بعد إلغاء سول اتفاقاً عسكرياً.. كوريا الشمالية تعزز وجودها عند الحدود

time reading iconدقائق القراءة - 4
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بعد إطلاق صاروخ يحمل قمر "ماليجيونج -1" التجسسي في بيونج يانج. 22 نوفمبر 2023 - Reuters
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بعد إطلاق صاروخ يحمل قمر "ماليجيونج -1" التجسسي في بيونج يانج. 22 نوفمبر 2023 - Reuters
سول-أ ف ب

قالت كوريا الشمالية، الخميس، إنها ستعزز وجودها العسكري عند حدودها مع كوريا الجنوبية، بعدما أثار وضعها قمراً اصطناعياً تجسسياً رد فعل غاضباً دفع سول إلى إلغاء اتفاق عسكري يعود إلى عام 2018، يهدف لمنع التوترات والاشتباكات العسكرية في المناطق البرية والبحرية والجوية.

وأكد جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي، أمام النواب، أن صاروخاً كورياً شمالياً وضع في المدار قمر الاستطلاع العسكري "ماليجيونج-1" بمساعدة من روسيا، بعد محاولتين فاشلتين في مايو وأغسطس الماضيين. 

ونقل النائب يو سانج بوم، الذي حضر الجلسة، عن الجهاز قوله "قدّم الشمال لموسكو الخطة والبيانات المتعلّقة بإطلاق القمرين الاصطناعيين الأول والثاني. روسيا حلّلت هذه البيانات وأبلغت الشمال، بما خلصت إليه تحليلاتها".

وأضاف النائب: "نظراً إلى أن تطوير قمر اصطناعي يحتاج إلى 3 سنوات، فإن التأكيدات الراهنة لا تضمن قدرة الشمال على صعيد الأقمار الاصطناعية، إلا إذا نشرت بيونج يانج صورة قاعدة جوام التي ذكرتها".

وبعد عملية الإطلاق، علقت سول، الأربعاء، بشكل جزئي اتفاقاً عسكرياً أبرم في 19 سبتمبر 2018 مع كوريا الشمالية، لتجنب وقوع حوادث عسكرية على طول الحدود بين الكوريتين من خلال إقامة "مناطق عازلة" بحرية، ونشرت على الفور "وسائل مراقبة واستطلاع" عند هذه الحدود.

ووصفت وزارة الدفاع الكورية الشمالية إجراءات سول بأنها "متهورة"، معلنة تعليقها الاتفاق من جانبها أيضاً، قائلة: "سنعود عن الإجراءات العسكرية المتحدة لمنع التوترات والاشتباكات العسكرية في كل المناطق البرية والبحرية والجوية، وسننشر قوات مسلحة قوية ومعدات عسكرية متطورة في المناطق الحدودية"، وأضافت أنها "لن تتقيّد بعد الآن باتفاق 2018".

بيونج يانج: "ردة فعل هستيرية"

بدورها، جددت وزارة الدفاع الكورية الشمالية، الخميس، قولها إن "إطلاق القمر الاصطناعي يندرج في إطار حق الدفاع عن النفس"، ونددت بـ "ردة الفعل الهيستيرية جداً لسول".

وأضافت أن الجنوب "يجب أن يدفع غالياً ثمن الاستفزازات السياسية والعسكرية غير المسؤولة والخطرة التي دفعت الوضع الحالي إلى مرحلة خارجة عن السيطرة".

وأفاد خبراء بأن وضع القمر في المدار بنجاح سيحسن قدرات كوريا الشمالية في جمع المعلومات الاستخباراتية، لا سيما فوق كوريا الجنوبية وجوام، وستوفر بيانات حيوية حال اندلاع حرب.

لكن الاستخبارات الكورية الجنوبية، التي جمعت حطاماً من أحد القمرين اللذين سقطا في البحر، وحللته بعد فشل إطلاقهما، وخلصت إلى أن لا فائدة عسكرية لهما، اعتبرت أن من غير المرجح أن يكون القمر بدأ عمله.

يشار إلى أن كوريا الجنوبية تنوي إطلاق أول قمر اصطناعي تجسسي عبر صاروخ من إنتاج "Space X" في 30 نوفمبر، انطلاقاً من الولايات المتحدة.

مواجهات محتملة

ورأى رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانج مو جين أن عملية الإطلاق "تعد مؤشراً إلى أمور أخرى".

وأضاف: "من أجل التأكيد على أن تعليق الاتفاق ليس مجرد كلام يتوقع حصول عرض قوة من انتهاك الحدود البحرية ونشر مدفعية ساحلية وإلقاء منشورات وإطلاق صواريخ مختلفة".

وتابع: "سيزيد تالياً احتمال حصول مواجهات عسكرية عرضية على طول الخط التماس العسكري، فضلاً عن خطر أن تتحول نزاعات مسلحة عرضية إلى حرب".

وتشكل عملية الإطلاق انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة التي تمنع بيونج يانج من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، إذ نددت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة والأمم المتحدة بالعملية.

وحضر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عملية الإطلاق، واطلع على صور للقواعد العسكرية الأميركية الرئيسية في جزيرة جوام في المحيط الهادئ، التقطها القمر الاصطناعي، بحسب وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج، إذ سيبدأ القمر الاصطناعي نشاطه الاستطلاعي في الأول من ديسمبر، بحسب وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك