحدة والصين، من بينها المنطاد الذي أطلقته بكين فوق الأراضي الأميركية واعتبرته واشنطن لأغراض التجسس، وترسانة الصين النووية، وحملة واشنطن لتضييق وصول الصين إلى رقائق الكمبيوتر المتقدمة.

وذكرت الصحيفة أن كل دقيقة تقريباً يقضيها الرئيسان معاً ستكون جزءاً من جهود دبلوماسية مصممة بعناية شديدة، بدءاً من عدد الخطوات التي يستغرقها شي للوصول إلى الكرسي في غرفة الاجتماع، إلى التوقيت المحدد لمصافحتهما.

وبالمقارنة مع القمم السابقة بين الولايات المتحدة والصين قبل عقد من الزمان أو أكثر، فإن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق جوهري "ضئيلة"، في أحسن الأحوال، وفق "نيويورك تايمز".

اتفاق بشأن التواصل العسكري

وألمح مستشارو بايدن إلى اتفاق ملموس واحد فقط من المتوقع أن يخرج به الاجتماع، وقالوا إن الرئيسين قد يعلنان استئناف الاتصالات العسكرية التي علقها الصينيون، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي لتايوان في صيف عام 2022.

ويناقش الجانبان ما إذا كان بإمكانهما إيجاد طريقة للالتزام مستقبلاً بإبقاء برامج الذكاء الاصطناعي خارج أنظمة القيادة والتحكم النووية.

ولم تدخل الصين حتى الآن في مفاوضات مهمة بشأن ترسانتها النووية سريعة التوسع، لذلك فإن اتخاذ أول خطوة في هذه القضية يمكن أن تكون مهمة.

وفي ظل انخفاض سقف التوقعات إلى هذا الحد، يرى مسؤولون أميركيون أنه لا توجد خطة للرئيسين بشأن إصدار بيان مشترك من أي نوع. وبدلاً من ذلك، ستقدم كل حكومة روايتها الخاصة للمناقشات.

وبينما يخطط بايدن لبحث تعاون الصين مع روسيا، ومشتريات بكين من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات، هناك احتمال ضئيل أو معدوم لتغيير السلوك، حسبما يقول المسؤولون الأميركيون.

مستشارو بايدن يختارون كلماتهم بدقة

ومن المقرر أن تكون هذه القمة الأولى التي يتحدث فيها بايدن وشي منذ عام، وأول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني إلى الأراضي الأميركية منذ عام 2017. 

وامتنع مستشارو بايدن في وصفهم "المصمم بعناية" عن تكرار عبارات سابقة رفضها الصينيون، باعتبارها أسلوباً أميركياً يهدف لاحتوائهم. وفي إحاطات للصحافيين استخدم مستشارو بايدن عبارات أكثر وضوحاً للحفاظ على "خطوط اتصال مفتوحة" لوصف العلاقة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافيين، الاثنين، إن العلاقة تدور الآن حول "إدارة المنافسة بمسؤولية، حتى لا تنحرف إلى صراع"، مضيفاً أن "الطريقة التي نحقق بها ذلك هي من خلال الدبلوماسية المكثفة. وهذه هي الطريقة التي نزيل بها المفاهيم الخاطئة، ونتجنب المفاجآت".

ويقول المسؤولون الصينيون إن شي سيسعى للحصول على تأكيدات من بايدن بأن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى حرب باردة جديدة"، حسبما قال سفير البلاد لدى الولايات المتحدة، شيه فنج، الأسبوع الماضي.

 والعام الماضي، أوضح شي أنه يعتبر الولايات المتحدة غارقة في سلوك شبيه بالحرب الباردة. كما قال في مارس الماضي إن "الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تحاول تطويق وقمع الصين".

تحركات أميركا بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ

ويدخل مستشارو بايدن اجتماع، الأربعاء، بعد أشهر من جهود أميركية لتعزيز العلاقات مع دول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبناء اتفاقات دبلوماسية أقوى مع القادة الآخرين.

 وشمل ذلك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي شهدت بلاده خلافات حدودية مع الصين، إذ كان ضيف شرف خلال زيارة رسمية للبيت الأبيض في يونيو.

وفي سبتمبر الماضي، التقى بايدن مع مودي مرة أخرى في الهند، على هامش قمة العشرين، ثم سافر إلى فيتنام للإعلان عن شراكة استراتيجية جديدة.

واستضاف بايدن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في البيت الأبيض، الاثنين، حيث أعلن الرئيسان أن إندونيسيا ترفع علاقتها مع الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها.

وقال كورت كامبل، منسق الرئيس الأميركي لشؤون المحيطين الهندي والهادئ والمرشح لمنصب نائب وزير الخارجية، في مقابلة مع "المجلس الأطلسي"، وهو مؤسسة بحثية، إن أهم شيء يجب على الولايات المتحدة القيام به خلال القمة هو "توضيح الأمر للصين أننا ما نزال نتمتع بالقوة، وأننا لا نزال أقوى دولة، ولا نزال ملتزمين بهدفنا الأكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وبعد اجتماعه مع بايدن، من المتوقع أن يتحدث شي إلى كبار رجال الأعمال الأميركيين في عشاء عمل، وسيحاول أن يظهر لقادة الصناعة الأميركية أن بلاده مفتوحة للأعمال. ومن المتوقع أن يحضر بايدن حدثاً آخر، وفقاً للمسؤولين.

مخاوف الصين

وتثير جهود إدارة بايدن لتعزيز علاقاتها مع الحلفاء القدامى والشركاء الجدد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مخاوف الحكومة الصينية، على غرار الاتفاقات الجديدة مع الفلبين وبابوا غينيا الجديدة.

وقال جود بلانشيت، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "نحن نعرف مخاوف بكين، لأن القيادة الصينية تشكو على نحو متكرر، مما تعتبره حملة تطويق أميركية".

وأضاف بلانشيت أن زيارة شي إلى منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وهي مجموعة من 21 دولة تحيط بالمحيط الهادئ، هي "محاولة لإبطاء أو تعديل وتيرة وشدة الإجراءات الأميركية المستقبلية، خاصة في مجال التكنولوجيا، التي تعتبرها مكلفة".

ويأتي لقاء الرئيسين أيضاً وسط مخاوف بشأن صراع محتمل بشأن تايوان. وقبل ستة أشهر، كان المسؤولون الأميركيون يجرون بانتظام مناقشات بشأن كيفية الرد على أي هجوم أو ضغط خانق على الجزيرة.

وفي المحادثات الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين، بدا الدبلوماسيون الصينيون أكثر قلقاً بشأن الانتخابات المقبلة في تايوان. وحذروا أيضاً من أنه إذا تسببت الانتخابات بتحرك الجزيرة نحو الاستقلال، فقد تضطر الصين إلى التحرك.

ويقول محللون إن المسؤولين الصينيين يراقبون باهتمام الخلاف السياسي الأميركي من بعيد. وهاجم الجمهوريون بايدن لسعيه لتحقيق الاستقرار في العلاقة مع الصين.

ودعت رسالة أرسلتها "لجنة الصين" في مجلس النواب إلى البيت الأبيض، الأربعاء، بايدن إلى تحدي شي بشأن العديد من نقاط التوتر، بما في ذلك إيقاف أميركيين في الصين، واللوائح الحالية بشأن إنتاج الفنتانيل (مادة مخدرة)، والاحتكاك بين السفن والطائرات الحربية الصينية والأميركية.

التسلح النووي

وتجنب المسؤولون الأميركيون تقديم تفاصيل بشأن كيفية إثارة بايدن لهذه القضايا مع شي، لكنهم قالوا إن الرئيس سيعالج مخاوف أخرى، بما في ذلك عدم تدخل بكين في انتخابات تايوان.

ولم يقدم المسؤولون الأميركيون معلومات كبيرة عن الكيفية التي يخطط بها بايدن لإثارة قضية ترسانة الصين النووية سريعة التوسع.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية مؤخراً بأن الترسانة الصينية بلغت 500 رأس نووي جاهز للاستخدام، وتتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030.

لكن العدد الحالي للأسلحة الصينية المنشورة لا يزال ثلث حجم الترسانتين الأميركية والروسية، وقد أخبر المسؤولون الصينيون نظراءهم الأميركيين أنهم لن يناقشوا الحد من التسلح حتى يكون لديهم تكافؤ مع واشنطن وموسكو.

ويقول الخبراء إن مناقشة الذكاء الاصطناعي قد تكون أفضل طريقة لإجراء مناقشة نووية أوسع.

 وقال سوليفان إنه من المتوقع أيضاً أن يتطرق بايدن إلى الحرب في غزة مع شي. ومن المتوقع أن يؤكد بايدن أن توسع الحرب في الشرق الأوسط ليست في مصلحة الصين، وأن الولايات المتحدة سترد إذا استمر وكلاء إيران في مهاجمة القوات الأميركية.

وسيعقد الاجتماع بعد عام من لقاء بايدن وشي، ومحاولة استخدام لهجة أكثر دفئاً؛ خلال قمة مجموعة العشرين في بالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك