بلينكن وأوستن في جولة آسيوية للتركيز على "التحدي الصيني" وسط حرب غزة

الزيارة تؤكد أولوية الاستراتيجية الأميركية تجاه بكين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحضر اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحضر اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

بدأ كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع جولة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما يشير إلى أن استراتيجية الإدارة تجاه الصين لا تزال أولوية، في الوقت الذي تنخرط فيه مع التقلبات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وسط حرب غزة، بحسب شبكة "CNN".

وسيقوم كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون وعدد من مسؤولي الأمن القومي بزيارات في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا الأسبوع، للقاء الشركاء والحلفاء. وستكون هذه هي أول رحلة لبراون منذ توليه منصبه في سبتمبر.

ووصل بلينكن الثلاثاء، إلى طوكيو قادماً من الشرق الأوسط في جولة آسيوية ستشمل كوريا الجنوبية والهند، كما سيغادر أوستن، الأربعاء، في جولة تستغرق 10 أيام تشمل الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية. 

وحضر بلينكن بالفعل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، وفي الهند سيجري أوستن وبلينكن حواراً على المستوى الثنائي مع نظرائهما.

وشدد المسؤولون الأميركيون منذ عدة سنوات على أن الصين هي المنافس الأول للولايات المتحدة، والتي تعتبر "التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية لأميركا" في استراتيجية الأمن القومي العام الماضي.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال العام ونصف العام الماضيين، لا سيما بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس 2022، والعبور المثير للجدل لمنطاد صيني فوق الولايات المتحدة في فبراير الماضي، وقالت واشنطن إنه لغرض التجسس، ومؤخراً عندما اقتربت طائرة مقاتلة صينية على بعد 10 أقدام من قاذفة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز B 52 فوق بحر الصين الجنوبي.

وقال إيلي راتنر، المسؤول عن الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بوزارة الدفاع الأميركية، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة شهدت المزيد من حالات السلوك "القسري والمحفوف بالمخاطر" من الطيارين الصينيين ضد الطائرات الأميركية في العامين الماضيين؛ فوق بحري الصين الشرقي والجنوبي بأكثر مما شهدته في العقد السابق بأكمله.

غياب التواصل

وفي الوقت نفسه، توقفت المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والصينيين حتى هذا الصيف، عندما التقى بلينكن مع كبار المسؤولين الصينيين في بكين.

ومع ذلك، لم يتمكن المسؤولون العسكريون في المحيط الهادئ من التواصل مع نظرائهم الصينيين.

وقال الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، الشهر الماضي، إنه يطلب التحدث مع نظرائه منذ عامين ونصف "ولم يتم قبول أي من هذه الطلبات بعد".

وفي عام 2022، التقى أوستن بنظيره الصيني خلال الاجتماع العاشر لوزراء دفاع الآسيان. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك سيحدث خلال اجتماع هذا العام في إندونيسيا. وأقيل وزير الدفاع الصيني لي شانجفو في أكتوبر، بعد شهرين من اختفائه عن الأنظار.

ورداً على سؤال من شبكة "CNN"، الاثنين، عما إذا كان أوستن سيجتمع مع أي من مسؤولي الصين خلال سفره، قال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر إنه "ليس لديه أي شيء يعلنه".

رسالة مهمة

ووصف مسؤول دفاعي كبير زيارة أوستن بأنها "مهمة للغاية" لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وإظهار أن الولايات المتحدة يمكنها التركيز على أكثر من منطقة في وقت واحد. وأضاف المسؤول أن هذه الرحلة كانت على جدول الأعمال منذ فترة طويلة.

وبالمثل، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك للصحافيين، هذا الأسبوع، إن وزارة الخارجية لا تزال "تركز بشكل كبير للغاية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وأَضاف: "سيظل السلام والأمن في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ مركزيين، وسيظلان حيويين لسلام أميركا وازدهارها وأمنها في القرن المقبل.. وبالتأكيد، أعتقد أن حقيقة أن الوزير (أوستن) يسافر مرة أخرى إلى المنطقة، حتى وسط هذه التحديات العالمية، يعزز هذه النقطة".

وتأتي تلك التحركات في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن أسئلة متزايدة بشأن دعمها لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، ومع استمرار تعرض القوات الأميركية لهجمات منتظمة من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا.

ووفق "CNN"، فإنه بينما سيواصل بلينكن وأوستن انخراطهما في الأحداث في غزة، وكذلك في الوضع في العراق وسوريا حيث تعرضت القوات الأميركية لـ38 هجوماً على الأقل حتى الاثنين، تهدف رحلتهما هذا الأسبوع إلى المساعدة في التأكيد على أن الولايات المتحدة "لم تغفل عن تحديها الأساسي".

ويأتي سفر كبار المسؤولين أيضاً في الوقت الذي يستعد فيه البيت الأبيض لعقد اجتماع بين الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من هذا الشهر في سان فرانسيسكو.

والتقى الرئيسان آخر مرة في نوفمبر 2022 لإجراء محادثة استمرت ثلاث ساعات في إندونيسيا خلال قمة مجموعة العشرين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "سيكون اجتماعاً بناءً. يتطلع الرئيس إلى ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك